ما موقف اليسار الفلسطيني من الدعوة التي تُطالب برحيل الرئيس عباس؟

ما موقف اليسار الفلسطيني من الدعوة التي تُطالب برحيل الرئيس عباس؟
مسيرة سابقة لفصائل اليسار بغزة
خاص دنيا الوطن-هيثم نبهان
انطلقت الأسبوع الماضي في قطاع غزة، دعواتٌ للخروج في مسيرات؛ للمطالبة برحيل الرئيس محمود عباس، على خلفية قطع السلطة الفلسطينية لرواتب عدد من موظفيها بغزة، وتحديداً في وزارتي التعليم والصحة.

يأتي ذلك تزامناً مع دعوات من قيادات في حركة حماس، خلال اجتماع لكتلتها البرلمانية في مقر المجلس التشريعي بغزة، لخروج المواطنين في مسيرات من أجل مطالبة الرئيس عباس بالرحيل، وأيضاً محاكمته.  

ودعا تجمع أطلق على نفسه "الحراك الشعبي الرافض للإجراءات الانتقامية ضد قطاع غزة" الشعب الفلسطيني للخروج في مسيرات حاشدة يوم غدٍ الأحد؛ للمطالبة برحيل أبو مازن.

جاء ذلك، خلال مؤتمر صحفي، نظّمه الحراك بساحة السرايا وسط مدينة غزة، وسط مشاركة شبان يحملون أعلام فلسطين، ولافتات تدعو لرحيله.

وفي ظل هذه الدعوات تحدثت "دنيا الوطن" مع عدد من قيادات فصائل اليسار، لتسألها عن موقفها من هذه الدعوات، في وقت تعاني خلاله الساحة الفلسطينية من حالة تشرذم كبيرة بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويرى وليد العوض، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، أن هذا الموقف غير مقبول ومرفوض، حيث إنه "في الوقت الذي تشتد فيه الهجمة الأمريكية والإسرائيلية، على القيادة وعلى الرئيس أبو مازن، فإن المطلوب رفع وتيرة التضامن الفلسطيني في مواجهة هذه الهجمة، وهجمة المستوطنين الذين وضعوا صورته قبل فترة على الحواجز وطالبوا باغتياله".

وتابع: "إطلاق مثل هذه الحملة في قطاع غزة مؤسف بكل تأكيد، ويندرج في إطار زيادة وتيرة الخلافات والتباينات السياسية، وهذا لا يجب أن يتم في أي حال من الأحوال، لأنه يتقاطع مع الدعوات الإسرائيلية والأمريكية؛ للتخلص من الرئيس أبو مازن، مثلما حصل مع الرئيس أبو عمار عام 2004 "

وشدّد على أن الخلافات التي تحصل بين الفصائل الفلسطينية، يجب أن تكون قائمة، ولكن تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، والقفز بخطوات غير محسوبة في هذا الاتجاه، يتقاطع مع الدعوات الإسرائيلية والأمريكية.

بدورها، أكدت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مريم أبو دقة، أن الجبهة الشعبية مع الوحدة الوطنية والحفاظ على منظمة التحرير، وإعادة بنائها وتطويرها؛ لكي تحافظ على مصالح الشعب الفلسطيني، ونحن ضد السب والقذف.

وأردفت: "نعم للحريات والحوار الفلسطيني الشامل، والاتفاق على برنامج وطني، ونحن ضد إثارة البلبلات والشتم والردح من أي كان وفي أي مكان".

بدوره، يرى عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، محمود خلف، أن الأمور لا يجب أن تُحل بهذا الشكل.

وشدّد على أن السبيل الأمثل لأي خلافات هو الحوار الوطني حول كل القضايا الخلافية، بشكل يسمح بوجود مساحة التقاء، أما تحويل الخلافات إلى انفعالات في الشارع هذا لا يفيد شيئاً".

ومن جانبها، أكدت عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الديمقراطي (فدا)، هدى عليان، أن "(فدا) جزء من منظمة التحرير، وممثلنا الشرعي والوحيد هي المنظمة، وممثلنا الرئيس الشرعي أبو مازن".

وأضافت: "أي محاولات لمحاربة أبو مازن نحن ضدها، ونحن مع المنظمة، وإعادة تصحيح مسارها من خلال انتخابات لمؤسساتها، ونأمل أن تكلل الجهود بوحدة وحوار وطني، للوصول إلى انتخابات وتشكيل حكومة، تحضر لهذه الانتخابات".

وأكدت، أن "هذه الحملات مشبوهة ضد منظمة التحرير بالأساس، ويجب لجمها ووقفها، وعدم التعامل معها".

التعليقات