التخلص من العادات السيئة

التخلص من العادات السيئة
د.يسر الغريسي حجازي

06.02.19

التخلص من العادات السيئة

  من منا ليس لديه عادات سيئة يريد التخلص منها؟ كيف تتخلص منها؟ هل عاداتنا السيئة تؤثر على سعادتنا؟ نعم ، العادات السيئة خبيثة ويمكن أن تدمر حياتنا. ومع ذلك، نحن نعيش في فضاء زمني ينظم إيقاع حياتنا من خلال حركة التكرار مثل عقارب الساعة. ليس من الصعب، أن نرى أن عاداتنا الأساسية تتبع فكرة مهيمنة تبدأ من بزوغ الشمس وتنتهي بغروبها. وبقوة العادة، نستيقظ مثل الة الربوت في الصباح ونبقى نشطين حتي هبوط الليل الحالك. انه إيقاع بيولوجي يعلمنا تكرار نفس الإيماءات والعادات كل يوم، لذلك نحن نعيش عادة  ولكن بعضها ضار بصحتنا العقلية والجسدية ويمكن أن يكون بنفس القدر من الخطورة.

 لهذا السبب نحن بحاجة إلى الحفاظ على العادات الجيدة التي تجعل من الممكن العيش في الاتجاه الصحيح ، وهذا يعني: 

   1-لتعليم / الأسرة / المجتمع / الثقافة / المعتقد السياسي أو الديني

  2-التأديب والاحترام والإصغاء للآخرين دون حكم ،

 3-التعلم / العمل / الثقافة  

 4-التكيف والانتباه والطاقة الإيجابية والمثابرة ،

ان التعليم في السنوات الأولى من نمو الطفل، هو بداية لتعلم الحياة  و مهاراتها. كما ان تعلم الطفل هو بمثابة ترسيخ بداية قوة هذه العادة. فنحن نعتاد على التعلم، والتصرف بشكل جيد، والاستعداد لأن نصبح مستقلين ومواطنين صالحين في المجتمع. ولكن، يمكننا أيضًا أن نتعلم أن نكون متمردين وغير نزيهين. كل هذا يتوقف على كيفية تعليمنا داخل أسرتنا، والمبادئ التي انغرست فينا. بمعني ان العادات هي السعي إلى تحقيق التوازن في الحياة، وتحقيق تكامل اجتماعي وثقافي وسياسي وتعليمي أفضل. لا يسعنا إلا التفكير في الانضباط ، لانه واجبنا في الحقيقة ان نتصرف كأهل ومواطنين  علي اكمل وجه من الانسانية والتضامن والصدق في المجتمع واتجاه الوطن الذي يعبر عن استقرار المواطن وتمتعه بكل حقوقه الاساسية.

يتضمن التعلم ثلاث عوامل: 

التاقلم- يتعلم المرء عن طريق ارتكاب الأخطاء لاحراز التقدم بعد ذلك،

الاستيعاب - نحن نفهم ما يتعين علينا القيام به، ونحسن ونعمل على تحسين الذات،

الاندماج - نتعلم ونمارس ما تعلمناه بطلاقة حتى نعتاد عليه (الدراسات ، الأعمال المنزلية ،استخدام الأجهزة ، التعليم ، العمل) ،

ومع ذلك ، فإن هذه العادة تقودنا إلى الملل من الروتين لأننا نفعل الشيء نفسه كل يوم، والتحدث مع نفس الأشخاص وتكرار نفس الأنشطة في العمل يمكن أن يساهم في التدمير والخضوع. 

يمكننا دائما أن نجعل الخيارات متعددة للحصول علي حياة جديدة مفعمة بالطاقة الايجابية حتى لا نصبح عبيدا لعاداتنا البالية. لهذا ، من الضروري تحديد الأهداف التي يمكن أن تحفزنا وتسمح لنا بالاستمتاع بالتزامن مع الأسرة والمجتمع والعمل. على سبيل المثال ، علي سبيل المثال يمكن الترويج للتقدم في العمل وزيادة الراتب من خلال التقدم في الدراسة وذلك من اجل  شراء سيارة او منزل للاسرة. لا بد من التحفيز لتحقيق اهداف جديدة.فمثلا،اتباع حمية غذائية للتمكن من فقدان الوزن، وارتداء ازياء جميلة. هناك متعة حقيقية للذهاب الي نزهة على الشاطئ ، أو للالتقاء مع الأصدقائك حول حفلة شواء بعد يوم طوييل من العمل.

من الضروري ألا نفقد الطاقتك الإيجابية و ان نتخلص من العادات السيئة مثل الكسل، والاكل المفرط، والمزاج السيء، والعدوانية، والقلق، لأنه كلها عوامل مدمرة للإنسان. كما ان العادات السيئة تجعلنا مرضى وعاجزين، انها بمثابة سموم للذات والاخرين من حولنا مما يجعلهم  يهربون منا في نهاية المطاف. واكد العالم بيير بورديو في مفهومه عن البيئة الاجتماعية، علي انها تخلق الظروف المادية والثقافية أوضاعًا ومجتمعات متماسكة. ويتحدث عن هيكلة المجتمع والفئات الاجتماعية المصنفة وفق ظروف الوجود التي تجمع الناس، كطبقة الأثرياء ،و الطبقة المتوسطة ، وطبقة الفقراء. ويتم تمييزهم من خلال العامل المادي، 

و التربوي والثقافي. نحن معتادون بالفعل، على الانضمام المجتمعي والسيكلوجي  والعرقي. 

إنه مفهوم  النظام البيولوجي عند الانسان الذي يبحث غارئزيا عن الأمن العاطفي، ذلك يعبر عن الانسان الذي لا يمكنه العيش الا في داخل مجتمع ثابت. تلك هي التمثيلات الاجتماعية التي تهدف الي الحفاظ على البنية الاجتماعية، ضمن تصنيف نظمه فكر الإنسان.  

ويشمل هذا التصنيف، العادات والممارسات والطقوس في سياق يقوي التكييف والتقاليد الاجتماعية تماماً مثل الانتماء الاجتماعي والعرقي. كما ان العادات الجيدة والمعتدلة، تعتبر مسار التقدم البشري والتنمية الاجتماعية والعلمية والثقافية. 

التعليقات