صحيفة بريطانية قبل 102 عام: أنقذنا القدس من حكم المسلمين

صحيفة بريطانية قبل 102 عام: أنقذنا القدس من حكم المسلمين
رام الله - دنيا الوطن
قبل 102 عاماً، نشرت صحيفة "نيويورك هيرالد" في صفحتها الأولى يوم 11 كانون الأول / ديسمبر 1917م،  مقالًا تحت عنوان "إنقاذ القدس من قبل البريطانيين بعد 673 عام من الحكم الإسلامي"، وبحسب مقال الكاتب فاروق الدويس، فإن 673 سنة تعود لِلْعَدِّ إلى تاريخ 15 تموز/ يوليو 1244م، التاريخ الذي قضى فيه المسلمون على آخر مملكة للصليبيين في القدس، حين أعاد الخوارزميون والأيوبيون بقيادة السلطان الصالح أيوب فتحها.

لما احتلت بريطانيا فلسطين، وتنفيذًا لِـ"إعلان بلفور"، عملت على استقطاب اليهود من كل بقاع العالم ووطَّنتهم في فلسطين، ومكَّنتهم من إنشاء قوة عسكرية متطورة. ثم أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 29 تشرين الثاني / نوفمبر 1947م قرارها الشهير رقم "181".

ذلك القاضي بتقسيم فلسطين الخاضعة للانتداب البريطاني آنذاك إلى دولتين، إحداهما عربية (حوالي 43٪‏ من الأراضي الفلسطينية) والأخرى يهودية (56٪‏ من الأراضي الفلسطينية)، وجعل القدس منطقة دولية تحت سلطة الانتداب البريطاني وإدارة الأمم المتحدة. فنسقت بريطانيا (وأمريكا) مع اليهود؛ ليعلنوا قيام دولة إسرائيل بتاريخ 15 أيار / مايو 1948م، تزامنًا مع إعلان بريطانيا إنهاء انتدابها على فلسطين.

ومع انسحاب بريطانيا من فلسطين سنة 1948م، وإعلان اليهود قيام دولة إسرائيل، اندلعت حربٌ (تحت إشراف وإدارة الأمم المتحدة وأمريكا وبريطانيا -كان مثلًا ضباط بريطانيين يقودون مباشرة فِرَقًا عسكرية عربية-) بين دولة اليهود وعدة دويلات عربية (منها مصر والعراق والأردن وسوريا والسعودية)، امتدت من 15 أيار/ مايو 1948م) إلى 10 آذار/ مارس 1949م.

انتهت الحرب بهزيمة "دويلات سايكس بيكو" العربية أمام إسرائيل، لُقِّبت على إثرها الحرب بِـ(النكبة)، ضم اليهود خلالها نصف الـ43٪‏ من الأراضي الفلسطينية التي كانت قسَمتْها الأمم المتحدة للعرب، فأصبح العرب لا يسيطرون إلا على حوالي 20٪‏ من مجمل فلسطين (فلسطين حسب الحدود التي رسمتها لها بريطانيا وفرنسا). فانحصر العرب في الضفة الغربية والقدس الشرقية (تحت حكم الأردن)، وقطاع غزة (تحت حكم مصر).

هكذا تم تقسيم القدس إلى جزأين: جزء غربي تحت حكم اليهود، وجزء شرقي تحت سلطة المملكة الأردنية، ويحوي مدينة القدس القديمة؛ التي تضم المسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، وحائط البراق (حائط المبكى).

ما لبثت حرب "النكبة" تضع أوزارها حتى صوَّت مجلس الأمن لصالح عضوية الدولة الجديدة "إسرائيل" للأمم المتحدة بمقتضى قراره رقم 69، الصادر بتاريخ 4 آذار/ مارس 1949م، فقَبِلَت على إثر ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة بمقتضى القرار رقم ،273 الصادر بتاريخ 11 أيار/ مايو 1949م؛ إسرائيل كدولة عضو في الأمم المتحدة.

تلت حربَ النكبة حربُ النسكة (من 5 حزيران/ يونيو 1967م- إلى  10 حزيران/ يونيو 1967م)، انتهت بانتصار ساحق لليهود على مصر-سوريا-الأردن، واحتلال إسرائيل للجولان، وقطاع غزة، وسيناء، والضفة الغربية مع القدس الشرقية، لتصبح كامل القدس بما فيها المسجد الأقصى تحت سلطة وحكم إسرائيل.

التعليقات