الرجوب: على هنية ألا يُكبر من نفسه ويضع رأسه برأس أبو مازن

الرجوب: على هنية ألا يُكبر من نفسه ويضع رأسه برأس أبو مازن
جبريل الرجوب
رام الله - دنيا الوطن
قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب: إن الصواريخ التي تطلقها فصائل المقاومة على إسرائيل تؤذي الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين، مشدداً على أنه يجب التوافق على السلاح بين الفصائل قبل الذهاب إلى انتخابات.

جاء ذلك، في حوار شامل مع صحيفة (المصري اليوم) المصرية، بعد أيام قليلة من حوار مشابه أجرته الصحيفة مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، مشيرا إلى أن دعوة الأخير للقاء الرئيس عباس غير ممكنة، لأنه يجب على "هنية ألا يُكبر من نفسه ويضع رأسه برأس أبو مازن"، وفق تعبيره.

وقال الرجوب: إن حركة حماس "لا تستطيع المزايدة علينا في مجال المقاومة، مشيراً إلى أن الخلافات معها ستنتهي، "إذا قالت أنا فلسطيني انتهج المقاومة الشعبية، وأؤيد قيام دولة على حدود 1967".

وأكد: أن "مصر يجب أن تكون شريكاً فى هذه المباحثات، وأن تذهب للقمة العربية المقبلة، وتعرض عليهم أوراقها وتحدد من المخطئ ومن المصيب، ورغم كل ذلك نحن لن نتخلى عن مسؤولياتنا، ومنذ عام 2007 وحتى الآن دفعنا 18 مليار دولار، بواقع 120 مليون دولار شهرياً، و90% من المستفيد منها حماس".

وتابع: رغم أن هذه الأموال التى ندفعها تعتبر تمويلاً للانقسام، إلا أننا متمسكون بكوننا شعباً واحداً ومسؤوليتنا في غزة كما هي في الضفة تماماً، ولا نستطيع الاستمرار كصراف آلي لحماس التي تقوم بتحصيل الفواتير، ووضع الأموال في جيبها، وكذلك بالنسبة للعلاج، كما أنهم يفرضون ضرائب على أهالى القطاع، وأتحداهم إذا في يوم من الأيام قدموا دولاراً واحداً لفلسطيني لا ينتمي لحماس، وعضو مكتبها السياسي خليل الحية، قال: "مال حماس لحماس، وإذا زاد سنزكي على الشعب الفلسطيني".

وتساءل الرجوب: ماذا يعني قبولهم أموالاً تأتي من الدوحة وإيران إلى غزة عن طريق تل أبيب، نحن لسنا ضد أى دولة تعطي أموالاً لغزة أو تبني بها مدارس ومستشفيات وملاعب، وكل ما يحتاجه القطاع، لكن شريطة ألا يكرس ذلك للانقسام، ونأمل من القمة العربية المقبلة، أن تؤكد على ضرورة منع تمويل الانقسام".

وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، "مبدؤنا الدولة والهوية، والمقاومة كانت الوسيلة لتحقيق تلك الغاية، لكن إذا كانت حماس تريد المشاركة؛ فليأتوا لنتفق ونضع السلاح على الطاولة".

وأضاف في حواره مع (المصري اليوم): أريد أن أقول إن صواريخ حماس تؤذينا أكثر ما تؤذي إسرائيل، فلا تقولوا (سلم أم حرب)، فهل تصدق أنت أننا نستطيع أن نقرر (حرباً وسلماً) في المنطقة لا لا هذا غير صحيح، فنحن لا نستطيع، وعلى هذا الأساس أقول لكم: إن المقاومة مشكلة، لأننا لم نتفق على كيفية أن نقاوم سوياً، وإذا سألتني عن شكل المقاومة فأنا أرى أن المقاومة الشعبية هى الخيار الاستراتيجي، ومن لديه رأى آخر فيجب أن يطرحه على الطاولة، وليس من تحت الطاولة، ولذلك نحن نريد أن نحسم هذه القضايا قبل الذهاب للانتخابات، ولكن هذا ما لا تريده إسرائيل وأمريكا وقطر".

وحول دعوة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، لعقد لقاء مع الرئيس عباس، قال الرجوب: "أولا قرأت على لسان هنية في جريدتكم بأنهم ليسوا إخوان مسلمين، وهذا نراه تصريحاً طيباً منه، ومنذ عام قال أبومازن إنه جاهز للذهاب إلى غزة، ودعا هنية لاستقباله، وكان أبومازن يرتب أموره للذهاب إلى غزة، ولكن هنية خرج وقال الوضع الأمني لا يسمح بالزيارة".

