فرنسا واتفاق باريس

بقلم عبد الله عيسى- رئيس التحرير
قبل حرب 1967 كان الجنرال ديغول يتطلع إلى انتصار عربي على إسرائيل، وكان يتوقع هذا الانتصار بفارغ الصبر، باعتباره قائداً سابقاً للمقاومة الشعبية الفرنسية في الحرب العالمية الثانية، وحقق الانتصار للشعب الفرنسي على النازية.
وفوجئ الجنرال ديغول بهزيمة العرب في حرب 1967، وبعد الهزيمة، أرسل الرئيس المصري جمال عبد الناصر الكاتب محمد حسنين هيكل كمبعوث خاص لباريس.
ويروي الكاتب هيكل بمذكراته عن تلك المهمة، بأنه دخل إلى قصر الإليزيه وصافح الجنرال ديغول، الذي صافحه بفتور بالغ، وكان غاضباً جداً، وجلس معه وتحدث حسين هيكل، عما جرى في حرب 1967، وفوجئ بعد 10 دقائق، وإذا بالجنرال ديغول يُدير ظهره، ويشير بيده، ويقول "لقد هُزمتم بالحرب، فماذا لديك لتقوله بعد ذلك"، ولم يجد هيكل ما يقوله، لقد كانت الهزيمة في الحرب عنوان المعركة.
وكانت فرنسا قد تعاقدت مع إسرائيل على تزويدها، بأسراب من طائرات الميراج الفرنسية، وقرر ديغول منع تزويد إسرائيل بهذه الصفقة، فاضطرت إسرائيل إلى قيام الموساد بسرقة مخططات تصنيع هذه الطائرات من فرنسا، وقامت بتصنيعها في إسرائيل، وأطلقت عليها اسم كفير الإسرائيلية، ولم تنجح هذه الطائرات المصنعة في إسرائيل، ولكن إسرائيل باعت بعضها لأفريقيا.
وفي الشأن الفلسطيني، تسلم لاحقاً الرئيس جاك شيراك رئاس فرنسا، وشهدت العلاقات الفلسطينية- الفرنسية، أروع محطاتها، وتعاطف كبير من الرئيس جاك شيراك مع الشعب الفلسطيني، حيث أبرم اتفاق باريس الاقتصادي رغم سيئاته، ولكن الاتفاق كان بحماية الرئيس الفرنسي شخصياً، وكان الضامن لتنفيذه من الجانب الإسرائيلي.
وذات مرة، قال الرئيس الفرنسي، للرئيس الراحل أبو عمار، اعتبرني مثل الطبيب بالنسبة لك، فإذا واجهت أي مشكلة تلجأ لطبيبك الخاص، وهو أنا، وجاء جاك شيراك في زيارة لغزة، ولقي حفاوة بالغة، وأُلقيت كلمات ترحيبة بالرئيس الفرنسي، وتعمد الرئيس عرفات مخاطبته بالدكتور جاك شيراك، باعتباره الطبيب الخاص لأبو عمار والقضية الفلسطينية.
وتعمد رئيس المجلس التشريعي، أحمد قريع مخاطبة الرئيس الفرنسي بنفس اللقب (الدكتور جاك شيراك)، وغادر إلى القدس، ودخل إلى القنصلية الفرنسية في القدس، وتجمع عدد من الفلسطينيين عند القنصلية، يُريدون مصافحة الرئيس الفرنسي، فتعمد حارس إسرائيلي منعهم من البوابة، وأخذ يصرخ بوجوه الفلسطينيين، فلاحظ الرئيس الفرنسي ذلك، وهرع للحارس الإسرائيلي فوراً، ولوح بقبضته يريد توجيه لكمة للحارس الإسرائيلي، وصرخ في وجهه أنت تقف الآن على أرض فرنسية، دع هؤلاء الناس يدخلون لمصافحتي، وتراجع الحارس، وتركهم يعبرون القنصلية، حيث كان الرئيس الفرنسي، سعيداً بهم.
وفوجئ الجنرال ديغول بهزيمة العرب في حرب 1967، وبعد الهزيمة، أرسل الرئيس المصري جمال عبد الناصر الكاتب محمد حسنين هيكل كمبعوث خاص لباريس.
