عريقات لـ"دنيا الوطن": لن نُوقِف دفع مخصصات الأسرى والشهداء ولدينا خيارات صعبة جداً

عريقات لـ"دنيا الوطن": لن نُوقِف دفع مخصصات الأسرى والشهداء ولدينا خيارات صعبة جداً
صائب عريقات
خاص دنيا الوطن- هيثم نبهان
تحدّث أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، عن آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، وتحديداً القرار الإسرائيلي الأخير، المتعلق بقطع نحو نصف مليار شيكل من أموال المقاصة، التي تجبيها للسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى ملف المصالحة، وإنهاء الانقسام.

 قطع رواتب الأسرى والشهداء

وقال عريقات في تصريحات خاصة لـ "دنيا الوطن": هذه أموال الشعب الفلسطيني، وأموال وجمارك الفلسطينيين، التي تجبيها لنا إسرائيل مقابل 3%، يخصمونها، وبالتالي هذا يدخل في إطار القرصنة، والسرقة وجزء من مخطط تدمير السلطة الوطنية الفلسطينية.

وتابع: حكومة نتنياهو وبدعم مطلق من إدارة الرئيس ترامب تسعى الآن إلى ترسيخ فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وفي نفس الوقت تدمير السلطة الفلسطينية من خلال هذه الإجراءات".

وأضاف عريقات: الإدارة الأمريكية تقطع 843 مليون دولار مساعدات، وتعلن عن إسقاط ملف اللاجئين، وتشرعن الاستيطان، وتغلق مقر منظمة التحرير في واشنطن والقنصلية في القدس، وتوقف المساعدات للمستشفيات في القدس، وتنهي مشاريع البنى التحتية وإقامتها في الضفة وغزة والقدس، من خلال وكالة التنمية الأمريكية.

وأردف عريقات: و"تأتي القرارات الإسرائيلية التي تشمل التنكر للاتفاقيات الموقعة، والاقتحامات المتكررة للمناطق (أ)، والحصار والإغلاق، وقمع المسيرات الميدانية، كما يحصل في مسيرات العودة البطولية في قطاع غزة".

وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن هدم البيوت مستمر، كما لاحظتم طرد عائلة من عشرة أفراد في البلدة القديمة، في القدس، من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، ليأتي هذا القرار الآن قرصنة الأموال الفلسطينية، تحت حجة أنها تدفع لعائلات الشهداء والأسرى.

وشدّد عريقات على أنه لن يتم وقف دفع مخصصات أبناء شعبنا الأسرى والشهداء والجرحى، وهذا واجب وطني وأخلاقي وحضاري، وهذه عائلات تستحق الحياة.

وأكد أنه خلال اليومين المقبلين، سيكون هناك اجتماع لللجنة الوطنية العليا، التي انبثقت عن المجلس المركزي الفلسطيني، وستكون هناك اجتماعات لللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة فتح، وهذا الموضوع سيكون على رأس جدول الأعمال.

وأصاف عريقات: أن المسائل جد خطيرة، وبالتالي ستُتخذ قرارات ترقى إلى المستوى المطلوب، لافتاً إلى أن "ما نشاهده الآن هو 
تكالب على القضية الفلسطينية من أطراف إقليمية ودولية، تهدف إلى إنهاء المشروع الوطني الفلسطيني، تدمير إمكانية قيام دولة فلسطين على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وتدمير السلطة الفلسطينية، وهذه هي معالم (صفقة القرن). 

وشددّ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، على أن القيادة لديها خيارات صعبة جداً، وستناقشها وستتخذ القرارات التي سترقى إلى المستوى المطلوب.

وحول تداعيات هذا القرار على السلطة الفلسطينية، وعلى رواتب الموظفين، قال عريقات: إن لهذا القرار الإسرائيلي تداعيات مدمرة، لأن المبلغ الذي قُطع ليس بسيطاً، وبالتالي لا أريد استباق القرارات لأن هذا شأن القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس، لأنه جد خطيرة، ولا بد من اتخاذ قرارات ترقى إلى هذا المستوى، لحماية المشروع الوطني الفلسطيني، وحماية الشعب الفلسطيني.

وتابع: "من اتخذ هذا القرار يريد تدمير قدرة المواطن الفلسطيني على الحياة، الأمور تتعلق بالرواتب وبإدارة المستشفيات والمرضى والمدارس والشؤون الاجتماعية والتعليم والعلاج وبالقروض، وبحياة الناس، هم يرديون وقف الحياة وتدمير المشروع الوطني من خلال التخلص من مليوني إنسان في قطاع غزة، وفصله من خلال قانون القومية العنصري وهذا أساسه، ومن خلال تجويع الناس ومحاولة تركيعهم في الضفة الغربية والقدس وتهجيرهم".

وشدّد عريقات على أن هذا إلى فشل وإلى زوال، قطاع غزة، كان على الدوام وعبر التاريخ منبع ومنبت الوطنية الفلسطينية، وسيكون صامداً مثابراً في وجه هذه المخططات التي ستسقط على شواطئه، وكذلك الحال في الضفة الغربية والقدس والمشروع الوطني الفلسطيني مستمر، وسوف يستمر إلى أن يتجسد الاستقلال وحل قضايا الوضع النهائي.