وأعرب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عن أمله ألا يكون هذا التصريح للاستهلاك المحلي، لكن يجب على هنية أن يذهب لغزة ويقول "إن الانقلاب الموجود فى القطاع يجب أن ينتهي، وتعمل الحكومة الفلسطينية التي شكلتها مع أبو مازن وتمارس سلطاتها بمعزل عن مليشيات حماس الموجودة على الأرض".

وتابع: و"إذا تحقق هذا ستعلن الحكومة مسؤوليتها كاملة في غزة والضفة بنفس المسؤولية، وبعد ذلك سنجلس ونتفق على من سيقود الحكومة في هذه المرحلة الانتقالية، ولكن هناك سؤال من هو هنية؟ هل هو رئيس غزة؟ هذا كلام غير معقول، ونحن لن نأمن على أنفسنا بالذهاب لغزة بعد تفجير موكب رئيس الحكومة، وأبومازن لن يذهب لغزة تحت رحمة مليشيات حماس".

وحول إمكانية عقد لقاء بين الرئيس عباس وهنية، أكد الرجوب أن أبو مازن لن يجلس مع هنية، المشكلة مع حركة فتح فقط، ولابد ألا يكبر هنية من حجمه ويحدد مع من يجلس، ولا يجب أن "يضع رأسه برأس أبومازن"، فهناك مشكلة ونحن مستعدون لحلها".

وتابع: "الدليل أننا ذهبنا لروسيا للحل، والرئيس الروسى قال لهم أعطونى موقفاً موحداً لكم حتى أستطيع التحرك لإيجاد حل لقضيتكم، ولكن لا نعلم ماذا تفعل حماس، فهنا حماس تحكي معنا بلغة، وهناك تحكي بلغة أخرى، فهل تأخذ قراراتها من جهات أخرى لا نعلمها؟!".

وفيما يتعلق بالدعوة المصرية للحوار خلال الأيام القليلة المقبلة، قال الرجوب: إن "مبدأ الحوار مازال موجوداً لدينا، ولكن نحن نعتقد أن هذا الحوار لا يجب أن يكون من أجل الحوار، ويجب أن يكون فيه تحديد للمشاكل العالقة بيننا".

وتابع: "فحماس تقول إنها مع المقاومة الشعبية، وأنهم ليسوا إخوان مسلمين، وأنهم جزء من الشعب الفلسطينى ومع الانتخابات وإقامة دولة على حدود 67، إذا ماذا تبقى، فكل شيء قيل من جانبهم، لكن يجب أن يتقدموا بالتزامات للطرف المصري، وقلنا موقفنا لأشقائنا المصريين، ونريد أن تكون مصر شريكاً وتراقب خطوات التنفيذ على الأرض، ويجب أن يُدعم ذلك بالقمة العربية".

وأكد أن "حركة فتح مع الشراكة، ولكن يجب أن تفهم حماس معنى مفهوم الشراكة، نحن نشك فيهم، ولكن في الأخير ذاهبون لشراكة وذاهبون لانتخابات، وهذا ما نريده ونحن متفائلون".

وشدد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، على أن الكرة الآن فى ملعب حماس، ونريد منهم أن يخبرونا بمدى استفادتهم من هذا الانقلاب الذي قاموا به، وما الفائدة التي عادت على الإسلام بما فعلوه أو وجه الاستفادة العائد على القضية الوطنية الفلسطينية، نحن نريد أن نصيغ النظام السياسي الفلسطيني على أساس مشاركة الجميع".

وتابع: "إذا كان الإخوة في حماس صادقين ورغبتهم حقيقية في تحقيق المصالحة فلماذا لا يقبلون بإزالة كافة مظاهر سلطتهم على الأرض في قطاع غزة، فكيف نوقع على اتفاق اليوم وغداً يذهب رئيس الوزراء إلى القطاع فيتم تفجير موكبه، ورغم ذلك فنحن على استعداد لنسيان هذا كله، مقابل أن تعود حكومة الوحدة لممارسة عملها في القطاع، ونبدأ حواراً برعاية إخواننا المصريين وتحديد يوم للانتخابات، وأن يتم الاتفاق بين فصائل المنظمة وفصائل الإسلام السياسي على من هو المنوط به قيادة الشعب الفلسطيني؛ لنصل إلى الانتخابات برعاية مصرية لضمان الشفافية والنزاهة".

وأضاف: "إذا فازوا سنقوم بتهنئتهم وتسليم السلطة لهم على قاعدة أننا شعب واحد وأسرة واحدة، والوطنية الفلسطينية تكون هي المرجعية، وليس أي بعد أيديولوجي أو ديني، والجميع يعيش في دولة بها سيادة قانون، أما أن يستلموا السلطة، ويطلبوا من الدول تهريب أموال لهم كما يحدث منذ استيلائهم على القطاع في عام 2007، فهذه ليست حكومة دولة، لكنها حكومة جلاجلا".

التعليقات