عملية نصب كبرى

عملية نصب كبرى
بقلم عبد الله عيسى- رئيس التحرير
منذ بداية الخمسينات في القرن الماضي، تحركت جهات أمريكية عديدة من أجل مكافحة الخطر الشيوعي في المنطقة، وتحدث بعض القادة الأمريكيين عن ضرورة دعم إسرائيل، بهدف وجود قوات إسرائيلية جاهزة في أي وقت؛ للتصدي للقوات الروسية في حال أقدمت على احتلال منابع النفط في الخليج، لمشاغلة القوات الروسية المهاجمة؛ لحين وصول القوات الأمريكية للمنطقة.

وبعد عشر سنين، تبين أن هذه الفكرة مجرد أكذوبة؛ لتبرير الدعم الأمريكي الكبير لإسرائيل، حيث أثبتت حرب الخليج في عهد صدام حسين، أن نظرية الدعم الإسرائيلي، كانت أكذوبة روج لها اللوبي الصهيوني في أمريكا.

وعلى مدى عشر سنين، استنزفت أمريكا أموال دول المنطقة، بدون أن تستفز الدول العربية، حتى جاء الرئيس الأمريكي ترامب وقلب المعادل كلها، حيث جاء يتحدث علناً وبشكل سافر عن دول عربية، وأن عليها أن تدفع الأموال لأمريكا مقابل حمايتها من إيران.

وجرت خلال الفترة الماضية، استفزازات كثيرة للدول العربية، صدرت عن الرئيس الأمريكي ترامب، حتى لوحت السعودية بطريق غير مباشر، بأن تلجأ إلى الصين وروسيا، فيما تحركت الكويت فعلياً، وأبرمت اتفاقية كبيرة مع الصين لاستثمار جزر كويتية، حيث أبرم أمير الكويت صفقة مع الصين، تحصل بموجبها الكويت على نحو خمسمئة مليار دولار، وبهذه الصفقة أصبحت الكويت محمية صينياً.

وخرج علينا ترامب بأفكار غريبة، تارة (صفقة القرن)، وتارة أخرى مؤتمر وارسو ضد إيران، وحاول جر الدول العربية إلى حلف في وارسو ضد إيران، والغاية الكبرى من هذا الحلف هي ابتزاز الدول الخليجية، كي تدفع الأموال لأمريكا، مقابل حمايتها من الخطر الإيراني المزعوم.

وقد رفضت السلطة الفلسطينية بشدة، هذا المؤتمر الأكذوبة، واتهمت أمريكا بالسعي لتصفية القضية الفلسطينية.

لقد فشل ترامب فشلاً ذريعاً في إيجاد حل للقضية الفلسطينية، نظراً لتطلعه لمجرد جني الأموال من الدول العربية، بدون تقديم أي تنازلات من الشعب الفلسطيني، وعدم ممارسة أي ضغط يُذكر على الإدارة الأمريكية، فلم تعد أمريكا طرفاً نزيهاً في الصراع العربي- الإسرائيلي، وهذه النتيجة من شأنها أن توصل المنطقة لحافة الهاوية.

التعليقات