ويروي الكاتب هيكل بمذكراته عن تلك المهمة، بأنه دخل إلى قصر الإليزيه وصافح الجنرال ديغول، الذي صافحه بفتور بالغ، وكان غاضباً جداً، وجلس معه وتحدث حسين هيكل، عما جرى في حرب 1967، وفوجئ بعد 10 دقائق، وإذا بالجنرال ديغول يُدير ظهره، ويشير بيده، ويقول "لقد هُزمتم بالحرب، فماذا لديك لتقوله بعد ذلك"، ولم يجد هيكل ما يقوله، لقد كانت الهزيمة في الحرب عنوان المعركة.
وكانت فرنسا قد تعاقدت مع إسرائيل على تزويدها، بأسراب من طائرات الميراج الفرنسية، وقرر ديغول منع تزويد إسرائيل بهذه الصفقة، فاضطرت إسرائيل إلى قيام الموساد بسرقة مخططات تصنيع هذه الطائرات من فرنسا، وقامت بتصنيعها في إسرائيل، وأطلقت عليها اسم كفير الإسرائيلية، ولم تنجح هذه الطائرات المصنعة في إسرائيل، ولكن إسرائيل باعت بعضها لأفريقيا.
وفي الشأن الفلسطيني، تسلم لاحقاً الرئيس جاك شيراك رئاس فرنسا، وشهدت العلاقات الفلسطينية- الفرنسية، أروع محطاتها، وتعاطف كبير من الرئيس جاك شيراك مع الشعب الفلسطيني، حيث أبرم اتفاق باريس الاقتصادي رغم سيئاته، ولكن الاتفاق كان بحماية الرئيس الفرنسي شخصياً، وكان الضامن لتنفيذه من الجانب الإسرائيلي.
وذات مرة، قال الرئيس الفرنسي، للرئيس الراحل أبو عمار، اعتبرني مثل الطبيب بالنسبة لك، فإذا واجهت أي مشكلة تلجأ لطبيبك الخاص، وهو أنا، وجاء جاك شيراك في زيارة لغزة، ولقي حفاوة بالغة، وأُلقيت كلمات ترحيبة بالرئيس الفرنسي، وتعمد الرئيس عرفات مخاطبته بالدكتور جاك شيراك، باعتباره الطبيب الخاص لأبو عمار والقضية الفلسطينية.
وتعمد رئيس المجلس التشريعي، أحمد قريع مخاطبة الرئيس الفرنسي بنفس اللقب (الدكتور جاك شيراك)، وغادر إلى القدس، ودخل إلى القنصلية الفرنسية في القدس، وتجمع عدد من الفلسطينيين عند القنصلية، يُريدون مصافحة الرئيس الفرنسي، فتعمد حارس إسرائيلي منعهم من البوابة، وأخذ يصرخ بوجوه الفلسطينيين، فلاحظ الرئيس الفرنسي ذلك، وهرع للحارس الإسرائيلي فوراً، ولوح بقبضته يريد توجيه لكمة للحارس الإسرائيلي، وصرخ في وجهه أنت تقف الآن على أرض فرنسية، دع هؤلاء الناس يدخلون لمصافحتي، وتراجع الحارس، وتركهم يعبرون القنصلية، حيث كان الرئيس الفرنسي، سعيداً بهم.
وبعد ذلك بفترة وجيزة اندلعت انتفاضة الأقصى، وتوجه باراك في زيارة لباريس، وكان الرئيس الفرنسي ساخطاً على إسرائيل لقتلها الأطفال الفلسطينيين، وتراجع قادة إسرائيل عن تعهداتهم بتقدم عملية السلام، فأوصل الرئيس الفرنسي البروتوكول بقصر الإليزيه بألا يقدم لباراك والوفد المرافق له أي شيء من الضيافة ولا حتى كأس ماء، وأن يضعوا أمام باراك مجموعة أوراق وقلم رصاص، في إشارة إلى أن باراك يمحو ما يتعهد به.
فعاد الوفد الإسرائيلي إلى إسرائيل، غاضباً جداً من الإهانة التي وجهها له شيراك، وبعد ذلك نجح مراسل التلفزيون الفرنس بغزة، في تصوير مشهد قتل الشهيد محمد الدرة، وشاهد الرئيس الفرنسي المشهد، فانفعل، وأعطى أوامره بأن يقوم التلفزيون الفرنسي، بتوزيع المشهد مجاناً على كل وسائل العالم، وكانت أكبر صفعة يوجهها للجانب الإسرائيلي.
