الظاهري: التسامح قيمة جوهرية مرتبطة بالعلاقات الإنسانية اليومية لدى شعب الامارات

رام الله - دنيا الوطن
ندوة نظمها واستضافها في مجلسه محمد عبيد بن مطار الطنيجي تناولت موضوع الامارات وطن التسامح في إطار الاعلاء من شعار عام 2019م عاما للتسامح أكد الحضور من خلاله أن رؤية قيادة الدولة وإعلان عام 2019م عاما للتسامح يأتي ليتوج أعمال شعب الامارات في حبهم لشعوب الأرض وإيمانهم بأهمية التسامح مشيرين إلى أن التسامح يرفد الإنسان بالخبرة في التكيف وتقبل الاختلافات والتسامح مع الغير كقيمة إنسانية داخلية. 

تحدث في الندوة التي أقيمت بمجلس محمد عبيد بن مطار الطنيجي في منزله بمنطقة سهيلة بمدينة الذيد كلا من أحمد بن شبيب الظاهري أمين عام المجلس الوطني الاتحادي والدكتور عزيز بن فرحان العنزي المستشار الشرعي .

كما حضر الندوة بجانب المتحدثين كلا من راشد عبدالله المحيان رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات بالمنطقة الوسطى والدكتور محمد عبدالله بن هويدن رئيس المجلس البلدي لمدينة الذيد ومحمد خميس النقبي نائب والي منطقة شيص وأعضاء المجلس البلدي لمدينة الذيد والدكتور عبيد بن دلموك عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة والدكتور سعيد بالليث الطنيجي وعدد من أعيان المنطقة الوسطى لإمارة الشارقة ولفيف من المدعوين وعدد من أهالي منطقة سهيلة ووسائل الاعلام المختلفة .

وفي بداية الندوة رحب محمد عبيد بن مطار الطنيجي بالحضور مشيرا إلى أن اختيار عنوان الندوة الامارات وطن التسامح وذلك بشهادة الجميع منذ تأسيس دولة الاتحاد في عام 1971م على أيدي المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وإخوانه من المؤسسين مستشهدا بقوله مؤسس الدولة عن التسامح: "لولا التسامح ما أصبح صديق مع صديق، ولا شقيق مع شقيق، فالتسامح ميزة" وأشار إلى أن تلك المقولة تعكس المعنى العميق لمفهوم التسامح في فكر مؤسس الدولة حيث يعد التسامح قيمة جوهرية مرتبطة بالعلاقات الإنسانية اليومية.

وأشار الطنيجي في كلمته الافتتاحية إلى أن الإمارات بقيم التسامح تبوأت العديد من المواقع العالمية وغدى شعبها من أوائل الشعوب المرحب بهم عالميا في كافة الدول لذا وصل الجواز الاماراتي إلى المرتبة الأولى بجانب إقامة 200 جنسية على أرض الامارات تجسيداً واقعياً وفعلياً لنهج القائد المؤسس ورؤيته في تحقيق السلام والوئام بتقديم مختلف الإمكانات التي تسهم في إنجاز قصص النجاح التي شهدتها الإمارات للمقيمين لتكون الإمارات في رؤية مشروع بنائها أنها دولة التنمية والعنصر البشري وهو ما تحقق بوجود مجتمع الدولة وأساسه الصلب الذي يتكون من مفاهيم الاحترام المتبادل والعمل المشترك وتقبل الآخر وحب الآخرين والتعايش معهم .

واختتم كلمته بأن التسامح قيمة جوهرية مرتبطة بالعلاقات الإنسانية اليومية لدى شعب الامارات.

بعدها ألقى عزيز بن فرحان العنزي المستشار الشرعي كلمة تطرق فيها إلى ملازمة الامارات لصفة التسامح منذ عهد بعيد وقبل قيام دولة الاتحاد وإلى يومنا هذا وارتكز إلى جانب شرعي وخلقي ومجتمعي في تأصيل التسامح وقال بأن التسامح أخذ بعدا أخرا من خلال العفو والصفح وحب السعادة حيث أن منبع ذلك هو القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلام .

وأضاف في كلمته التسامح من أسمى الصفات التي أمرنا بها الله عزّ وجلّ ورسولنا الكريم، فالتسامح هو العفو عند المقدرة والتجاوز عن أخطاء الآخرين ووضع الأعذار لهم، والنظر إلى مزاياهم وحسناتهم بدلاً من التركيز على عيوبهم وأخطائهم، فالحياة قصيرة تمضي دون توقف فلا داعي لنحمل الكُره والحقد بداخلنا بل علينا أن نملأها حب وتسامح وأمل حتى نكون مطمئنين مرتاحو البال، وهو يقرب الناس لنا ويمنحنا حبهم وتحدث العنزي على أهمية أن يبدأ الشخص بمسامحة ذاته ثم أسرته ثم جيرانه وتطرق إلى أهمية التسامح الوظيفي والتسامح مع الجميع وأن نظهر للجميع هذا الخلق في كل لحظة.

ودعا إلى أهمية التسامح مع الآخرين وكافة الشعوب وبيان سماحة الإسلام وحرصه على قبول الاخرين والتعايش مع كافة الأديان والأعراق فالتسامح خلق إسلامي وسلوك مع الجميع لابراز الوجه المشرق لنا .

مؤكدا أن التسامح يعالج كافة القضايا الاسرية والمشاكل الاقتصادية ويقضي على أسباب الخلافات.

