مباشر | تغطية صحفية | آخر التطورات في #لبنان

المركز العربي يبجث في سياسة ترامب ضد الفلسطينيين

رام الله - دنيا الوطن
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يوم الأربعاء 6 شباط/ فبراير 2019 حلقةً جديدةً من برنامج السيمنار الأسبوعي، قدّم خلالها إيليا زريق، الباحث الزائر في المركز والأستاذ الفخري في جامعة كوينز بكندا، بحثًا بعنوان "سياسة دونالد ترامب العقابية والقضية الفلسطينية: نظرة في بنيته النفسية وأخلاقياته في الأعمال التجارية".

عرض زريق بحثه، مرتكزًا على العلاقة بين سياسات ترامب وبنيته النفسية، مقدمًا قراءةً في خطاباته وسلوكياته عن ذاته وميله إلى المبالغة في تقدير إنجازاته ومواهبه ومهاراته أمام الآخرين. وأشار إلى أنه يفتقر إلى بعدٍ مهم هو "الذكاء العاطفي" والقدرة على التعاطف مع الآخرين.

 ورأى أنّ تصريحات ترامب وقراراته الهجومية بخصوص الفلسطينيين تؤكد تركيبته الذهنية بصفته رجل أعمال من جهة، وارتباطه بإسرائيل بصفته حاملًا القيم الصهيونية من جهة أخرى.

اختار زريق استطلاعين من استطلاعات الرأي العام الدولية، نفّذ أحدهما مركز بيو للأبحاث Pew Research Center ، ونفذ الآخر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عام 2017.

 وأوضح أن أوجه الشبه واضحة بين الاستطلاعين فيما يتعلق بالمفاهيم السلبية حول ترامب، والاستجابة الإيجابية حول الولايات المتحدة. ورأى أنّ الأرقام الواردة في الاستطلاعين لا تعدّ مفاجأةً لمتابعي سياسة ترامب الخارجية. وركّز الباحث في عرض نتائج الاستطلاعين على صورة الرئيس ترامب وتقييمه المنخفض ورأي الأغلبية فيه بأنّه غير متسامح ومتغطرس وخطير.

واستعرض زريق سلوك الرئيس ترامب المتقلب ورأى أنه بات مجالًا خصبًا لاهتمام متخصصي الصحة النفسية، والأكاديميين، وعامة الناس. وأضاف أنّ مزاجيته تفتح المجال لدراسات عديدة تنتقد أسلوبه في القيادة وفي صنع القرار، لا سيما أنّ أصل المشكلة يتمثل في سلوكياته التي لا يتبنّى من خلالها مبادئ أولية ملموسة يسترشد بها عند صنع القرار، ولهذا يظهر أنّ أسلوب قيادته في الرئاسة متهور، وعدائي، وغير مؤثر.

ثمّ عرّج زريق على دراسات ما بعد الحداثة في لبوسها الأكاديمي حينما تستحضر الثقافة والخبرة الفردية وسيلةً لتفسير سبب اختلاف تصوراتنا عن الواقع نفسه. ورأى أنّ القوة – وليس الثقافة – هي التي تقف في عالم ترامب وراء ما يسمى "بَعد الحقائق"، حيث يجري تسويق الوقائع البديلة وفرض مزاعم مفادها أن "كلّ شيء مباح" في الحياة السياسية، بوصفها علاجًا لما يعتبره ترامب سيطرة نخبة المؤسسة على تأطير سجالات الشأن العام.

ثمّ تحدث زريق عن صهر الرئيس ترامب ومستشاره لعملية السلام، جاريد كوشنر. ورأى أنّه اشترى قبوله في جامعة هارفارد بمبلغ قدره 2.5 مليون دولار تبرع به والده، الذي تبرع أيضًا بـ 3 ملايين دولار لجامعة نيويورك. وأضاف أنه أدى دورًا حاسمًا في إقناع الرئيس بإيقاف مساهمة الولايات المتحدة في تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وإيقاف المساعدات للسلطة الفلسطينية، وهما مسألتان لطالما طالبت بهما إسرائيل.

واختتم زريق المحاضرة مشيرًا إلى توقّع مزيد من الانحدار للإدارة الأميركية خلال رئاسة ترامب الذي يسعى إلى عقد الصفقات.

واستبعد تحسّن آفاق السلام في الشرق الأوسط، وذلك بسبب خلط السياسة بعالم الأعمال، والتضحية بالأولى لصالح الأخيرة. وفي هذا السياق، أشار إلى ردة فعل ترامب على مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول على يد فريق رسمي سعودي، وعدم تأثير ذلك في ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي أشار تقرير وكالة المخابرات المركزية الأميركية إلى تورطه في العملية، وذلك بسبب عقده شخصيًا صفقات مع السعودية.

أعقب المحاضرة نقاش ثري حول ما طرحه زريق بين الحضور من باحثي المركز وأساتذة معهد الدوحة وطلابه.