أبو هولي.. نموذج مُشرف لقيادة شابة خرجت من رحم المعاناة

أبو هولي.. نموذج مُشرف لقيادة شابة خرجت من رحم المعاناة
رامي أبو شاويش
قائد وطني من نوع خاص ومتميز، ويصلح لأن يكون نموذجاً لسيرة القائد السياسي، الذى يطمح شعبنا ليمثله.

خرج من رحم المعاناة والألم، خرج من أزقة المخيم قائداً يعمل بصمت، وصاحب الوجه البشوش الرجل الوحدوي من الطراز الأول، فهاتفه لم يُغلق أبداً في وجه الجماهير من أبناء شعبه. 

الوفي لأهله وأبناء شعبه، الحاضر في كل الميادين الثائر في الانتفاضة الأولى والمطارد مع صقور فتح، فهو أحد نشطاء الانتفاضة الأولى فهو الجريح والأسير، وهو الطالب المكافح والمثابر والصبور، الذى واصل المسيرة التعليمية، وأكمل دراسته الجامعية، حتى أنهى درجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية،  وكان أحد أبرز قيادات الحركة الطلابية، وعضو مجالسها الإدارية، وكان صاحب حضور وطني واجتماعي في كل الفعاليات والمناسبات، وكان دائماً قريباً من أبناء شعبه وأصدقائه وجيرانه.

وكان من أركان الرياضة في نادى خدمات المغازي، وكان من الفاعلين في تطوير مؤسساتنا الرياضية والاجتماعية والوطنية وكان من دعاة الوحدة والتكافل لأبناء شعبنا وعمل على تجميع الشباب من كل أطياف العمل الوطني، ويشهد له كل أبناء المخيم في مواقفه الوحدوية والوطنية للعمل المشترك.

 ولقد عمل كضابط في المؤسسة الأمنية ومن ثم انتقل للعمل مديراً للداخلية في المنطقة الوسطى، وكان مثالاً للمدير الناجح وكان هناك نجاح واضح في مستوى الخدمة المقدمة للجمهور وشكل حالة رائعة في خدمة الجمهور بل والتفاني في توفير كل سبل الراحة للمواطنين والمراجعين لتنفيذ معاملاتهم وإجراءاتهم في وزارة الداخلية، ثم واصل تعليمه لتطوير قدراته وحصل على ماجستير الخدمة الاجتماعية ولقد شغل منصب رئيس جمعية خريجي جامعة الأزهر، وكانت هذه المرحلة مرحلة العطاء ومرحلة المجد لمن يعمل وكل خريجي جامعة الأزهر، كانوا يشهدون له بمثابرته وجهوده لتأسيس مؤسسة تحتضن قدرات الخريجين وتطويرهم وتنمية قدراتهم وتكون مكان لتجمعهم للدفاع عن حقوقهم.

ولقد استقبل في مقر الجمعية عبر لقاء الثلاثاء أغلب مسؤولي السلطة الوطنية، وكان يضع هموم الخريجين ومعاناتهم أمانة في أعناقهم ولتسليط الضوء عليها والاهتمام بهذه الفئة التي تمثل المستقبل الواعد لشعبنا، وشهدت كل مؤسساتنا الوطنية على حراك وطني لطرق كل الأبواب للتخفيف من معاناة الخريجين وتوفير فرص عمل كريمة أو في أقل تقدير بطالات ومساعدات مالية من السيد الرئيس الشهيد أبوعمار في ذلك الوقت ليستطيع الخريج أن يتحرك للبحث عن وظيفة وفرصة عمل تساهم في تطوير قدراته بدورات علمية هو بحاجة لها.

ولقد تم إنشاء دائرة التدريب والتطوير لتوفير كل الإمكانيات والقدرات لتدريب الخريج بالتنسيق مع كل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، ولقد قامت بتخريج مئات من الدورات العلمية والمهنية، وتوفير قاعة مناسبة وقرطاسية للمساهمة في التخفيف عن أعباء الخريج  والعمل على تطوير مهاراتهم وقدراتهم لتؤهلهم للانخراط في سوق العمل، حيث كانت جمعية خريجي الأزهر مرحلة ساطعة في تاريخ الدكتور أحمد أبو هولي ومجلس الادارة الذى قام بدور كبير لخدمة خريجي جامعة الأزهر وانشاء مؤسسة كان يشار لها بالبنان في رعاية شئون خريجي جامعة الأزهر.

ولقد كان أبو غريب كما عرف في أوساط محبيه وأصدقائه نائب رئيس جمعية ونقابة الموظفين المدنيين، وشارك في تأسيسها وتم احتضان اجتماعاتها في مقر جمعية خريجي الأزهر في بداية انطلاقتها وتأسيسها، كما ساهم في تشكيل الاتحاد العام للخريجين ليتم لم شمل جمعيات الخريجين للجامعات الفلسطينية والعربية في اتحاد عام للخريجين تشكل في جمعية خريجي الأزهر من رؤساء جمعيات الخريجين.

