رسالة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)

رسالة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)
تهاني أبو دقة
السادة قيادات وابناء حركة المقاومة الاسلامية (حماس) إخوتي وأخواتي الصامدين حاملين راية الوطن إنني أخاطب فيكم انتمائكم لشعبكم ولوطنكم، أخاطب فيكم الإنسانية التي زرعها رب العالمين في كل إنسان وأكد عليها جميع الأنبياء والرسل كما تممها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفي سيرته، نجد أنه لم يضحي يوما بالبشر وتنازل كثيرا ليحمي المسلمين، وهذا ما حصل أثناء محاصرتهم في شعاب مكة وعندما عمل صلح الحديبية وغيرها.

حركة حماس جزء لا يستهان به من مكونات المجتمع الفلسطيني ولكنه ليس الوحيد وطالما نظرنا له أنه سيحقق التوازن في الحكم ويحرص على العدالة الاجتماعية ويحمى الإنسانية لأننا توقعنا ذلك منكم بصفتكم حركة إسلامية فلسطينية نبعت من الشارع الفلسطيني وأيضا كان مشهود لمؤسساتكم بالكفاءة العالية وكفاءة كوادر الحركة الكثير منهم كنت أنحني أمامهم تعلمنا منهم الكثير.
 
لا أعرف لماذا كل شيء تغير أصبحنا نشعر وكأنكم جسم غريب عن المجتمع وفي الأصل أنتم أبناء هذا المجتمع، نراكم تفرقون بين سكان غزة وفق انتماءاتهم وألوانهم السياسية، تقولون أنكم ضد أوسلوا وضد السلطة بسبب التنسيق الأمني وبسبب إقامة علاقات مع إسرائيل، وفي نفس الوقت أراكم تقايضون الاحتلال ببضع ملاين من الدولارات وتبيعونهم الهدوء بتلك الحفنة المشروطة أولا بتحقيق الهدوء لإسرائيل وثانيا بتنقيح القوائم ومن ثم الحصول على البصمة، والأصعب في الموضوع أننا جميعا وبالأخص أنتم ضد التطبيع مع إسرائيل وما يُعنى بالتطبيع هو إقامه علاقات طبيعية مع إسرائيل من قبل الدول العربية والإسلامية، فماذا يفعل العمادي عندما يأتي إلى غزة حاملا حقائب الدولارات، إلا يأتي بالتنسيق الكامل والترتيب مع الإسرائيليين وإقامته تكون في إسرائيل وليست في الضفة الغربية قبل وصوله إلى غزة وأراكم تستقبلونه أحر استقبال بالسيارات الفخمة في الوقت الذي تمنعون سيارات من الدخول لتقل مناضل فلسطيني قاوم الاحتلال أو شخصية اعتبارية فلسطينية، أنا لا أتحدث عن هدا مزاودة عليكم فربما جميعنا ينسق مع إسرائيل وجميعنا نرحب بالعمادي وعلى ما يقدمه لقطاع غزة ولكنني أستغرب من فعلكم ذلك لمصحة أبناء الحركة ولا يتحرك لكم ساكنا لصالح أبناء الشعب رغم أنكم تستخدمونهم في الحراك من أجل تهديد إسرائيل. 

أنتم وصلتم إلى الحكم في فترة صعبة حيث موازين القوى العالمية بدأت غير منصفة وغير عادلة وأصبحت القوى العالمية تخترق أي مكان وتطيح بأي نظام وتشرد أي شعب نحن في حقبة زمنية لا يحق فيها الحق ولا العدل موجود في قواميسها، لهذا علينا أن نكون رحيمين بشعبنا حكيمين بقراراتنا ولا عيب إذا كانت حياة شعبنا وسلامته هي من أولوياتنا على حساب أي قضايا أخرى، لقد اختارتكم أغلبيه الفلسطينيين في انتخابات المجلس التشريع 2006 أملا في أن تحققوا التوازن في الحكم وأن تكونوا رقيبا عادلا، رحب الرئيس أبو مازن بتلك النتائج وكلفكم بتشكيل الحكومة ومن يومها بدأت العقوبات تنهال على الشعب الفلسطيني وبالذات قطاع غزة، توقفت الرواتب وتوقف دعم المشاريع التنموية بشرط أن تتخلى حركه حماس عن المقاومة وأنتم تعرفون أن الشعب محاصر ويعاني من الحصار وسوء الظروف الحياتية، لا نريدكم أن تتخلوا عن برنامجكم السياسي ولكن كان يجب أن تتخلوا عن الحكم الذى أتى حصيلة أوسلو ولو فعلتوها وبقيتم في التشريعي تتصدون للفساد وتدعمون الشفافية في الحكم وتسنون قوانين تحقق العدالة وتحفظ كرامه الشعب، اسمحوا لي أن أقول لكم وقعتم في فخ وإغراءات الحكم والتحكم، أعجبتكم حالة التحكم والتنمر على أبناء شعبكم ونسيتم أن تفكروا في حياة وسلامة الناس ودعم صمودهم وتوفير أجواء دافئة لشبابنا الذي هربت في عهدكم إلى حضن الموت، يحزنني أن أكتب ذلك لحركة احترمتها كثيرا وتعاونت معها قبل أن تصل إلى الحكم نحن ما زلنا تحت الاحتلال هو يفتح باب السجن ويغلقه وقت ما يشاء عليكم أن تدركوا ذلك اشتروا شعبكم وتنازلوا عن الحكم لمن يستطيع التعاطي مع المرحلة الصعبة شاركوهم وساعدوهم في بناء مؤسسات وطنية قوية لتوفير حياة أفضل لأبناء شعبنا، وفروا مناخا يمكن شبابنا الذى خسر الغالي والثمين ليبحث عن الحياة خارج وطنه، بدل أن تسجل هذ النقطة عليكم في التاريخ، اشتروا شعبكم وعززوا صمودهم مقابل الحكم وكونوا واثقين الشعب سيحميكم في المستقبل في أي وقت تضيق الأمور عليكم شعبنا لا ينسى الظلم ولا ينسى من ضحى من أجله، حققوا احلامنا في أن لا نرى امرأة تتسول من أجل إطعام أبنائها وأن لا نرى طفلا في حاويات القمامة يتلقط طعاما، سيروا على نهج عمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز أو سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام؟؟ سامحوني إن قلت لكم في عهدكم ولد أغنياء جدد وزاد عدد الأسر التي ليس لديها طعام ولا حتى مسكن، حاله الفقر والجوع والتشرد التي تعيشها شرائح كبيرة من مجتمعنا لم تمر عليه حتى في وقت الهجرة. 

إخواني في حركة حماس أناشدكم إن لم تكونوا قادرين على تحقيق حياة كريمة لأبناء شعبنا وتوفير الأساسيات لكل أسرة وتوفير حياة كريمة لشبابنا لكى يصمدوا على أرضهم، إن تتنازلوا عن الحكم سلموه للسلطة الوطنية بشريطة اشراك جميع القوى الوطنية وساهموا في وقف أسطورة الحزب الحاكم سواء في الضفة أو في غزة صدقوني سيقدر شعبكم ذلك كثيرا وستكونون الأقوى بدعم شعبكم لكم .

التعليقات