مناورات الاحتلال في الأغوار.. تهجير ممنهج للمواطنين وممتلكاتهم

رام الله - دنيا الوطن
لم يكن انفجار اللغم أمس في منطقة جسر أم عشيش القريبة من الساكوت بالأغوار الشمالية، والذي أدى لمقتل خمسة رؤوس من الأبقار، أمرا مستغربا في مناطق الأغوار كونه الثاني الذي يحدث في نفس المنطقة خلال أقل من عام.

 فقد تحولت حكاية صاحب المواشي فوزي دراغمة إلى حكاية مؤسسات ونشطاء حقوق الإنسان، بعدما أصبح الساكوت مصيدة للسكان ومواشيهم بسبب الألغام التي يدّعي الاحتلال أنه أزالها، فيما لا يزال الكثير منها في الموقع.

الباحث الحقوقي عارف دراغمة، والذي يقطن المنطقة، وصف مشهد مخلفات الانفجار "أشلاء من الأبقار تتناثر في المكان"، مضيفا أنه رغم ادعاء الاحتلال إخلاء الساكوت من الألغام، ما زالت تحصد سنويا مواشي المواطنين وتشكل خطورة على حياتهم، مستطردا أن الدعوة موجهة للمؤسسات الحقوقية والإنسانية، للوقوف مع السكان وحمايتهم والحفاظ على أملاكهم.

 من جانبه، قال مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات، أن العديد من رؤوس الماشية نفقت في منطقة الساكوت خلال السنوات الماضية، بسبب الألغام التي ما زالت منتشرة في المنطقة، وهذه الألغام يزرعها الاحتلال في أراضي المواطنين والمناطق الرعوية.

ويذكر بأن هذه الأراضي قد سيطر الاحتلال عليها عام 1967، وأغلقها ومنع أصحابها من استغلالها، وقبل أربع سنوات تم استعادتها وأعيد فتحها أمام أصحابها ليقوموا بزراعتها والرعي فيها منذ ذلك الوقت.

وحسب مركز أبحاث الأراضي، تعتبر التدريبات العسكرية التي تجريها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق الأغوار الفلسطينية على مدار السنوات الخمسة الماضية وحتى تاريخ اليوم، من أبرز الطرق والوسائل التي يعتمد عليها الاحتلال الإسرائيلي في فرض حقائق على أرض الواقع، وتغيير معالم المنطقة سواء الجغرافية منها، وحتى التركيبة الديمغرافية للسكان القاطنين هناك.

وأشار المركز أن الاحتلال وضع التجمعات البدوية القاطنة في غور الأردن في دائرة الاستهداف العسكرية عبر تحويل مضاربهم ومساكنهم وحظائرهم الزراعية إلى ساحات لتدريب جيش الاحتلال، مشيرا أن الجيش لا يبالي بالحقوق الإنسانية للبدو العزل القاطنين هناك.

وأكد بأن هؤلاء المواطنين الذين ورغم صعوبة الحياة التي يعيشونها يصرون على البقاء على أرض الآباء والأجداد متحدين قرارات الاحتلال في تهجيرهم من تجمعاتهم ووضعهم في مناطق معزولة تفتقر لأدنى مقومات البقاء ولا تليق بالبشر أصلاً.

من جهته، يؤكد مدير مكتب لجان العمل الزراعي في أريحا والأغوار الدكتور مؤيد بشارات، أن مخلفات الاحتلال قتلت 37 فلسطينيا معظمهم من الأطفال منذ احتلال الأغوار الشمالية عام 1967، وأصيب نحو أربعمائة مواطن، كثير منهم يعانون إعاقات دائمة.