أنور فيصل.. رجل أعمال ناجح يساعد الآخرين على تحقيق أحلامهم

أنور فيصل.. رجل أعمال ناجح يساعد الآخرين على تحقيق أحلامهم
رام الله - دنيا الوطن
افتتحت صحيفة EINNEWSDESK الشهيرة في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية مقابلتها الصحفية مع رجل الأعمال الفلسطيني/ أنور نعمان فيصل وأصله من قطاع غزة في عددها الصادر بتاريخ 26 أكتوبر- تشرين الأول 2021م قائلة:

"من الصعب بالتأكيد الخروج من غزة، وبالتحديد من حي الشجاعية المكتظ بالسكان، لكي تصبح ناجحاً في بلد آخر، فهذه بالتأكيد قصة فريدة من نوعها، وهي ثمرة فهم سليم لموجبات وشروط النجاح وعوامله، وحسن تصميم في الأداء والعزم والإرادة".

وأنور فيصل المولود في قطاع غزة في فلسطين، هو الثالث من بين ستة أشقاء، حيث ظل قطاع غزة منطقة غير مستقرة الأوضاع سياسياً ومعاشياً، ويغلب عليها الكثير من الصراعات السياسية المتواصلة والمستمرة بين فلسطين وإسرائيل، ولطالما كان لفيصل أحلام كبيرة لمستقبله، وقد أدرك أن التعليم الجيد سيلعب دوراً رئيسياً في مساعدته على تحقيق هذه الأهداف.

تخرج أنور فيصل من المدرسة الثانوية في غزة، وذهب إلى مصر في أوائل السبعينيات من القرن العشرين للدراسة في جامعة عين شمس الواقعة في القاهرة، وبعد التخرج توجه فيصل إلى المملكة العربية السعودية للعمل في مجال البناء والتشييد، ويتذكر أنور فيصل حياته العملية الأولى الصعبة في السعودية قائلاً: "كنت أعمل في أعمال التبليط والنجارة، وعملت هناك لمدة عام، وحصلت على الحد الأدنى من الأجور، وكان الوضع في هذا البلد يزداد سوءاً، ولم أستطع حتى الحصول على رخصة قيادة وإقامة"، وأضاف فيصل: "قررت الانتقال إلى الإمارات العربية المتحدة في أبو ظبي، حيث بدأت عملي كمدير مشتريات في قطاع: (الصلب والخرسانة) في شركة كبيرة تسمى "قرطبة".

سعى فيصل إلى التعليم العالي، وقاده تصميمه على النجاح إلى السفر للولايات المتحدة الأمريكية للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في إدارة الأعمال، ودرس اللغة الإنجليزية في جامعة بوسطن لمدة ستة أشهر، لكنه اضطر إلى إيقاف حلمه في إكمال دراسة الدكتوراه، ليستثمر في السوق العقارية.

يقول فيصل: "كان علي أن أعمل في مجال الأمن في الجامعة التي أدرس فيها في البداية "كحارس لمبنى في الجامعة" بدوام جزئي، بعد ذلك حصلت أخيراً على وظيفة بدوام كامل ما أهلني للحصول على إعفاء من الرسوم الدراسية"، وكان الحصول على تعليم مجاني في جامعة مشهورة في بوسطن يشكّل مصدر ارتياح كبير لأنور فيصل الذي كان يكسب 4,70 دولارًاً أمريكياً في الساعة، بينما كان يعمل 80 ساعة في الأسبوع.

وبعد حصوله على درجة الماجستير، أوصاه مشرفه الأكاديمي البروفيسور: "جورج جيتر" الحصول على درجة الدكتوراه، ويقول فيصل في هذا السياق: "خلال صيف عام 1983 كنت أعمل في وظيفتين: الأمن والعقارات"، واكتشف أستاذي جيتر أنني سأنجح في العقارات أكثر من استمراري في درجة الدكتوراه، فسحب خطاب توصيته للدكتوراه، قال فيصل: "لاحظ البروفيسور جيتر أنه سيكون من الأفضل لمستقبلي الاستمرار في العمل في العقارات بدلاً من إضاعة 4 سنوات في برنامج الدكتوراه". واقتنع فيصل أن البروفيسور جيتر كان لديه منظور مستقبلي واضح لطلابه فأخذ بنصيحته.

