صهيل حرّ

صهيل حرّ
صهيل حرّ

أحمد حسن الزعبي
هو ليس مفردة في الشِّعر فقط، ولا رقم رهان في سباق ، كما أنه ليس مطيّة للدم ، ولا غرّة على كتف القصور والمترفين ، هو صوت الحرية من يفهم سجاياه يفهم الحرية ،ويحلل شيفرة الكرامة..

الخيول تعتب وتعاتب ، أكثر الكائنات صبراً على الجوع،وأقلها صبراً على المذلة ، وتصل عزّتها كما يروي العرب القدامى أن السائس لم يكن يسمح لنفسه الدخول إلى الإسطبل الا إذا أذنت له الفرس بذلك بحركة يفهمها الاثنان معاً ..

هذه المقدّمة الطويلة التي اضطررت إلى سردها ، لأصل إلى خلاصة الفكرة: ..يحكى أن من عادات العرب في الجاهلية ، كانوا إذا تكاثرت خيولهم ، واختلطت أنسابها وشقّ عليهم التفريق بين الهجين والأصيل من الخيل ،والرومي من العربي، المروّض من البري ، كانوا يجمعونها في مكان واحد ويمنعون عنها الأكل والشراب ثم يوسعونها ضرباً بالسياط بلا تمييز ولا هوادة ، وبعد أن تهان الخيول جميعها ويحبس عنها طعامها..يأتون لها بالأكل والشراب ويرقبون سلوك الخيل..وتقول الرواية أن الخيول كانت تنقسم في هذه الحالة إلى قسمين:
مجموعة تهرول نحو الأكل والشرب وكأن شيئاً لم يكن لأنها جائعة وفضلت الطعام على الوجع غير مكترثة لما حدث لها ومن أهانها..أما المجموعة الثانية (الأصيلة) : كانت تأبى الأكل من اليد التي ضربتها وأهانتها، وتعزف عن المعالف مهما بلغ بها الجوع..وبهذه الطريقة كان يفرق أجدادنا العرب بين الخيول الأصيلة والخيول الهجينة..فيعرفون أن الحصان العربي لا يقبل الذل حتى لو كان غذاؤه الوحيد صهيله الحرّ حتى الموت!

[email protected]

التعليقات