سبسطية الاثرية في بؤرة الاستهداف من المجموعات الاستيطانية

رام الله - دنيا الوطن
تشكل بلدة سبسطية الكنعانية الفلسطينية شمال غرب مدينة نابلس بؤرة اهتمام المجموعات الاستيطانية الصهيونية، في الأسابيع الماضية، في مؤشر خطير على مخططات محكمة للسيطرة الكاملة على المواقع الاثرية والسياحية فيها.

وذلك لأنها تعتبر مركزا دينيا لوجود قبر يوحنا المعمدان (النبي يحيى بن زكريا عليهما السلام)، ويعتقد أن جسد النبي يحيى يوجد في ضريح قرب مسجد قديم وسط البلدة، بينما دفن رأسه في العاصمة السورية دمشق، فيما تعد مدينة رومانية ويوجد بها أكثر من حضارة.

سكرتير بلدية سبسطية قدري غزال يقول إنه تم تقسيم البلدة التي يسكنها نحو 3000 فلسطيني إلى مناطق مصنفة "ج" و "ب"، حسب اتفاق أوسلو، مما يشكل عقبة هامة في تطوير الموقع الأثري، مؤكدا أن السلطات الإسرائيلية تمنعهم من العمل والترميم والتنقيب في المناطق المصنفة "ج" وتسعى للسيطرة عليها.

بدورها، تسعى البلدية دوما لتشجيع السياحة الداخلية والخارجية من خلال عملية ربط بين الموقع الأثري والبلدة، كما وتعمل على ترميم العديد من البيوت واستغلالها للسياحة وتحقيق عائد مادي للقرية، كذلك تسعى لإنشاء مراكز ترفيهية وتاريخية من أجل المحافظة على هذه الاثار.

ويضيف غزال أن البلدة تعاني من اقتحامات المستوطنين بشكل يومي للأماكن الأثرية والسياحية، ويهدف من خلال ذلك لطمس الهوية الفلسطينية وترحيل السكان، ووضع الطابع اليهودي.

من جهته، يرى خالد تميم وهو باحث وخبير في المواقع الأثرية الفلسطينية أن أطماع المستوطنين في السيطرة على البلدة ليس وليد الأسابيع الأخيرة، بل منذ سنوات طويلة ولكن الملاحظ هو ازدياد عمليات الاقتحام من قبل المستوطنين والتركيز على منطقة الأعمدة والمدرج الروماني والكنيسة البيزنطية.

ويشكو باعة المواد التراثية والمطرزات والتحف من انعدام حركة الشراء في الأشهر الأخيرة لغياب سياسة تشجيع السياحة من قبل الجهات الرسمية وقيام الاحتلال بشطب سبسطية من المواقع التاريخية خلال زياراتهم لفلسطين.

ومن أهم وأبرز مواقع قرية سبسطية الأثرية حسب بلدية سبسطية هي:

بازيلكيا والفورم الروماني البيادر: وهي عبارة عن ساحة مبلّطة بالحجارة ومستطيلة الشكل تحتوي على صف من الأعمدة المنتصبة وخط من القواعد في الجهة الغربيّة وممرات مرصوفة بالفسيفساء.

المسرح: يقع في منتصف طريق ساحة البازيلكا.

معبد أغسطس: يحتوي على أربعة عشر صفاً من المقاعد المرصوفة بالحجارة ويعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي.