حنا: الاحتلال يستهدفنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد

رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس لدى استقباله اليوم وفدا من مديرية الاوقاف الاسلامية في شمال الضفة الغربية بأن شعبنا الفلسطيني هو شعب واحد يدافع عن قضية واحدة ومن واجبنا جميعا كأبناء لهذا الشعب المناضل والمقاوم والمكافح من اجل الحرية ان نعمل معا وسويا من اجل تكريس ثقافة التسامح والمحبة والاخوة الانسانية والوحدة الوطنية .

وجب علينا جميعا ان نتصدى لاي خطاب تكفيري طائفي عنصري يثير الفتن والحقد في مجتمعنا ايا كان مصدره وايا كانت الجهة التي تروج له فالتطرف ظاهرة مقيتة مرفوضة من قبلنا جملة وتفصيلا لانه لا يستفيد منها الا اولئك الذين يريدوننا ان نكون مشرذمين مفككين ضعفاء لكي لا نكون اقوياء في دفاعانا عن قضيتنا وفي دفاعنا عن قدسنا ومقدساتنا .

نرحب بكم في مدينة القدس هذه المدينة المقدسة التي لها مكانتها السامية في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث ، هذه المدينة التي لها خصوصيتها وفرادتها فهي مدينة تختلف عن اية مدينة اخرى في عالمنا اذ لها طابعها الخاص والذي وجب الحفاظ عليه .

القدس بالنسبة الينا كفلسطينيين هي عاصمتنا الروحية والوطنية وهي المدينة التي ننتمي اليها ومن واجبنا ان ندافع عنها وان نرفض وان نتصدى للسياسات الاحتلالية الغاشمة التي هدفها طمس معالم مدينتنا وتهويدها واسرلتها بشكل كلي .

اننا نرفض كافة المشاريع الاستعمارية الاستيطانية العنصرية في هذه المدينة والتي كان آخرها ما تم الاعلان عنه من مخطط لاقامة قطار هوائي سيؤدي حتما الى تغيير ملامح القدس .

ان اولئك الذين يعتدون على المسجد الاقصى ويسعون لتقسيمه زمانيا ومكانيا ولربما يخططون لما هو اسوء من ذلك انما يستهدفوننا جميعا كابناء للشعب الفلسطيني الواحد ، كما  ونعتقد بأن هذه السياسات الاحتلالية التي تستهدف الاقصى انما تستهدفنا جميعا ولا تستثني احدا على الاطلاق ، فمن يستهدفون المسلمين في اوقافهم ومقدساتهم هم ذاتهم الذين يستهدفون المسيحيين في اوقافهم وفي حضورهم العريق في هذه البقعة المقدسة من العالم.

الاحتلال يستهدفنا جميعا كفلسطينيين ولا يستثنى من ذلك احد على الاطلاق كلنا مستهدفون ويراد لنا ان نرحل وان نحزم امتعتنا وان نغادر مدينتنا وان نترك القدس للمحتلين المستعمرين الاتين اليها من كل حدب وصوب ولكن هذا لن يحدث ولن يستسلم المقدسيون الفلسطينيون لما يخطط لهم ، ففي القدس هنالك شعب وهنالك ابطال وهنالك مناضلين يدافعون عن المدينة المقدسة وهويتها العربية الفلسطينية .

اما المسيحيون الفلسطينيون فهم اصيلون في انتماءهم للامة العربية ولهذا المشرق العربي وللشعب الفلسطيني المناضل والمقاوم من اجل الحرية ، فالقضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعا كما انها قضية الاحرار من ابناء امتنا العربية واصدقاءنا الموجودين في سائر ارجاء العالم .

معا وسويا يجب ان ندافع عن القدس ومعا وسويا يجب ان ندفاع عن قضية شعبنا الفلسطيني العادلة حتى يعود الحق السليب الى اصحابه ولا يضيع حق وراءه مطالب .

الفلسطينيون لن يتمكن احد من اغراقهم في ثقافة اليأس والاحباط والقنوط فنحن اصحاب اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث ولن نتخلى عن واجباتنا الوطنية وعن انتماءنا لهذه الارض المباركة والتي في سبيلها قدم شعبنا وما زال يقدم الكثير من التضحيات على مذبح الحرية .