بعض الملاحظات الأولية على الخطاب والأداء الحمساوي

بعض الملاحظات الأولية على الخطاب والأداء الحمساوي
فهمي شراب

بعض القيادات في حركة حماس تتضمن خطاباتهم الاعلامية ما يثير ويحرض الغرب على الشعب الفلسطيني من خلال الاستغلال الاسرائيلي الجيد لذلك، فتستغل اسرائيل فرصة تصريح مثل " غزة مستعدة لتصدير السلاح" ليوصلوا للعالم بان في غزة ترسانة مكتملة وقدرات كبيرة وخطر داهم على الامن القومي الاسرائيلي، مما يجلب العطف والتعاطف والدعم للكيان الاسرائيلي، ومما يعزز نظرية ان اسرائيل هي دولة تدافع عن نفسها أمام ما يحيط بها من ترسانات عربية، وبذلك تكون لاحقا أي هجمات اسرائيلية على أي فلسطيني هي مجرد محاولة للدفاع عن النفس المقبولة غربياَ.

وعندما يتحدث بعض قيادات حماس بان حماس تمتلك العديد من الخيارات والحلول. وتظل تهدد بها، وتظل بدون اتخاذ اي منها للخروج من المآزق المهلكة والخطيرة.. فإنها تظهر عدم ادراك كاف وسطحية في التعامل لمجريات الامور، اضافة انها تفقد ثقة الناس والكتاب والمثقفين بهؤلاء الذين يصرحون بإفراط عن تلك الخيارات، حيث خيار واحد يمكن أن يكفي لانتشالنا من وحل المستنقع، وكلما استمر هذا الواقع بدون أي حل، فان هذا سيضعف من مصداقية حماس وما تقوله على المدى البعيد.

وفي ملاحظة مهمة أخرى، فقد أخطأ جانب في قيادة حماس عندما اعطى تواريخ محددة لإنفاذ مشروع "هدنة" او مسودة اتفاق محددة مع اسرائيل، وأسرف في اعطاء مبشرات للمجتمع،، تبددت الان، رغم انه من المفترض ان يكون هذا الجانب أكثر طرفا مدركا لطبيعة سلوك اليهود وابجديات التعامل مع الجانب الاسرائيلي المراوغ،، مهما كانت طبيعة الوسيط وضماناته، سواء كان عربي مصري أو قطري، أو اوروبي،، فمرور الوقت دون الوصول لاي حل يكلف المجتمع الغزي كثير من الدماء والارواح ونفاد صبر الناس، ويتسبب بتراجع دراماتيكي من الناحية التعليمية والاخلاقية، اضافة للانهيارات الاقتصادية المتتالية التي وصلت لحد غير مسبوق في تاريخ قطاع غزة.. وسقوط طبقة التجار التي كانت عمود الاقتصاد الفلسطيني دون توفير اي دعم لهم من حماس، وسقوط الطبقة الوسطى.. فهل يجب الانتظار طويلا لبينما يتفكك المشهد في رام الله؟ والانتظار لمعرفة الحال الذي سيكون عليه المشهد بعد غياب الرئيس وبداية صراع الديكة على القيادة في رام الله؟ وخاصة بعد الكشف عن ان كل قيادي بدأ يتصرف وكانه رئيس دولة ويستقبل سفراء وممثلي بعثات وقيادات من دول العالم. اضافة لتشكيل مجموعات مسلحة لكل " رمز وطني"، وتكديس السلاح مع تلك المجموعات؟ هل يكفي التعويل على هذا؟ أم يمكن لحماس ان تخطو عدة خطوات اضافية وتدرجية كانت بدأتها فعلا قبل السماح لحكومة الحمد الله بالتقدم والعمل وقبل تعثرها وتعذرها وانسحابها اثر تمسكها بمفهوم التمكين الشامل؟ هل لدى الحركة قدرة ان تستأنف مسارا اخرا لربما حتى هذا المسار اذا تقدم يساهم في بناء وتولد رغبة حقيقية لدى رام الله مبنية على الخوف من خسارة احد جناحي الوطن والعمل في قطاع غزة دون التمسك بمفاهيم ومطالب تعجيزية؟

التعليقات