وفد من الجهاد يزور جرحى وأسرى محررين ويستعرض قضاياهم

رام الله - دنيا الوطن
زار وفد من حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية عدداً الجرحى والأسرى المحررين في محافظة رام الله، وقد بدأ الوفد زيارته أمس السبت لمنزل الجريح والقيادي في الحركة أحمد محمد دار نصر (٥٦ عاماً) في بلدة كفر نعمة، الذي أصيب برصاص الاحتلال في رأسه أثناء مشاركته في مسيرة شعبية على جبل الريسان المهدد بالمصادرة.

وأكد الوفد على أهمية الحفاظ على روح المقاومة والاستمرارية في التصدي لمخططات الاحتلال التي تستهدف قتل الأرض والإنسان، مبيناً أن الاحتلال يعمل بمخطط لخنق القرى الفلسطينية وذلك عبر استمرار وتوسيع بناء المستوطنات، فقد أصيب الجريح أبو نصر في منطقة جبل الريسان المهدد بالمصادرة، حيث يتوسط مجموعة من القرى شمال غرب رام الله وهي قرى رأس كركر وكفر نعمة، وخربثا بني حارث، وهو موقع استراتيجي يريد الاحتلال مصادرته لصالح مستوطنيه.

وشدد الوفد على ضرورة دعم المقاومة واتخاذ موقف واضح وجريء في توسيع رقعة المسيرات الشعبية في كل المناطق ذات التماس المباشر مع الاحتلال.

وأضاف الوفد أن الدماء التي أسيلت في جبل الريسان والمغير وبلعين وكفر قدوم والخان الأحمر وكل أماكن التواجد الفلسطيني، تستوجب الوقوف إلى جانب أهالي الشهداء والجرحى والأسرى ودعمهم ماديًا ومعنويًا، والتمسك بخيارهم الثوري. 

بدوره قال الجريح القيادي أحمد دار نصر، إن الوقوف بجانب الجرحى وأهالي الشهداء والأسرى، يعزز ثقتهم في الطريق التي صاروا من أجلها. وإن أي خذلان يتعرض له بعض الأسرى والجرحى وأهالي الشهداء يقتل فيهم روحا ثوريا.

وقال: "إن منطقة جبل الريسان تحتاج لنفس مقاوم مستمر ومدعوم لصد مخططات الاحتلال، التي يسعى من خلالها تهجير قسري ناعم لأصحاب القرى التي تتعرض أراضيها للمصادرة والتطويق".

وأتبع الوفد زيارته للأسير المحرر إبراهيم مازن أبو عادي (20 عامًا) من بلدة كفر نعمة، الذي أفرجت عنه سلطات الاحتلال في الرابع من فبراير/شباط الماضي، بعد اعتقال دام 25 شهراً. بتهمة إلقاء الزجاجات الحارقة والحجارة تجاه قوات الاحتلال.  

وهنأ الوفد المحرر أبو عادي وأثنى على مواقفه داخل السجن وخارجها، معتبرا أن تجربة الاعتقال واردة لأي شبل فلسطيني في ظل وجود احتلال استيطاني ونازي يقتل الحلم والحرية للشبان الفلسطينيين.

ومن ثم توجه الوفد إلى بلدة صفا غرب مدينة رام الله لتهنئة المحرر يزن جاد كراجة (18 عامًا)، الذي أفرجت عنه سلطات الاحتلال في الرابع من فبراير/شباط الماضي بعد اعتقال دام شهرين وتم الإفراج عنه بكفالة مالية قدرها ستة آلاف شيقل، بتهمة القيام بنشاطات مجتمعية وفعاليات والمشاركة في مسيرات جماهيرية.

وأمضى كراجة مدة توقيفه في قسم الأشبال في سجن عوفر، حيث أشار إلى فترة القمع التي تعرض لها السجن قبل أسابيع، مبيناً أن وحدات ما تسمى "مصلحة السجون" مارست العنف المقصود ضد الأسرى، فقد أطلقوا الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت، والدخول إلى الغرف وتفتيشها وتخريب مقتنيات الأسرى. 

وأشار إلى أن الأسرى اتخذوا خطوات احتجاجية والتهديد بحل التنظيمات في السجون، وحرق الغرف، والإضراب عن الطعام، وغيرها من الخطوات الاحتجاجية، إلا أن إدارة السجون أدركت حجم المواجهة وصلابة أسرانا ومواقفهم البطولية، لذا تراجعت الإدارة الصهيونية القمعية عن فرض أية إجراءات عقابية.

ولفت إلى أن الأسرى الأشبال يعانون إهمال طبي متعمد من إدارة السجون، وتشديد على حركتهم في الساحات والغرف، والتدخل في حياتهم من خلال معاقبتهم على بعض الممارسات في ساحة القسم مثلا منع "لعب الرياضة في بعض الأوقات".

وأوضح الشبل كراجة إلى أن الاحتلال الآن يتبع أسلوب الاعتقال للأطفال ويصدر أحكام قليلة بحقهم مقابل وضع كفالات وغرامات مالية باهظة.

فيما أكد الوفد على أهمية الحفاظ على الأسرى الأشبال وتكثيف قيادة الحركة الأسيرة في السجون لزيارتهم، ووضع آلية عمل جماعية توعوية وثقافية، لضمان عدم تفرد الاحتلال أو جهات محددة في ممارسة الضغوطات عليهم.

وأشار الوفد إلى أن أساليب الاحتلال في تدفيع غرامات مالية باهظة، تحتم على قيادة الحركة الأسيرة، والفصائل والمؤسسات الحقوقية، ومؤسسات الأسرى مواجهة هذه الأساليب التي تدخل تحت أساليب العقاب الجماعي.

وختم الوفد جولته بزيارة منزل المحرر عاصم حباس ريان ( 24 عاما)  في بلدة بيت دقو شمال غرب القدس، والذي أفرجت عنه قوات الاحتلال في الخامس من فبراير/شباط الماضي؛ بعد اعتقال دام أربعة أعوام، بتهمة تفجير إسطوانة غاز قرب مستوطنة "جفعات زئيف".

واستعرض المحرر ريان واقع الأسرى داخل السجون الصهيونية حيث يتعرضون لحملة شرسة من قبل إدارة "أردان" وزير الأمن الداخلي، وأنها أصبحت محطات عذاب للأسرى، وأنهم يواجهون سياسات انتقامية، من قبل المستوى السياسي والأمني في دولة الاحتلال.

وناشد ريان المؤسسات القانونية والحقوقية بالتحرك لمساندة الأسرى وألا تدخر جهداً في سبيل تقديم الدعم اللازم للأسرى والوقوف معهم أمام سياسات إدارة السجون.

وعقب الوفد على ما أشار إليه ريان، مضيفا أن الاحتلال يريد أن يصفي قضية الأسرى بعد قوانينه الحاسمة في القدس والضفة الغربية وقانون القومية.

وضم الوفد المشارك بعض قيادة الحركة وأسرى محررين، وأكدوا على أن هذه الزيارات تأتي في دعم صمود الأسرى والجرحى وأهالي الشهداء، والحفاظ على تواصل دائم للثناء على دور أبناء الحركة في التصدي  للاحتلال.

تأتي هذه الزيارة في إطار حرص الجهاد الإسلامي الدائم وقيادته في الضفة المحتلة على التواصل الدائم والإشادة بدور الجرحى والأسرى وعائلاتهم في التصدي للاحتلال. 

التعليقات