مسيرة مركزية للجبهة الديمقراطية في يوبيلها الذهبي

مسيرة مركزية للجبهة الديمقراطية في يوبيلها الذهبي
رام الله - دنيا الوطن
احتشد آلاف المواطنين في المسيرة الجماهيرية المركزية التي نظمتها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في وسط مدينتي رام الله البيرة على شرف الذكرى الخمسين لانطلاقتها وتحت شعار " وحدة الطاقات والجهود الوطنية لإحباط صفقة القرن  الجبهة.

وحضر المسيرة التي انتهت بمهرجان خطابي عند دوار الشهيد ياسر عرفات، صف قيادي عريض يتقدمه نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، ونائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، والأمناء العامّون وأعضاء الهيئات القيادية لفصائل العمل الوطني، وممثلو البلديات والمجالس القروية والاتحادات والحراكات الشعبية، ومنظمات المجتمع المدني ورؤساء وقادة النقابات العملية والمهنية وعدد من رجال الدين، إلى الآلاف من كوادر الجبهة الديمقراطية وأعضائها ومناصريها الذين حضروا من مختلف محافظات الضفة وفي مقدمتها القدس.

وسار في مقدمة المسيرة العشرات من الشبان والشابات الذين حملوا صور الشهداء والأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الديمقراطية، كما رفعوا يافطات وشعارات تدعو للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، والتمسك بالثوابت والحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا في الحرية والاستقلال والعودة.

وهتف المشاركون بشعارات تندد بصفقة القرن، وتدين التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي، وتدعو لاستنهاض عناصر القوة في مواجهة المشروع التوسعي الاستيطاني.

وطافت المسيرة الشوارع الرئيسية في مدينتي رام الله والبيرة ثم تجمع المشاركون عند دوار الشهيد ياسر عرفات الذي ضاقت ساحته وجنباته عن استيعاب المشاركين. 

وعقد مهرجان خطابي استهله عريف المهرجان والأسير المحرر عصمت منصور بتحية الصامدين المرابطين في مدينة القدس وساحات المسجد الأقصى، مشيدا بصمودهم وشجاعتهم ووحدتهم الوطنية التي كرسوها في معركة الدفاع عن القدس والأقصى.

محمود العالول

وألقى محمود العالول ( أبو جهاد) نائب رئيس حركة فتح كلمة باسم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، حيا فيها الجبهة الديمقراطية وقيادتها وأعضاءها وقال أنها كانت على الدوام فصيلا مميزا ومناضلا ومبادرا في جميع ميادين الكفاح، كما في المبادرات السياسية الخلاقة والمبدعة ومنها برنامج النقاط العشر الذي أصبح برنامجا موحدا وجامعا لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وندد العالول بالتحالف العدواني الأميركي الإسرائيلي الذي أنتج صفقة العصر سيئة السمعة، والتي يعارضها شعبنا بكل قواه وتياراته وفئاته وتجمعاته، كما أن دول العالم وشعوبه وقواه الحية المحبة للحرية والسلام، كلها تؤيد موقف شعبنا، المصمم على استعادة حقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة، بما فيها حقنا في دولة مستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس ودون أي تنازل عن أي حق من حقوقنا.

ووجه العالول التحية لقيادة الجبهة وأمينها العام نايف حواتمة، مؤكدا بأن باب الحوار والاجتهاد مفتوح وواسع، في إطار الحرص المشترك على منظمة التحرير والثوابت الوطنية.

عمر شحادة

من جانبه وجه عمر شحادة القيادي في الجبهة الشعبية وفي التجمع الديمقراطي الفلسطيني تحياته لكل مناضلي الجبهة الديمقراطية ولعائلات شهدائها وأسراها البواسل وعموم مناضليها في الوطن والشتات، وقال خلال كلمة ألقاها باسم التجمع الديمقراطي أن هذا التجمع وجد ليبقى، وليتطور كائتلاف فاعل ومؤثر لاستعادة الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير، وإصلاح مؤسسات المنظمة، ووقف الانهيار وتصويب العلاقات الوطنية وإعادة بنائها على أسس تكفل وحدة الجميع في مواجهة الاحتلال ومشاريعه لتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية بالتواطؤ والشراكة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وندد شحادة بمحاولات بعض القوى اليمينية في العالم الغربي وتحديدا في فرنسا والولايات المتحدة تجريم فعاليات التضامن مع الشعب الفلسطيني من خلال تشريعات وقوانين تساوي بين "معاداة الصهيونية" و" معاداة السامية"، مؤكدا أن ذلك يمثل محاباة للاحتلال وجرائمه، وانتصارا للفكر العنصري الفاشي، وضربة لمبادىء العدالة وحرية التعبير وحقوق الإنسان.

