مرض كاواساكي النادر يظهر مجدداً في فلسطين.. و300 دولار تكلفة جُرعة العلاج

مرض كاواساكي النادر يظهر مجدداً في فلسطين.. و300 دولار تكلفة جُرعة العلاج
صورة لطفل مُصاب بمرض كاواسكي
خاص دنيا الوطن - رفيف عزيز
تُشكل صحة الطفل هاجساً لكل أب وأم، ويطرحان أسئلة كثيرة في كل مرة يمرض بها طفلهما، وهذا ما حدث مع والدي الطفل عادل العبادلة (عامين)، حين ارتفعت درجة حرارته فجأة، كمؤشر أولي لمرضه.

كحال أي والدين، حاول طبيب التخدير علاء، أن يُخفض حرارة طفله على مدى 4 أيام، وعلاجه دون جدوى، يقول والده في حديثه لـ "دنيا الوطن": "لم يستجب طفلنا للأدوية والمضادات الحيوية، وتم تشخصيه بمرض الحمى القرمزية، وبدأ علاجه على هذا الأساس، لكنه أيضاً لم يتحسن".

وأضاف العبادلة: "عرضت طفلي على الطبيب أحمد الفرا، وأخبرني أن عادل لا يُعاني من حمى قرمزية، بل يُعاني من مرض كاواساكي، وشرح لي طبيعة المرض، واستخرج له تحويلة طبية عاجلة إلى مستشفى النجاح بنابلس، لعدم توفر الجرعة اللازمة لعلاجه، فلا يتوفر في غزة سوى 5 جرامات، وطفلي يحتاج إلى 20 جراماً، ولا يتوفر سوى في الضفة الغربية".

 وكشف العبادلة أبرز الأعراض التي لاحظها على طفله: "بداية كانت حرارة، رافقتها تهيج وطفح جلدي في جميع أنحاء جسده، إضافة إلى أن لسانه تحول إلى اللون الأحمر مثل لون الفراولة، وأصبحت عيناه حمراويتن أيضاً، وشفتيه كذلك".

ويُعد هذا المرض نادراً جداً في فلسطين، وهذا ما أكده الطبيب أحمد الفرا: "يمر علينا في فلسطين سنوياً حالتان أو ثلاثة فقط، ويُصيب واحداً من 100 ألف، لكنه مُنتشر في جنوب شرق آسيا، وفي اليابان تحديداً، لذلك سُمي باسم كاواساكي، على اسم العالم الياباني، الذي اكتشفه حين أُصيبت مدينة كاملة به".

وأضاف الفرا في حديثه لـ "دنيا الوطن": "تتم الإصابة بالمرض بعد التهاب فيروسي، يخلق مشكلة في الأوعية الدموية، وهناك معايير لتشخيصه، أولاً: أن يكون هناك حرارة مستمرة لمدة 5 أيام، مصحوبة بطفح جلدي، وتغيرات في الفم واللسان، وضخامة في الغدد اللمفاوية في الرقبة، واحمرار في العينين".

واستطرد الفرا: "مشكلة المرض ليست الحرارة العالية، بل عضلة القلب، فهو يؤثر على الشرايين التاجية للقلب، وقد يُدمرها، وإن لم يتم تشخيصه وعلاجه، قد تحدث تجلطات في الدم تؤدي لاحقاً إلى الوفاة، وهو يصيب الأطفال ما دون الخامسة".

وشرح الفرا علاج هذا المرض النادر قائلاً: "يتم علاجه بـ 20 جرعة من الـ (جاما جلوبيولين) والأسبرين، وهو علاج متوفر في الضفة الغربية والقدس فقط، لأنه شحيح ومُكلف نوعاً ما، فالجُرعة الواحدة تُكلف مابين 200- 300 دولار".

وأكد الفرا، أن هذا المرض غير مُعدٍ، لكن له مواسم يكثر الانتشار بها، وهي نهاية فصل الشتاء، وبداية فصل الربيع، ويأتي بعد التهابات فيروسية، وقال: "النظريات حول السبب الحقيقي للإصابة بمرض كاواساكي لا زالت مجرد فرضيات، ولكنه منتشر في جنوب شرق آسيا مثل اليابان وغيرها، حتى إن اليابانيين الذين هاجروا إلى بعض دول أمريكا الشمالية، والولايات المتحدة وكندا، عانوا من المرض أكثر من أهل البلاد التي هاجروا إليها، دليل أن العِرْق له علاقة بالمرض".

وأضاف: "يصعب تشخيص المرض بسهولة، ويحتاج إلى أخصائي مُتمرس في طب الأطفال، لأن أعراضه مُبهمة، تُشبه أعراض مرض الحمى القرمزية".

يتماثل الطفل عادل الآن للشفاء، ولكنه لا يزال يتعاطى علاجاً لسيولة الدم، تحسباً لأي تجلطات، فهذا المرض يؤثر على الشرايين التاجية للقلب، وسيبقى على هذه الحال لمدة شهر كامل إلى أن يُقرر الطبيب المُشرف الخطوة المقبلة.


الطفل عادل العبادلة:




التعليقات