فلسطينيون يضعون خطة لمواجهة العنف ضد المرأة

رام الله - دنيا الوطن
ناقش فلسطينيون قضية الإنتهاك الفكري والقانوني، كأحد أشكال العنف الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية بالقدس ومناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، ووضعوا خطة لمواجهة هذا الإنتهاك، ضمن مبادرة أطلقوا عليها إسم "هي الأصل".

وينفذ المبادرة مؤسسة فارس العرب في قطاع غزة، ومؤسسة بيت بيوت في رام الله، بالشراكة مع مؤسسة بالثينك للدراسات الإستراتيجية.

وقال منسق برامج الشباب في مؤسسة فارس العرب للتنمية والأعمال الخيرية باسم الديراوي، أن مبادرة هي الأصل تهدف إلى تسليط الضوء على العنف النفسي الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية، حيث جاءت المبادرة بعد تنفيذ مبادرة سابقة حملت عنوان "لنكن معاً" والتي تهدف إلى تعزيز ثقافة اللاعنف، وتقبل الاخر.

وجاءت هذه المبادرة بعد مشاركة الفريق الشبابي لتكون مبادرة تخصصية، بدأت بورشات عمل مكثفة ومخصصة حول مفهوم الجندر والنوع الإجتماعي، وحقوق المرأة لمجموعة من الشباب من كلا الجنسين، نفذوا بعدها ورشات عمل في كافة محافظات قطاع غزة، شملت جلسات حوارية مع عدة مؤسسات ناشطة، وصلوا في ختامها إلى مخرجات وورقة بحثية بعنوان اثر العنف النفسي على المرأة الفلسطينية، بمشاركة مؤسسة بيت بيوت في رام الله عبر السكايب.

وأوضح الديراوي، أن الهدف الرئيسي من المبادرة هو تسليط الضوء على العنف، وخصوصاً العنف النفسي الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية، خاصة العنف الذي لا يترك أثر مرئي من خلال حملت توعية، ورفع مستوى الوعي.

وذكر أن المرأة الفلسطنيية تتعرض لعدة أنواع من العنف، منها عنف جسدي على أيدي جنود الإحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتعرضها ايضاً لعنف نفسي أو عنف ناتج عن القصف، كما تتعرض لعنف إقتصادي بحرمانها من بعض الوظائف وإجازة الأمومة، وتدني الأجور، بالإضافة للعنف الجسدي والزوجي من الأهل والزوج والمجتمع.

وحول إنجازات المبادرة، قال منسق المشروع:" أهم إنجازات المبادرة، توعية أكثر من 200 شاب فلسطيني في شقي الوطن، وتسليط الضوء على العنف النفسي بإستخدام الدراما، والتشبيك بين مؤسسات الضفة الغربية وقطاع غزة، والخروج بتوصيات في ورقة بحثية تتناول اثر العنف النفسي على المرأة الفلسطينية".

وبين أن اهم التوصيات التي خرجت بها المبادرة، ضرورة إنشاء بيت أمان تتمتع ببيئة أمنة تحافظ على خصوصية المرأة، وتجديد الخطاب الديني فيما يخص المرأة وحقوقها ودورها، وعقد جلسات مع المخاتير ورجال الإصلاح لما لهم من أثر بالغ في إثراء وضع المرأة، ودمج حقوق المرأة والجندر في المناهج التعليمية والمدارس، وتفعيل دور الصحة النفسية.

وأكد أن المؤسسة وضعت خطة مستقبلية للتعامل مع مخرجات المبادرة، تتمثل في مناقشة الورقة البحثية مع مختصين، وتطوير فكرة المبادرة من خلال عمل فيديوهات درامية تتناول قضايا الجندر والعنف الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية، بالإضافة لقضايا شبابية اخرى، والتخطيط مع الشباب لعمل منصة شبابية إعلامية محايد.

من جهته، قال منسق المبادرة في مؤسسة بيت بيوت بهاء فروخ، ان أبرز المخرجات هي تعزيز الروابط بين المجموعات الشبابية في شقي الوطن من خلال العمل المشترك، بعد حالة من الإغتراب جراء العديد من العوامل التي لم تجعل هناك فرصة إلتقاء وعمل مباشر.

فعلى المستوى الإداري شعر فروخ أنه زميله في قطاع غزة وكأنهم يعملون منذ سنوات عديدة، وبدأت بتشكيل إنسجام كبير في طريقة العمل وإدارة المراحل المختلفة، وعلى مستوى المجموعات تعرف الشباب على التقاطعات بين المحافظات الفلسطينية في الحياة بشكل عام، فهناك عنوان وهدف في المبادرة يناقش قضايا العنف النفسي والفكري الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية.

وأكد أن اللقاءات المكثف والمتنوعة ساعدت في الوصول إلى العديد من المسببات لظواهر العنف، بالإضافة لحلول ومقترحات للحل.

وبين أن أهمية المبادرة تكمن في تعزيزها لقيم العمل المشترك والجاد بين المؤسسات والمجموعات الفلسطينية المتنوعة، الأمر الذي سينعكس على ترسيخ قيم العمل المشترك، ومنهجية عملها التي لم تكتفي بمجرد التنظير والحلول، لكن إنطلقت بطريقة عمل علمية تحاول الوصول للحلول والوسائل، من خلال أوراق بحثية علمية وإستضافة خبراء ونشطاء ومسئولين مؤثرين.