تزايد حجم الاعتداءات التي يتعرض لها اهالي الخليل القديمة ومحيطها

رام الله - دنيا الوطن
تشهد الخليل جنوب الضفة الغربية، منذ سنوات طويله، لا سيما البلدة القديمة من المدينة، هجمة شرسة بفعل اجراءات وممارسات قوات الاحتلال والمستوطنين المتطرفين الذين حولوا حياة أهاليها الى جحيم.

وسجلت حجم الاعتداءات التي يتعرض لها اهالي الخليل القديمة ومحيطها، هذه الأيام، وخصوصا بعد وقف سلطات الاحتلال لعمل بعثة التواجد الدولي المؤقت في المدينة المعروفة باسم (TIPH)، ارتفاعا ملحوظا، كما ونوعا، الأمر الذي دفع مسؤول لجنة الدفاع عن الخليل للقول إن الخليل تشهد "شتاء ساخنا".
أمس الاثنين، الخامس والعشرين من شباط، صادف مرور 25 عاما على مجزرة الحرم الابراهيمي بالخليل التي وقعت عام 1994 أثناء صلاة فجر الجمعة على يد الصهيوني المتطرف باروخ غولدشتاين، والتي استشهد فيها 29 مصليا داخل الحرم، وجرح اكثر من 150 آخرين، والتي تشير بصورة او بأخرى الى أن المجزرة وبعد ربع قرن من وقوعها، ما زالت مستمرة بحق البلدة القديمة وسكانها، وذلك عبر استمرار الانتهاكات اليومية التي تمارس كل ساعة بالاحتجاز والاعتقال واطلاق النار والغاز ومنع الوصول الى المساكن ودور العبادة، وعرقة الدراسة، واغلاق المتاجر، ونشر الحواجز.. وكأن السكان يعيشون في "منطقة مُحرمة"!

الهجمات المنظمة على طلاب المدارس الواقعة في البلدة القديمة ومناطق التماس، من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، كانت الأبرز بعد رحيل قوات التواجد الدولي المؤقت، حيث اصيب صباح يوم الخميس الماضي 30 طفلا بحالات الاختناق، جراء اعتداءات قوات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه على مدرسة "الخليل الاساسية للبنين"، في البلدة القديمة، بالإضافة الى الاعتداءات على مدرسة قرطبة التي تقع بالقرب من مستوطنة "بيت هداسا" في شارع الشهداء وسط الخليل، مما ادى ازدياد مخاوف المواطنين من أهالي المدينة المقيمين فيما يعرف بمناطق (H2) الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية الكاملة، والبالغ عددهم أكثر من 70 ألف مواطن.

واعتبر مسؤول لجنة الدفاع عن الخليل هشام الشرباتي، أن "زيادة الانتهاكات الاسرائيلية بحق المواطنين في الخليل تهدف الى تثبيت وقائع جديدة على الأرض، وأن قوات التواجد الدولي عملت على التقليل من "العنف الفردي" على سكان المنطقة، لكنها لم تحم المواطنين من "العنف الرسمي" الذي تمارسه قوات الاحتلال"
ووصف الشرباتي، بهذا الخصوص، شتاء الخليل بـ"الشتاء الساخن" في اشارة الى الانتهاكات الخطيرة التي يرتكبها الاحتلال في الخليل يوميا.

وفي سياق الاعتداءات الاسرائيلية، وخصوصا بع رحيل الـ (TIPH)، افاد التقرير الشهري الصادر عن الوحدة القانونية في لجنة اعمار الخليل، بأنه خلال شهر كانون ثاني من العام الجاري (1/2019) نفذت قوات الاحتلال والمستوطنين 33 اعتداء مختلفا بحق أهالي البلدة القديمة من مدينة الخليل، من بين هذه الاعتداءات منع رفع الآذان في الحرم الابراهيمي الشريف 47 مرة.

ويقول مركز المعلومات الاسرائيلي لحقوق الانسان "بتسيلم" إن " القيود والتنكيل المستمرّ اللّذان يعانيهما الفلسطينيون في المنطقة H2 - وكلاهما من نتاج قرار دولة الاحتلال الإسرائيلي السماح بالاستيطان في قلب مناطق سكنية فلسطينية - يمنعانهم من إدارة حياتهم على نحوٍ طبيعيّ ومعقول وتحوّلان حياتهم إلى جحيم لا يطاق.