فيما أشار في كلمته أحمد بن شبيب الظاهري أمين عام المجلس الوطني الاتحادي إلى أهمية عنوان الندوة التي حملت الامارات وطن التسامح وتقدم بالشكر للمواطن محمد عبيد بن مطار الطنيجي على مبادرته في استضافة هذه الندوة ودعوة الجميع للحضور وإثرائها وأشار إلى أن الامارات تحقق بمثل هذه المبادرات والقرارات الإيجابية أنها دولة قدوة ودولة سباقة لاسيما وأن شعبها وقيادتها يترسخ في وجودنهم قيم التسامح فالإمارات تأتي في مصاف الدول المتقدمة والمتحضرة التي تعلي من شأن الإنسان وحقوقه من حيث هو إنسان بغض النظر عن لونه وجنسيته وعرقه ودينه.

ولفت إلى تاريخ قيام دولة الامارات وكتابة الدستور والذي جرى في أجواء من التسامح بين الرعيل الأول حينما اجتمعوا متسامحين ساد بينهم هذا الود وقدموا الشعب في كافة مواده لنشهد خيرا للجميع ودستورا لا يفرق بين أحد وتوزيع الخيرات على الجميع ليظل الانسان معززا مكرما منذ أول لحظة في قيام الاتحاد .

وتابع الظاهري إلى أن الامارات في صياغتها للدستور في عهد المؤسسين منحت الجميع الحريات والمساواة وأسست حضارة ينعم الجميع في رحابها فالكل محترم ومقدر وله كافة الحقوق والواجبات  مشيرا إلى أن إيمان الإمارات العميق بقيمة التسامح باعتبارها قيمة أساسية في بناء المجتمع واستقرار الدولة وشعبها لذا أولت هذا الأمر عناية فائقة من خلال حزمة القرارات المختلفة بجانب مناقشات المجلس الوطني الاتحادي وحرصه على تعزيز هذه الجهود لتظل الامارات وطن الجميع ووطن التسامح .

ثم تداخل عدد من الحضور في طرح جوانب عديدة في موضوع التسامح مؤكدين أن الامارات هي وطن التسامح بمعنى الكلمة حيث أشار الدكتور محمد عبدالله بن هويدن رئيس المجلس البلدي لمدينة الذيد إلى أهمية مضامين الأعوام لدى حكومة الدولة من خلال تسميتها بشعارات واقعية لافتا إلى أن التسامح يعبر عن رؤية رئيس الدولة  خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والتي تعمل على نشر كافة الفضائل والقيم الإنسانية وتأتي مبادرته بإعلان عام 2019 عاما للتسامح في وقت مهم للغاية أولا من حيث مكانة الامارات وريادتها في هذا الجانب بجانب الحرص على تعزيز هذه القيم بين شعوب الأرض وتحقيق التقارب والتعايش وإبراز نموذج الامارات .

ودعا راشد المحيان رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات بالمنطقة الوسطى إلى أهمية ممارسة التسامح كعادة وثقافة يومية وأن يكون عنوان كل إنسان في هذا العام هو التسامح سواء مع أهل بيته وجيرانه وموظفيه وعلاقته بالعمال والخدم وغيرهم مشيرا إلى أن التسامح يساهم في تقليل القضايا ونبذ الخصومة وحل المشاكل العالقة والتي تتفاقم يوما بعد يوم مؤكدا أن حل أية مشكلة يبدأ بالتسامح

فيما أشار الدكتور عبيد بن دلموك عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة إلى أن أخلاق شعب الامارات منذ قبل الاتحاد وإلى اليوم قائمة على العفو والتصافح وحب الآخرين وليس بغريب أن تنشأ الدولة على هذه الروح الطيبة وأوضح أن  أساس تعامل الدولة مع مختلف دول العالم الشقيقة والصديقة قائم على أساس الاحترام المتبادل وكلمة الاحترام تشمل احترام الثقافات والأديان والأعراق والملل والأفكار فضلاً عن وجود مواد عديدة من الدستور تنص على المساواة وعدم التمييز وتؤكد على الحقوق والواجبات

وقال الدكتور سعيد بالليث الطنيجي نحن نفخر كإماراتيين أننا شعب مفطور على التسامح وأننا نحب الخير للأخرين ووصف عام التسامح بأنها فكرة أصيلة ومتجذرة  والتي ارتبطت منذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر عام 1971 بقيم التسامح والتعايش المشترك والتعددية حيث تحتضن أبناء أكثر من 200 جالية يمثلون جميع جنسيات دول العالم وقد جاؤوا إلى الإمارات بحثاً عن مصدر الرزق والحياة الكريمة وقد وجدوا كل ذلك متوافرا في جميع أرجاء الإمارات في ظل أجواء طيبة وبيئة عمل مناسبة يسودها الأمن والسلم في ظل عشرات القوانين والتشريعات التي تكفل للجميع العدل والاحترام والمساواة وفي المقابل تجرم التعصب والفرقة والكراهية وينعم الجميع في ظلها بالتسامح والتعايش السلمي.

وأكد محمد خميس النقبي نائب والي منطقة شيص أن مبادرة رئيس الدولة باعتبار عام 2019 عاما للتسامح تأتي لتكمل سلسلة القرارات والمبادرات التي تتبناها الإمارات من أجل توفير حياة كريمة وآدمية لكل من يعيش ويقيم على أراضيها من المواطنين الإماراتيين أو العاملين من أبناء مختلف دول العالم مشيرا إلى أن الامارات وبشهادة الجميع هي وطن التسامح والإنسانية.