وبحلول عام 1984 كان أنور فيصل منخرطًا بشكل كبير في صناعة العقارات، وكان يعيش في شقة في شارع كوينزبري، بعد عثوره على مظروف عطاء في أحد الأيام يخبره أن المباني من 56 إلى 58 سيتم تحويلها إلى وحدات سكنية، أتيحت له الفرصة لشراء المظروف بتكلفة 59900 دولاراً، فكانت هذه أول عملية شراء له، وهي شقة بغرفة نوم واحدة تبلغ مساحتها 590 قدمًا مربعة.

وواصل أنور فيصل إتقان عمله في مجال العقارات بالشراكة مع أشخاص آخرين والاستثمار في المزيد من العقارات حتى عام 1987 يومها بلغ سعر الفائدة عند 11٪ وكانت نسبة التضخم مرتفعة. على مر السنين، وانتهى الأمر بفيصل بالعمل بشكل مستقل، وبدأ يعمل بمفرده، وتأكد من إدارة شؤونه المالية بحكمة، حتى يتمكن من متابعة شراء الوحدات من العطاءات والمزادات. وبعد 10 سنوات من العمل والنجاح نصحه أحد المصرفيين بالتركيز على شراء المباني بدلاً من الوحدات السكنية.

ويقول أنور فيصل في ذلك: "أعتقد أن هذه هي أفضل نصيحة تلقيتها بعد نصيحة الدكتور جيتر، فلقد بدأت في شراء المباني بقوة (وجميع الوحدات التي اشتريتها كانت مؤجرة)، وكنت محظوظاً عندما حصلت على مشروع كبير في فينواي يضم 201 وحدة سكنية، وأصبح أنور فيصل يمتلك آلاف الوحدات السكنية في منطقة بوسطن الكبرى، وقد دفعه نجاحه في مجال العقارات لمساعدة الآخرين من خلال تبرعه بثلث دخله لمختلف المؤسسات الخيرية، كما طور مسجدين في برايتون للجالية المسلمة.

ويقول فيصل: "أردت حقاً مساعدة الفقراء في قطاع غزة، حيث ولدت، من خلال تقديم بعض أعمال التعاطف والتضامن مع أبناء شعبي، والذين عشت معهم، وأعول حالياً مائة طالب جامعي فقير وأتكفل بدفع رسومهم الجامعية الباهظة، وأعداد الطلبة الذين أتكفل بمساعدتهم في غزة في تزايد كل عام، كما أساعد نحو ألف أسرة محتاجة وأيتام ومعوقين بصورة دورية (كل شهر)، ومنذ 10 سنوات وحتى اليوم تتلقى هذه العائلات المساعدة مني شهريًا لتغطية المواد الغذائية والدواء ودفع الإيجار، كما قررت بناء مستشفى في غزة إن شاء الله.

وقد أصبح أنور فيصل أيضاً راعياً لمدرسة بوسطن الإسلامية، وللمركز الثقافي الفلسطيني للسلام، بالإضافة إلى رعايته المستمرة والنشطة لجميع المساجد والمدارس والمستشفيات الإسلامية سنوياً في مستشفى سانت جون، ومستشفى آخر في القدس، وهو أيضاً أحد مؤسسي مسجد يوسف في برايتون.

وبصفته رجل أعمال ناجحاً ومحسناً، فإن مساهمة أنور فيصل في المجتمع هنا، وفي الخارج، إنما هي قصة نجاح باهرة نأمل أن يحاكيها الآخرون من أبناء شعبنا في الداخل والخارج.






التعليقات