قصة مشاركة الثورة الفلسطينية في حرب أكتوبر 1973

قصة مشاركة الثورة الفلسطينية في حرب أكتوبر 1973
رام الله - دنيا الوطن
بقلم عبد الله عيسى- رئيس التحرير
في عام 1972 اعتقلت السلطات الأردنية محمد داوود عودة (أبو داوود) عضو المجلس الثوري لحركة فتح، بتهمة نقل الأسلحة إلى داخل الأردن؛ للقيام بعمليات اغتيالات وتفجيرات داخل الأردن، بسبب العلاقات المقطوعة، التي كانت بين حركة فتح والأردن في حينها.

ويروي أبو داوود عودة، ما حصل معه بعد ذلك، ففي أيلول/ سبتمبر 1973 تم استدعاؤه من داخل السجن لمكتب رئيس المخابرات الأردنية في حينها، حيث أبلغه رئس المخابرات الأردنية، أن شخصيات أردنية رفيعة المستوى تريد أن تلتقي معه، وفعلاً حضر إلى مكتب رئيس المخابرات الأردنية كل من: الملك حسين، ملك الأردن آنذاك، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأردني.

وبدأ الاجتماع المفاجئ، بحديث الملك حسين عن أن الرئيس المصري السادات، والرئيس السوري حافظ الأسد، قررا خوض حرب ضد إسرائيل لتحرير الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967، واقترح رئيس هيئة الأركان الأردنية للجيش الأردني فكرة مشاركة قوات الثورة الفلسطينية المتواجدة في لبنان على الجبهة الأردنية خلال الحرب، بحيث ترابط قوات الثورة الفلسطينية في منطقة (الخان الأحمر) على الحدود الأردنية الإسرائيلية، فاعترض أبو داوود بشدة على هذا الاقتراح، وقال: إن الخان الأحمر باستطاعتها إبادة جيوش بأكملها، فهي منطقة عسكرية ميتة، ويجب أن تبحثوا لنا عن مكان آخر لترابط به الثورة الفلسطينية.

وتشبث أبو داوود برأيه، بينما اقترح قادة الأردن، أن يرسل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات شخصية أخرى غير أبو داوود، أكثر لونة في التفاهم، ووصفوا أبو داوود بالمُتشدد جداً.

ويقول أبو داوود عن القصة، أن المفاوضات مع الأردن كي تشارك الثورة الفلسطينية على الجبهة فشلت، حتى بعد أن غادر أبو داوود الأردن، ودخلت شخصية فلسطينية أخرى للتفاهم، ورغم ذلك شاركت قوات من جيش التحرير الفلسطيني على الجبهتين السورية والمصرية في حرب أكتوبر 1973، لكن القوة الأكبر، وهي قوة حركة فتح، لم تُشارك لأنه كان مقرراً لها أن تُشارك على الجبهة الأردنية.

ويتحدث الرئيس الراحل أبو عمار عن هذه المرحلة فيقول: إنه اجتمع مع الراحل جمال عبد الناصر، وسأله الرئيس المصري، إن كان باستطاعة حركة فتح مشاغلة لواء من الجيش الإسرائيلي في أي حرب مقبلة، فأكد أبو عمار، أن حركة فتح قادرة على ذلك.

ويروي أبو عمار بافتخار، أن حركة فتح تمكنت من مواجهة ثلثي الجيش الإسرائيلي في حرب 1982 في لبنان، وأصبحت قادرة على مواجهة الجيش الإسرائيلي بأكمله، وهذا ما حصل لاحقاً.

ويُذكر بأن حركة فتح، تميزت خلال حرب 1982 في لبنان، بحرب الأشبال، الذين تسلحوا بـ (الآر بي جي)، ودمروا عدداً كبيراً من الدبابات الإسرائيلية في حينها، حتى إن قلعة شقيف في جنوب لبنان قصفها الطيران الإسرائيلي لمدة عشرة أيام، دون فائدة، ولم تستسلم القلعة، وبقيت تقاوم، حتى إن الطيران الإسرائيلي في نهاية المطاف، ضرب القلعة بالغازات الكيميائية السامة، وعندما دخل الجيش الإسرائيلي بعد استشهاد كافة المقاومين، وجد بداخلها ثلاثة عشر شبلاً فلسطينياً شهداء، قاتلوا لمدة عشرة أيام بدون توقف.

ويروي جنرال اسرائيلي من جرحى حرب 1982 كيف تم إصابته، فقال: كنت أسير بالدبابة في جنوب لبنان، فشاهدت عن بعد ولداً على جانب الطريق، فاعتقدت أنه ولد (تايه)، وعندما اقتربت الدبابة، فوجئت به يستل مدفع (الآر بي جي) ويقصف الدبابة، فسقطت من الدبابة على الأرض، وقاموا ببتر القدمين في المستشفى، ولا أكاد أصدق أن من قام ببتر رجلي هو ولد صغير.

التعليقات