وحول القرارات المتوقعة، قال عريقات: "كما قلت القرارات ستتخذ يوم الأربعاء، عندما تجتمع اللجنة الوطنية العليا مع الرئيس عباس، وخيار عدم استلام أموال هو أحد الخيارات التي نطرحها، وهناك خيارات أخرى، وأريد أن أترك القرارت إلى القيادة الفلسطينية".

سيطرة حماس على معبر كرم أبو سالم

وفي سؤال حول سيطرة حركة حماس على معبر كرم أبو سالم، بعد استلام موظفي حماس عليه، أكد عريقات أن تصرفات حماس ورفضها تنفيذ اتفاق 12 من تشرين الأول/ أكتوبر 2017 ورفضها القبول العودة لإرادة الشعب من خلال انتخابات حرة ونزيهة، ورفضها الجهود المصرية الخيّرة لصناعة السلام، ورفضها توقيع وثيقة تقول: إن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، كل هذه الأمور إلى أين؟ وتقديم أوراق الاعتماد عبر الدول، إلى الولايات المتحدة وغيرها، نحن على اطلاع على كثير من الأمور".

وشدد على أننّا "نريد بذل كل جهد ممكن، إذا كان هدف أمريكا وإسرائيل فصل غزة عن الضفة، فإن هدفنا هو استعادة قطاع غزة، والوحدة الوطنية".

وأضاف: "يبدو أن لدى حركة حماس برنامج آخر ليس له علاقة بالمشروع الوطني الفلسطيني، وبالتالي ما الذي يمنع حماس أن تستجيب لما يقول لها كل العالم، على رأسهم مصر، وتنفيذ اتفاق تشرين الأول/ أكتوبر عام 2017".

وتابع أمين سر اللجنة التنفيذية: "لنعُد إلى صناديق الاقتراع وإرادة الشعب، فما الذي تخشاه حماس من صناديق الاقتراع، إذا كانت تدعي أنها جزء من الشعب، أو إذا كانت تدّعي أنها جاءت من انتخابات ديمقراطية، بعد 13 سنة من آخر انتخابات.

وتساءل: "لماذا تعرقل حماس الحياة السياسية الفلسطينية، لماذا تعرقل المشروع الوطني الفلسطيني، لماذا تكون حركة حماس شاءت أم أبت، أداة من أدوات (صفقة القرن)، لأن مشروع ترامب ونتنياهو قائم على فصل الضفة عن غزة، وما يحدث هو فصل غزة عن الضفة، وهذه حقيقة الأمر".

وشدّد على أنه لا بد من الشعب الفلسطيني، أن يجبروا بصوت واحد ووقفة واحدة، ويلزموا حماس على التراجع عن هذه المواقف، لأن مشروعها حزبي، ونحن لدينا مشروع وطني وإعادة فلسطين، وعاصمتها القدس إلى خرائط الجغرافيا، هذا هو مشروعنا".

وتابع: "لسنا بصدد إطلاق شعارات، لأن أصحاب الشعارات التي لا طائل منها كانوا عبر التاريخ أصحاب التنازلات، الشعب الفلسطيني وصل إلى أعلى مراحل الوعي السياسي، والأمر الآن متروك بيد حركة حماس، إما أن تكون جزءاً من الشعب الفلسطيني، أو الاستمرار بمشروع حزبي إقليمي".

وأضاف: "في نهاية المطاف، الغنوشي له بلد اسمه تونس، وبديع له بلد اسمه مصر، والآن أين بلدنا، أين بلدنا يا هنية ويا سنوار، الأساس في وحدتنا، وفي الوحدة الجغرافية بين غزة والضفة، والقدس، لنعود إلى إرادة الشعب، وبالتالي إذا ما عدنا إلى إرادة الشعب، وحققنا أدوات إزالة أسباب الانقسام، ستسقط كل المخططات الهادفة لضرب المشروع الوطني الفلسطيني".

الانتخابات 

وفي سؤال حول لماذا لم يشمل قرار المحكمة الدستورية، إجراء انتخابات شاملة، قال عريقات: "نحن نحن لسنا ضد الانتخابات على الإطلاق، المحكمة الدستورية هي أعلى سلطة في البلاد، وقالت عن انتخابات تشريعية، ويعني ذلك أننا نستطيع أن نتفاهم على انتخابات تشريعية، ومن ثم انتخابات رئاسية، ومن ثم انتخابات ومجلس الوطني، نحن نريد الانتقال من السلطة إلى الدولة هذه ليست مشكلة، لتعلن حماس قبولها مبدأ العودة إلى إرداة الشعب".

وتابع: حماس في عام 1996 رفضت المشاركة في الانتخابات، ولكنها أجريت في قطاع غزة، والآن ترفض المشاركة في الانتخابات، وستمنعنا من إقامة الانتخابات في قطاع غزة، هذا هو المعيق الأساس، وهذا تدمير للمشروع الوطني الفلسطيني، وهذه هي (صفقة القرن)، فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وأنا أقول صراحة لا دولة فلسطينية في قطاع غزة، ولا دولة من أي نوع في قطاع غزة".

وشددّ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، على أنه لا حياة لنا دون الآخر، هذه الحقيقة، لذلك الذي يرفض تنفيذ اتفاق 2017، والذي يرفض العودة إلى إرادة الشعب، والذي يرفض صناديق الاقتراع، هو ذاته الذي يرفض أن تكون منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لأن المقصود من (صفقة القرن)، دفن المشروع الوطني الفلسطيني.

التعليقات