حتى إن الصحفي الإسرائيلي روني شاكيد، قال ذات مرة معلقاً على قتل الشهيد محمد الدرة: "لا أعرف من قتل الدرة، ولكن الذي أعرفه أن محمد الدرة، قتل إسرائيل إعلامياً في العالم كله".
وبعد فترة بعد وصول نتنياهو لرئاس الحكومة الإسرائيلية، توجه لباريس، وجلس مع شيراك، يتحدث عشر دقائق عن أمن إسرائيل فقاطعه شيراك منهياً الاجتماع، وقال له: اعتقدت أنك ستتغير، ولكنك ستبقى أنت طوال حياتك تردد نفس الاسطوانة، وانصرف جاك شيراك مغادراً قاعة الاجتماعات، وترك نتنياهو وحده، ولم يستمع لبقية أقوال.
هذه الفترة الذهبية من العلاقات الفرنسية- الفلسطينية، والتي انتهت على ما يبدو، دفعت إسرائيل للإخلال باتفاق باريس الاقتصادي، ومصادرة أموال السلطة الفلسطينية، في حين أننا لم نسمع ردود فعل غاضبة وقوية على ما قام به نتنياهو.
ويبدو أن عهد ردود الفعل الفرنسي الغاضبة انتهى، بمغادرة شيراك الحكم، بينما كانت فرنسا قادرة على اتخاذ موقف شديد ضد إسرائيل، بسبب قرصنتها للأموال الفلسطينية، والناتجة عن اتفاق باريس الاقتصادي، مما يهدد وجود السلطة بأكملها.
وفي ظل تشجيع أمريكي لإسرائيل غير مبرر، مما قد يجر المنطقة بأكملها إلى كارثة ودوامة جديدة من العنف.
فعاد الوفد الإسرائيلي إلى إسرائيل، غاضباً جداً من الإهانة التي وجهها له شيراك، وبعد ذلك نجح مراسل التلفزيون الفرنس بغزة، في تصوير مشهد قتل الشهيد محمد الدرة، وشاهد الرئيس الفرنسي المشهد، فانفعل، وأعطى أوامره بأن يقوم التلفزيون الفرنسي، بتوزيع المشهد مجاناً على كل وسائل العالم، وكانت أكبر صفعة يوجهها للجانب الإسرائيلي.
حتى إن الصحفي الإسرائيلي روني شاكيد، قال ذات مرة معلقاً على قتل الشهيد محمد الدرة: "لا أعرف من قتل الدرة، ولكن الذي أعرفه أن محمد الدرة، قتل إسرائيل إعلامياً في العالم كله".
وبعد فترة بعد وصول نتنياهو لرئاس الحكومة الإسرائيلية، توجه لباريس، وجلس مع شيراك، يتحدث عشر دقائق عن أمن إسرائيل فقاطعه شيراك منهياً الاجتماع، وقال له: اعتقدت أنك ستتغير، ولكنك ستبقى أنت طوال حياتك تردد نفس الاسطوانة، وانصرف جاك شيراك مغادراً قاعة الاجتماعات، وترك نتنياهو وحده، ولم يستمع لبقية أقوال.
هذه الفترة الذهبية من العلاقات الفرنسية- الفلسطينية، والتي انتهت على ما يبدو، دفعت إسرائيل للإخلال باتفاق باريس الاقتصادي، ومصادرة أموال السلطة الفلسطينية، في حين أننا لم نسمع ردود فعل غاضبة وقوية على ما قام به نتنياهو.
ويبدو أن عهد ردود الفعل الفرنسي الغاضبة انتهى، بمغادرة شيراك الحكم، بينما كانت فرنسا قادرة على اتخاذ موقف شديد ضد إسرائيل، بسبب قرصنتها للأموال الفلسطينية، والناتجة عن اتفاق باريس الاقتصادي، مما يهدد وجود السلطة بأكملها.
وفي ظل تشجيع أمريكي لإسرائيل غير مبرر، مما قد يجر المنطقة بأكملها إلى كارثة ودوامة جديدة من العنف.
التعليقات