أبوسيف: لدينا بدائل إن رفضت حماس الانتخابات وشرعية منظمة التحرير وجدت بدماء الشهداء

أبوسيف: لدينا بدائل إن رفضت حماس الانتخابات وشرعية منظمة التحرير وجدت بدماء الشهداء
عاطف أبو سيف
خاص دنيا الوطن - أحمد جلال 
أكد الناطق باسم حركة (فتح) عاطف أبو سيف، أن اللجنة المركزية للحركة، قدمت تصوراتها وجملة من الاقتراحات للرئيس محمود عباس، فيما يتعلق بالحكومة المقبلة المنوي تشكيلها من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. 

وقال أبو سيف، في حوار مع "دنيا الوطن"، إن الرئيس عباس سيبحث تلك المقترحات، وسيعلن عن شخصية رئيس الوزراء، موضحاً أن الرئيس سيُعلن اسم رئيس الوزراء للحكومة المقبلة، الذي سيُعهد له التشاور مع الفصائل لتشكيل حكومة وتوزيع الحقائب الوزارية.

وأضاف: "اللجنة المركزية وضعت النقاش في المسار الصحيح، والحكومة المقبلة تمثل استحقاقاً وطنياً"، منوهاً إلى أن مقترحات مركزية فتح، تشير بشكل محدد إلى شخصيات الحكومة وطبيعة عملهم.

وأشار الحكومة المقبلة هي حكومة الراغبين وليس الرافضين، مستطرداً: "من يرغب أن يكون جزءاً من تحمل المسؤولية فليشاركنا بها، فالعمل الوطني تكليف وليس تشريفاً، ووقع علينا في فتح العبء بذلك، وقد تُركنا وحيدين منذ عام 1994 حتى أصبحت الانتخابات حلالاً".

وفيما يتعلق بالانتخابات، أكد أبو سيف، أن لجنة الانتخابات المركزية، ستزور غزة، وتبحث مع الفصائل إمكانية إجراء الانتخابات، مبيناً أنه وبعد الزيارة ستقدم اللجنة تصورها للرئيس عباس حول إمكانية وكيفية إجراء الانتخابات".  

ووجه أبو سيف رسالة لحماس بقوله: "نقول لحماس ليعد القرار لصاحبه، ولنعد للشعب من أجل اتخاذ القرار، وإذا رفضتم إجراء الانتخابات في غزة، سنبحث عن بدائل أخرى"، متابعاً: "إسرائيل وحماس ترفضان إجراء الانتخابات، وذلك أمر مُريب". 

وفيما يتعلق بالاعتراف بمنظمة التحرير، والموقف الأخير من حركة الجهاد الإسلامي، قال الناطق باسم فتح، إن من لا يعترف بمنظمة التحرير عليه أن يعيد التفكير بفلسطينيته، مستكملاً: "علاقتنا مع الفصائل بمدى قربها وبعدها من فلسطين، ومن يرهن قراره بقرار إقليمي، فعليه أن يُراجع وطنيته وفلسطينيته".

وأضاف أبو سيف: "أي بندقية لا تكون القدس قبلتها بندقية مأجورة وسياسة بالوكالة، فقد تحملنا عشر سنوات في الحوار مع الفصائل، ولكن أن يأتي من يقول لنا إنه لا يعترف بمنظمة التحرير فهو لا يعترف بفلسطين، ومن المعيب ما جرى في موسكو إهانة ذاتية لنا وإهانة لحليفنا الروسي".

وتابع: "نتمسك بمنظمة التحرير لأن شرعيتها اكتسبت بالدماء، وليس ذنب منظمة التحرير، أن حماس والجهاد الإسلامي وجدتا بعد 30 سنة منها، هل ننتظر حتى يصحو الإسلام السياسي ويشكل جماعات مسلحة، ويشكل فصائل وطنية ويقاتل".

وأكمل: "فتح لم تؤسس منظمة التحرير بل من أسسها الشعب الفلسطيني، وعندما أصبحنا جزءاً منها لم ننسفها، ولم نفكر أن نغير لونها أو نغلقها على أنفسنا، وفتحنا الباب أمام الجميع لكي يكونوا أعضاءً في المنظمة".

واستكمل: "منذ 1996 بدأنا حواراً مع حماس في السودان لانضمامها لمنظمة التحرير، ولكن حماس لا تزال ترفض أن تكون جزءاً منها، ومن لا يريد أن يعترف بمنظمة التحرير يخدم إسرائيل من خلال تفكيك الشعب الفلسطيني، فلو كان لدينا عنوان قبل الـ 48 لما صدر قرار التقسيم، ولما هُجرنا من ديارنا".  

وقال: "لم نرَ مثل هذه الوقاحة السياسية، ومن غير المعقول أن يكون لديك دولة وترفض الاعتراف بها، من حق حماس أن لا تعترف بالاتفاقيات الموقعة، وإن كانت جزءاً من منظمة التحرير لكن ليس من حقها أن تعترف بالمنظمة كممثل شرعي ووحيد للفلسطينيين، فلا يوجد أحمق في العالم لا يعترف بدولته أو مؤسساته، ومن حقهم الاعتراض على الاتفاقيات، وليكونوا أغلبية بالمنظمة، ويغيروا ما يريدون".

وتابع: "مشكلتنا مع من لا يعترف بمنظمة التحرير، وخاصة الجهاد الإسلامي، فموقفها في موسكو كان معيباً، والاتفاقيات مع الاحتلال ضرورات سياسية، فنحن ندافع عن شرعية النضال الفلسطيني، من لا يعترف بشرعية النضال الوطني الفلسطيني، الذي تجسده منظمة التحرير لا يعترف بالنضال الفلسطيني، واللقاءات معلقة مع حركة الجهاد الإسلامي إلى أن يغيروا رأيهم".

وفي ملف المصالحة، نفى أبو سيف، أن تكون مصر وجهت دعوات للفصائل الفلسطينية من أجل الحوار بالقاهرة، مستدركاً: "لا يوجد اتفاق بدون الاعتراف بمنظمة التحرير، كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني".

وأضاف أبو سيف: "ما تريده حماس والجهاد قطع رأس الشعب الفلسطيني من خلال عدم الاعتراف بالمنظمة، وعلى الكل الفلسطيني، أن يعترف بجهة التمثيل الرئيسية".

وحول دعوة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية الرئيس محمود عباس للقاء في القاهرة فوراً، قال الناطق باسم فتح: إن حماس تعرف طريق المصالحة،  والقصة ليس في اللقاءات والاجتماعات، وإذا يعرف هنية أنه يمكن إنهاء كل شيء فما حاجتنا للقاء.

وتابع أبو سيف: "الرئيس ليس بحاجة لدعوة لزيارة غزة، وهناك أمر واقع بغزة يعيق الزيارة، القصة ليست في اللقاء، ولكن في تنفيذ الاتفاقيات، ومن الطبيعي إذا حدثت الانتخابات، فإن الرئيس سيزور غزة، ولا لقاءات ولا اجتماعات ثنائية إلا بعد إنجاز المصالحة، وتنفيذ الاتفاقيات التي وقعت".

وحول التطبيع العربي، قال أبو سيف: "موقفنا واضح من التطبيع العربي، وهو مؤسس على الوفاق بمبادرة السلام العربية، ولا تطبيع مع الاحتلال قبل تطبيق المبادرة، وأي تطبيع مع الاحتلال يمثل طعنة بالخاصرة، وفتح مسارب لهروب إسرائيل من استحقاقات عملية السلام".

التعليقات