إقامة اجتماع "تناسق القلم وآلة التصوير"بحضور واسيني الأعرج" و"مسعود كيميایي"

إقامة اجتماع "تناسق القلم وآلة التصوير"بحضور واسيني الأعرج" و"مسعود كيميایي"
رام الله - دنيا الوطن
أقيم أول اجتماع لـ«تناسق القلم وآلة التصوير» بهدف دراسة التأثيرات المتقابلة بين «الأدب والسينما» بمشاركة [المخرج الإيراني الشهير] «مسعود كيميايي» والروائي الجزائري، أستاذ جامعتي الجزائر والسوربون «واسيني الأعرج» Waciny Laredj.

وأفادت العلاقات العامة لمؤسسة الفارابي السينمائية، نقلاً عن المدرسة الوطنية للسينما، أنّ سلسلة اجتماعات السينما والأدب قد انطلقت تحت عنوان «تناسق القلم وآلة التصوير» في قاعة الحكمة لمعهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية، وذلك بجهود المدرسة الوطنية للسينما الإيرانية، ومؤسسة الفارابي السينمائية، ومعهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية.

 الأدب الذي ينبع من قلوب الناس لا يبعد عن السينما

 وقال «مسعود كيميايي» في هذا الاجتماع: لدينا تاريخ مشترك مع الجزائر، خاصة في الأدب والسينما. إن «جیلو بونتيكورفو» دخل ساحة العمل لصنع معركة الجزائر لكن شكل تصوير تلك المعركة لم يكن مختلفاً عن ثورة إيران في طبيعته.

وأضاف كيميايي، مشيراً إلى أن الفن يجب أن يبيّن شعور الزمان والمكان لكل منطقة، أن الفن الذي لا يهتم بمجتمعه بارد. ولا يتناسب الفن البارد مع الفترة التي نحن قضيناها. أنا قمت بتحويل قصة «داش آكل» إلى فيلم. كما صنعت فيلم «خاك» (التراب) على أساس قصة «اوسنه بابا سبحان» وصنعت فيلم «مزاحم» (المزعج) القصير طبقاً لقصة من بورخس كذلك. إن الأدب الذي ينبع من قلوب الناس لا يبعد عن السينما، بل الفارق الموجود بين السينما والأدب بسبب أن الأدب يترك ذهن المخاطب مفتوحاً، حيث يصنع كل شخص عالمه الذهني، لكن المخرج يقوم بعرض الصورة التي يريدها للمخاطب.

 النساء في أفلامي غير مزيفات

 واستمر كيميايي: أنا أنزعج عندما أسمع من الآخرين أن جواً رجولياً يسيطر على أفلامي. مثلاً في فيلمي «گروهبان» (الرقیب) و«غزل» لیس للرجال الید العليا. أنا أنظر إلى النساء مثلما جربت الحياة، أي النسبة المعينة من المرأة والرجل في المجتمع. إن النساء في أفلامي غير مزيفات وأنا لا أنوي أن آمر عملي السينمائي أن يتساهل مع النساء، بل أنا أنظر إلى مجتمعي.

 استعاراتي مأخوذة من الواقعية

 وتابع كيميايي قوله فيما يتعلق بوظيفة الاستعارة في أفلامه: علي أن أقول إنني أعيش في وسط الواقعية وأقوم بتصويرها. فإن أخرج من مساري فقلت كلاماً جزافاً؛ إذن استعاراتي مأخوذة من نفس الواقعية، كما أختار شخصياتي من بين عامة الناس، أقصد الواقعية التي يختص بها أكثر المجتمع.

ورداً على سؤال حول سبب قصر تسمية الشخصيات أو أفلامه وكيفية اختيارها بشكل عام قال: يتوجب عليّ أن أقول إن النص الذي أكتبه يقول لي ما هو اسم الفيلم أو الاسم الأفضل للشخصيات. على سبيل المثال أسماء أفلام «قيصر»، و«غزل»، و«سلطان»، و«جرم» (الجريمة)، و«حكم»، و«ضيافت» (الضيافة) وما إلى ذلك كلها مأخوذة من النص.

 الإرهاب يقضي على الثقافة

 وقال واسيني الأعرج في هذا الاجتماع: إن الإرهاب في الجزائر قضى على مجالات ثقافتنا الكثيرة. كأن ثورة الجزائر كانت قد خرجت من القرون الوسطى حديثاً. أنا أستخدم في أعمالي الشخصيات المعروفة في الأدب العالمي. مثلاً استخدمت شخصية «دون كيشوت»؛ لأن بلدنا كان يعرف خالقها. قد عاش سرفانتس لخمس سنين في الجزائر وسجن فيها وقدّم رؤية جميلة جداً حولنا نحن الجزائريين. وإذا تدققون فسترون أن أحداث ثلاثة فصول من روايته «دون كيشوت» تقع في الجزائر؛ فأدبي ليس أدباً غربياً ولم أعش في ثقافة غربية بل رؤيتي إنسانية.

 الظلم واقع على النساء في المجتمع الجزائري

 وأضاف واسيني الأعرج: صار سرفانتس جزءاً من الزمان والمكان اللذين كان يعيش فيهما. إن مطالعة الشؤون الثقافية الإنسانية ستساعدنا، فمثلاً شخصية لوليتا هي أداة حيت السياق الأدبي في داخلي. إن نسبة الاهتمام بالنساء في أعمالي كثيرة، وسببها هو الظلم الكثير الواقع على النساء في مجمتعي. فمثلاً في كتاب «نساء كازانوفا»، نرى أن هذه الشخصية تملك أربع زوجات وقد ظلمهن، وعند احتضاره، يطلب منهن أن يغفرن له، لكنهن لا يقبلن.

واستطرد قائلاً: إن توظيف الاستعارة في أعمالي خاص. وأستخدمها دون اللجوء للنصيحة. للاستعارة شرائح مختلفة. و هكذا كان غسان كنفاني أيضاً، فعلى سبيل المثال وفي إحدى قصصه، تترك أسرة فلسطينية ولدها في البيت عند الهروب وتبحث عنه بعد أعوام وتفهم أنه تم توظيفه في الجيش الإسرائيلي. كنفاني كان يريد أن يرينا تأثير الظروف على الحياة والاختيار.

 الاستعارة يجب أن تكون واضحة

 وقال هذا الروائي الجزائري مؤكداً على أن الأستعارة يجب أن تكون واضحة: في إحدى رواياتي باسم «قصة فراشة»، تملك الشخصية الرئيسة ،ياما، صيدلية وهو عازف غير قانوني أيضاً، كأنه يعطي الناس دواء الجسم والنفس.

وأضاف: لا أتبع معياراً محدداً لاختيار أسماء شخصياتي. لكنني أقسمها إلى قسمين: إما أن تكون أسماء خاصة وحقيقية كالأمير عبد القادر وهو بطل الجزائر الوطني أو أختار أسماء توضح معناها، الشخصية أو معنوياتها.

وقد انعقد هذا الاجتماع بحضور المدير التنفيذي لمؤسسة الفارابي السينمائية «عليرضا تابش»، والأمينة العلمية للمؤتمر «شكوه حسيني»، والكاتب الجزائري «واسيني الأعرج»، والشاعرة الجزائرية «زينب الأعوج»، وتمت دراسة الانطباع الإيراني لروايات هذا الكاتب الجزائري.

وفي حفل الافتتاح الرسمي لمؤتمر «تناسق القلم وآلة التصوير»، حضر رئيس معهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية الدكتور «حسين علي قبادي»، والمدير التنفيذي للمدرسة الوطنية للسينما الإيرانية الدكتور «روح الله حسيني»، والمدير التنفيذي لمؤسسة الفارابي السينمائية «عليرضا تابش»، وسفير جمهورية الجزائر الديموقراطية في إيران «عبد المنعم احريز»، ومساعد السفير «إبراهيم غماش»، و«مسعود كيميايي»، و[الناقد السينمائي] «برويز جاهد»، و«عيسى جلالي»، والدكتور مجتهدي، وبعض أساتذة الأدب ومحبي السينما، وذلك في قاعة الحكمة لمعهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية.

 وستستمر سلسلة اجتماعات «تناسق القلم وآلة التصوير» بمشاركة [الروائي الإيراني] «هوشنج مرادي كرماني»، و[الكاتبة والمخرجة الإيرانية] «تشيستا يثربي»، و[المخرج الإيراني] «حسن فتحي» في معهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية.

التعليقات