قيس عبد الكريم

وألقى قيس عبد الكريم ( أبو ليلى) الكلمة المركزية باسم الجبهة الديمقراطية بدأها بتحية أبناء وبنات شعبنا في عاصمتنا المقدسة القدس المرابطين الصامدين المدافعين عن المسجد الأقصى، مجددا عهد الجبهة وقيادتها ورفاقها في كل مكان لكل أبناء الشعب الفلسطيني لمواصلة النضال والمقاومة حتى دحر الاحتلال، وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني ونضاله الوطني في الحرية والاستقلال والعودة وبكون القدس المحررة عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة.

وقال أن مواجهة صفقة القرن تتطلب مغادرة نهج أوسلو، وتبني إستراتيجية كفاحية بديلة ترتكز إلى المقاومة الشعبية وصولاً إلى انتفاضة شعبية شاملة، والتحرر من التزامات أوسلو المجحفة بسحب الاعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الأمني ووقف العمل باتفاق باريس الاقتصادي، ومواصلة الجهد من أجل عزل إسرائيل وفرض العقوبات عليها رداً على جرائم الحرب التي ترتكبها بحق شعبنا.

وقال أن ذلك هو بداية الرد على الإجراءات الغاشمة التي اتخذتها حكومة الاحتلال وآخرها طرد بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل والسطو على أموال الضرائب الفلسطينية بخصم ما يوازي رواتب الشهداء والأسرى والانتهاكات المستمرة للمسجد الأقصى ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية.

وقال " ندعو إلى حوار وطني شامل على أعلى المستويات من اجل التوافق على شروط إجراء الانتخابات بحيث تضمن حريتها ونزاهتها، وشمولها للضفة الفلسطينية، بما فيها القدس، وقطاع غزة، وبمشاركة جميع القوى الفلسطينية وقبولها لنتائجها، تحت إشراف حكومة انتقالية يتم التوافق عليها من قبل الجميع".

وأوضح أبو ليلى أن التجمع الديمقراطي الفلسطيني أداة للنضال من اجل إنقاذ حركتنا الوطنية من مأساة الانقسام، ومن اجل شق مسار جديد يحررها من قيود أوسلو، ومن أجل الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق المواطنين، من أجل المساواة التامة للمرأة وتمكين الشباب، ومن أجل الحقوق المشروعة للعمال والمزارعين والموظفين وسائر الكادحين.

محمد بركة

وألقى محمد بركة كلمة باسم جماهير شعبنا قواها في الداخل حيا فيها الجبهة الديمقراطية وقيادتها وذكرى انطلاقتها الخمسين، مؤكدا على الدور النوعي المميز الذي اضطلعت به الجبهة على امتداد تاريخها، وقال أننا شعب واحد مهما اختلفت ظروفنا وأماكن إقامتنا، وشدد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لهذا الشعب. وكشف بركة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يتبنى مواقف اليمين الإسرائيلي الأكثر تطرفا وتشددا ويحرص على تمثيلهم في الكنيست وقد بذل جهودا كبيرة لضمان تمثيل الجناح الإجرامي في اليمين المتطرف، أي تلامذة كهانا وغولدشتاين منفذ مجزرة الخليل، في الكنيست المقبلة، وقد رعى نتنياهو بنفسه هذا الاتفاق.

ودعا بركة كافة القوى والتيارات والفصائل الفلسطينية إلى طي صفحة الانقسام المؤسف الذي طال كثيرا، وبات يلحق بعبنا وقضيتنا أفدح الأضرار، ويمثل نقطة ضعف في جهودنا الوطنية سواء السياسية والديبلومسية أم المقاومة الشعبية.

وحذر بركة من خطورة المخططات التي تعدها حكومة الاحتلال للسيطرة على جزء من الحرم القدسي الشريف، وتحديا مبنى باب الرحمة، وتحويله كنيسا يهوديا لتنفيذ خطة التقاسم المكاني والزماني في المسجد الأقصى على غرار ما فعلته في الحرم الإبراهيمي بعد المجزرة الدموية المروعة التي نفذها غولدشتيان وتحل ذكراها بعد أيام. وقال بركة " ما جرى في الحرم الإبراهيمي لن يتكرر في الأقصى" بفضل صمود أبناء شعبنا واستبسالهم في الدفاع عن المسجد الأقصى".