المطران حنا: الفلسطينيون مقتنعون بأن شعار السلام أصبح فاقدا لأي مضمون حقيقي

المطران حنا: الفلسطينيون مقتنعون بأن شعار السلام أصبح فاقدا لأي مضمون حقيقي
المطران عطالله حنا
رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا، رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس لدى استقباله اليوم في كنيسة القيامة في القدس القديمة وفدا من منظمة العدالة والسلام في النرويج: إننا نرحب بزيارتكم إلى فلسطين الأرض المقدسة والى مدينة القدس عاصمة فلسطين وحاضنة تراثنا الروحي والانساني والحضاري والوطني .

وأضاف: "القدس مدينة السلام وهي المدينة التي يقدسها المؤمنون في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث، انها مدينة لها خصوصيتها وفرادتها وهي مدينة تختلف عن اي مدينة اخرى في عالمنا اذ انها تحتضن هذا الكم الهائل من المقدسات والاثار والصروح الحضارية والتراثية والانسانية والتي نفتخر بوجودها في مدينتنا المقدسة".

وتابع: "نحييكم وانتم تحملون شعار السلام في كل مكان تذهبون اليه ولكن وجب ان نؤكد بأن تحقيق السلام يحتاج اولا الى تحقيق العدالة وبغياب العدالة لا يمكن ان يكون هنالك سلام حقيقي" .

وقال المطران حنا: "في بلادنا المقدسة ومنذ اكثر من 25 عاما ونحن نسمع عن مفاوضات سلمية وعن محاولات من اجل تحقيق السلام ولكن كل هذه المبادرات والمفاوضات وصلت الى طريق مسدود ولم يتحقق السلام المنشود لان اولئك الذين ارادوا ان يفرضوا علينا هذا السلام انما في الواقع ارادوا منا الاستسلام ، ارادوا سلاما بدون ان تتحقق العدالة ، يتحدثون عن مفاوضات للسلام ولا يتحدثون عن العدالة المغيبة وعن الاحتلال الذي يجب ان يزول لكي ينعم شعبنا الفلسطيني بالحرية التي يستحقها" .

وقال: "مررنا بما سمي باتفاقية اوسلو والتي كانت نتائجها كارثية على الشعب الفلسطيني فهي لم توصلنا الى السلام فحسب بل اوصلتنا الى مزيد من القمع والظلم والاضطهاد والاستيطان والاسوار العنصرية واستهداف مدينة القدس".

وأضاف: "الفلسطينيون باتوا على قناعة بأن شعار السلام الذي يسمعونه كثيرا انما هو شعار فاقد لاي مضمون حقيقي وهي كلمة حق يراد بها باطل" .

وتابع: "فمنذ ان ابتدأت المفاوضات السلمية واتفاقيات اوسلو ازدادت البؤر الاستيطانية وبنيت الاسوار العنصرية واشتدت حدة القمع والظلم بحق شعبنا".

وأردف: "ما اكثر الشهداء الذين ارتقوا في هذه الحقبة وما اكثر اولئك الذين دمرت منازلهم واستهدفوا في لقمة عيشهم، ان هذه الحقبة التي سميت زورا وبهتانا بالمفاوضات السلمية انما كانت في الواقع نكبة جديدة ومتجددة ادت الى كثير من الحروب والعنف والقمع والاضطهاد بحق شعبنا الفلسطيني الاعزل" .

وأكد المطران "لقد اضحت كلمة السلام بالنسبة الينا اكذوبة كبرى والغالبية الساحقة من الفلسطينيين باتوا لا يؤمنون بهذه الكلمة التي سئموا سماعها خلال عشرات السنين الماضية ولكنهم على الارض يعانون من الظلم والقمع والاجحاف وسياسات الظلم العنصرية" .

وتابع: "قبل ان تتحدثوا عن السلام فتشوا عن العدالة ، اذهبوا الى المخيمات وتجولوا في القدس القديمة واذهبوا الى غزة والى كافة المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية لكي تروا بأم العين شعبنا المظلوم المحروم من حقوقه والذي يُظلم في كل يوم وفي كل ساعة لانه شعب فلسطيني متمسك بحقه المشروع في ان يعيش بسلام في هذه الارض المقدسة" .

وأضاف: "نقول لكم ونحن نلتقي في هذا المكان المقدس بأننا نرفض العنصرية بكافة اشكالها والوانها كما اننا نرفض ظاهرة اللاسامية والتي هي غريبة عن ثقافتنا ونلفظ اي مظاهر عنصرية ايا كان شكلها وايا كان لونها كما اننا نرفض ان يُظلم اي انسان في هذا العالم بسبب معتقده الديني او خلفيته الاثنية او القومية او لون بشرته فالبشر جميعا انما ينتمون الى اسرة انسانية واحدة خلقها الله".

وتساءل المطران حنا: كيف يمكن لنا ان نقبل بأن يُقتل الفلسطيني لانه فلسطيني وان يُحرم الفلسطيني من الحرية لانه فلسطيني ، كيف يمكن لنا ان نقبل بأن يتم العمل على طمس معالم مدينة القدس وتزوير تاريخها وتهميش الحضور الفلسطيني فيها ، فعن اي سلام يتحدثون وكل هذا يحدث مع شعبنا الفلسطيني .

وقال: "نطلب منكم ان تتوجهوا الى المخيمات لكي تشاهدوا اللاجئين الفلسطينيين الذين نكبوا عام 48 وما زالوا ينتظرون يوم عودتهم ، اذهبوا الى السجون حيث هنالك الالاف من شبابنا ما زالوا معتقلين في سجون الظلم والقمع والعنصرية والاحتلال" .

وتابع: "اذهبوا الى المدن والقرى لكي تروا بأن في كل بيت شهيد وفي كل بيت اسير وفي كل بيت هنالك دموع حزن تنهمر على ظلم مستمر ومتواصل ونسأل الله في هذا المكان المقدس بأن تزول هذه المظالم لكي ينعم شعبنا الفلسطيني بالحرية التي يستحقها" .