ولقد خاض غمار انتخابات المجلس التشريعي بدعم وتشجيع من جموع الخريجين في محافظات غزة ومن دائرة العلاقات الكبيرة التي كان يحظى بها في أوساط أبناء المنطقة الوسطى وبين أبناء حركة فتح التي اختارته؛ ليكون ممثلها في انتخابات المجلس التشريعي عن دائرة المنطقة الوسطى.

ولقد فاز بجدارة في مرحلة كانت المعارضة في أوجها وهذا النجاح الذى كان مميز وينم عن التفاف شعبي وجماهيري واجتماعي وشبابي خلف الدكتورأبوغريب، الذي عمل خلال العشرة أعوام من عمر الانقسام البغيض بقدر الإمكان بالتخفيف من آلام ومعاناة شعبنا وخصوصاً المرضى بتوفير التحويلات الطبية وكل مدراء دوائر العلاج في الخارج تشهد له حضوره الدائم ومتابعته الحثيثة لتوفير العلاج لكل مواطن دون حزبية، وكان ينطلق من مرجعية بأنه ممثل للشعب الفلسطيني كل الشعب، وكان وحدوياً لم يكن يوماً من دعاة الفرقة والانقسام، ولم يشهد له أن كان من الموتورين أو من دعاة الفتنة والفرقة والصراع الداخلي.

وكان يقول: إن وحدة شعبنا هي السر الحقيقي لقوته وديمومته وإصراره على إحقاق حقوقه، ولقد واصل مسيرته التعليمية وحصل على درجة الدكتوراة من مصر في رسالة تجسد واقع اللاجئ الفلسطيني ومعاناته وحقوقه ولقد كلف في فتح كعضو في اللجنة القيادية العليا في غزة، ولقد حمل ملف الرياضة والشباب ولقد كان له دور بارز ومميز ولقد خلق حراك كبير في الأوساط الرياضية والأندية لتفعيل هذا الجانب الذى يحتضن أبناؤنا في غزة من الانخراط والانحراف، بعد تفشى ظاهرة الترامال والحبوب المخدرة في غزة.

ولقد قام بتأسيس جمعية في مخيم النصيرات لرعاية مرضى السرطان هذه الفئة التي تحتاج إلى رعاية واهتمام من الجميع لإعانتهم ومساندتهم للوقوف في وجه هذا المرض الذى ينهش أجسادهم، ولقد كان من الشخصيات الأكثر نشاطاً وتأثيراً وحضوراً في وسائل التواصل الاجتماعي من القيادات المجتمعية.

إلى أن تم تكليفه بعضوية اللجنة التنفيذية، وحصل على ثقة المجلس الوطني والمركزي؛ ليكون عضو باللجنة التنفيذية، ولقد تم تكليفه بملف دائرة شؤون اللاجئين، وهو ملف مهم وحيوي، وهو عنوان التحدي والصمود لشعبنا لأن قضيتنا هي قضية التشرد واللجوء.

ولقد انطلق كعادته بكل إرادة  وطنية وثورية للتصدي لكل قرارات تصفية القضية ويشهد له حضوره الدائم والمتابع لكل تفاصيل المؤامرة على شعبنا، وانطلق يستنفر كل طاقات شعبنا وأحرار المخيمات وعائلاتها ودوائر شئون اللاجئين في المخيمات للتصدي بكل قوة وحزم لكل مؤامرات التصفية.

ولقد أحدث حراكاً في كل مكاتب اللاجئين في المخيمات في الداخل والشتات ونشاطات وفعاليات وطنية ترتقى لمستوى الهم الوطني ولحجم المؤامرة، وأكد بأننا لن نسمح أن تقتصر قضة اللاجئين  على الفلسطينيين المتواجدين في الضفة والقطاع ولابد من تسليط الضوء على اللاجئين في الشتات، وفى أراضينا المحتلة عام 48 والحفاظ على حقهم بالعودة تنفيذاً لقرارات الشرعية الدولية.

لأن قضيتنا المركزية لشعبنا هي قضية اللجوء وتشريد شعبنا من أرضه، إسرائيل تريد أن تتخلص من التمثيل الفلسطيني، ومن منظمة التحرير كممثل شرعي لشعبنا يحظى بالاعتراف الدولي  والتركيز على أن أزمة شعبنا إنسانية، وجعل طبيعة أي حلول قادمة إنسانية، وتعزيزها للانقسام وفصل غزة عن المشروع الوطني، لذلك لابد من الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني ووحدانية تمثيله، وتعزيز الترابط الفلسطيني في كل أماكن تواجده.

أبو هولي يمثل نموذجاً لعطاء الشباب الفلسطيني المكافح، الذى خرج من رحم المعاناة ومن أزقة المخيم.

التعليقات