الحمد لله وصل بحكومة التوافق الي بوابة الدولة الفلسطينية

الحمد لله وصل بحكومة التوافق الي بوابة الدولة الفلسطينية
الحمد لله وصل بحكومة التوافق الي بوابة الدولة الفلسطينية 

د.هاني العقاد 

بالامس قدم الدكتور رامي الحمدالله استقالته الى رئيس الدولة السيد ابو مازن في اعقاب توجه القيادة الفلسطينية لتشكيل حكومة سياسية من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ولم يتواني هذا الرجل مطلقا في وضع حكومته تحت امرة الرئيس ابو مازن , فورا قبلت الاستقالة وكلفت بتسير اعمال الحكومة حتي انتهاء اللجنة التى كلفها الرئيس بمشاورات الحكومة السياسية , حكومة الدولة الفلسطينية .وكان السيد رامي الحمدلله قد كُلف من قبل رئيس الدولة بتشكيل حكومة الوفاق الوطني في اعقاب تفاهمات الشاطئ  بين فتح وحماس مايو 2014 وجاء في كتاب التكليف بان الرئيس كلف السيد رامي الحمد لله بتشكيل الحكومة الانتقالية وتمني النجاح لهذه الحكومة التي هي اول حكومة فلسطينية من نوعها يديرها رجل ليس له ارتباطات حزبية بل ارتباطه الاول والاخيربالوطن فلسطين واستنهاض مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية في كل مكان  وتطويرها لترتقي الى مؤسسات الدولة  وبالتالي فان السيد رامي الحمد لله كانت امامة مهمتان كبيرتان الاولي هي انهاء الانقسام والعمل مع الكل الفلسطيني باتجاه تمكين الحكومة من العمل في الضفة وغزة والقدس  في ان واحد وفي ذات الوقت الانتقال بالفلسطينين من السلطة الى الدولة في اقرب وقت ممكن .

يعيب الكثيرين على هذا الرجل ويختلقوا السلبيات ويسجلوها ولا يتحدثوا بالمطلق عن نزاهته وقدرته على قيادة الحكومة في اوقات صعبة  ومحبطة , فقد تسلم خزينة خاوية وعجز مالي يبلغ مليار و 200 الف دولار وفي خمس سنوات استطاع ان يقلص العجز المالي الى700الف دولار , شفافيته وقدرته على الوصول بمؤسسات السلطة الى بوابة الدولة الفلسطينية ليس بشهادتي وانما بشهادة الاتحاد الاوروبي والممثلين الدولين الذين اطلعوا على انجازات الرجل وقدرته على ادارة مؤسسات الدولة دون تحيز ودون تميز بل ان الكل الفلسطيني تساوي امام حكومتة . هذه الحكومة  هي حكومة الامن والاستقرار ومحاربة الفساد والمسائلة لان محاربة الفساد اعتبره الحمد لله واجب وطني ليس على المستوي الرسمي بل الشعبي ايضا وبهذا اشرك المواطن الفلسطيني في توجهاته بمحاربة الفساد والقضاء عليه وكان هذا الرجل حريصا على المال العام باعتبارة مال دولة واهداره جريمة لابد وان يعاقب عليها , ليس هذا فقط بل وفر الدعم الكامل  والحماية التامة لرجال هيئة مكافحة الفساد واهدار المال في السلطة الفلسطينية ليقوموا بواجباتهم على اكمل وجه  دون تشويش او خوف من احد .  لم يتوقف نجاح هذا الرجل على محاربة الفساد الذي هو من اهم  عوامل استقرار الحكم ورشادته بل ان هذا الرجل جعل التنمية من اهم ركائز الاستقرار الوطني بالرغم من محاربة اسرائيل لهذا التوجه ومحاولة التاثير على اي اجراء حكومي يقصد به تنمية الاقتصاد الوطني واستقلاله وتمثل اهتمام هذا الرجل بالتنمية المستدامة لدعم القطاعين العام والخاص على السواء من اجل النهوض بالاقتصاد الوطني بالرغم من حصار غزة بالكامل واعاقة كل خطط وبرامج التنمية الاقتصادية وفرض اغلاق على الضفة الغربية وعزل محافظاتها بمئات من الحواجز العسكرية التى خصصها الاحتلال لتصبح الضفة عبارة عن معازل يصعب التنقل بين مدنها . بالرغم من ذلك فقد قالت  احصاءات الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني ان معدل البطالة بالضفة الغربية انخفض بنسبة ملحوظة وسجل في العام 2016 ما نسبته 18.2 %  بفارق ملحوظ عنه في العام 2017 ليسجل 17.9 % لكنها سجلت ارتفاعا ملحوظا  في قطاع غزة لضراوة الحصار والانقسام وعدم تمكين حكومة الوفاق من ادارة المؤسسات الحكومية وتحويل الايرادات لخزينتها .

نفذت حكومة الوفاق الوطني المئات من المشاريع التنموية في القطاع والضفة والقدس حسب الاولوية ولم يستثني الحمد لله المناطق المهمشة من ايه مشاريع تنموية  وخاصة قطاع غزة ومناطق (ج) بالضفة الغربية بل كان يولي هذه المناطق المهمشة اهتماما خاصا . كان اهتمام السيد رامي الحمد لله بتثبيت الفلسطيني في ارضة من اولويات الحكومة لقطع الطريق على قلع هذا الفلسطيني من ارضة لتستولي عليها اسرائيل وهنا قامت حكومته باعادة مئات البيوت التى دمرها الاحتلال للاسري والشهداء  وساهمت في  تطوير القطاع الزراعي وبناء المدارس والمستشفيات والملاعب ودور الثقافة والمسارح  . لعله واجبا علينا ان نذكر ان حكومة الحمد لله ناضلت وبنت وطورت مؤسسات الدولة في ظل الحصار المالي الكبير الذي فرض على الشعب الفلسطيني  في اعقاب اعلان ترامب القدس عاصمة لاسرائيل ورفض القيادة الفلسطينية استقبال "مايك بنس"   نائب الرئيس الامريكي ترامب.

 انها الحقيقة وليس اكثر ان حكومة الوفاق الوطني التي شكلها السيد رامي الحمدلله قادت مسيرة النمو والتطوروسارت على خطي طريق الاستقلال الوطني و وصلت  الى بوابة الدولة الفلسطينية بالرغم من ان هذه الحكومة فشلت في مهمتها بانهاء الانقسام بسبب العديد من الاعاقات التى وقفت في طريق تمكينها بالكامل في غزة بالتساوي مع الضفة الغربية ولابد وان نذكر ان هذا الرجل كاد ان يفقد حياته ليفتتح مشاريع خدماتية ذات اهمية كبيرة للمواطنين في غزة لتخفيف من ازماتهم وتقلل من تبعيات الحصار الذي امعنت فيه اسرائيل بسبب  استمرارالانقسام البغيض ,لا يفوتنا ونحن نجمل انجازات هذا الرجل ان نقول ان حكومته اولت القدس العاصمة الفلسطينية  كامل اهتمامها فقد وضعت كل امكانياتها لتثبيت صمود المواطنين المقدسين ودعم المؤسسات والهئيات القائمة على خدمتهم وخاصة تلك المناطق المنكوبة بالجدار والاستيطان كما ودعمت التجار والمواطنين والمؤسسات المقدسية بالمال . اليوم بات هذه الرجل مكلفا بتسير اعمال الحكومة الى ان تأتي حكومة جديدة وكان لابد من كلمة حق في حق هذا الرجل  الذي استطاع ان يصل بعربة حكومته الي  بوابة الدولة الفلسطينية . 

[email protected] 

التعليقات