حنا: مهما تآمر المتآمرون فسيبقى الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة

رام الله - دنيا الوطن
 استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا من الكنيسة الارثوذكسية اليونانية ضم عددا من الاساقفة ورؤساء الاديار كما ووفد من الجبل المقدس "اثوس" والذين قدموا التهنئة لسيادة المطران بمناسبة عيد القديس ثيودوسيوس " عطا الله" وقد استقبل سيادته الوفد في كنيسة القيامة مرحبا بزيارتهم حيث وضعهم في صورة ما تتعرض له مدينة القدس من مشاريع وبرامج وسياسات احتلالية غاشمة بهدف اضعاف الحضور الفلسطيني في مدينتنا المقدسة وطمس وتغيير ملامحها.

اما الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة فهو مستهدف ومستباح بطرق مختلفة ومتعددة وقد تراجعت اعداد المسيحيين في المدينة المقدسة بشكل مذهل وكأننا امام عملية افراغ ممنهجة للبلدة القديمة من القدس من مسيحييها، وذلك بسبب سياسات  الاحتلال ومن يخدمون اجندات الاحتلال في المدينة المقدسة .

ان الحضور المسيحي في هذه الارض المباركة في خطر شديد ونسبتنا بلغت 1% فقط وهذه النسبة قد تتراجع .

انها كارثة كبيرة بالنسبة الينا ان تكون الارض التي منها انطلقت المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها خالية من المسيحيين ولكننا ايضا نقول بأننا لن نفقد الامل وثقتنا كبيرة بالله تعالى بانه لن يتركنا وسيفتقدنا دوما برحمته ومودته وحنانه .

مهما تآمر علينا المتآمرون وتخاذل المتخاذلون فإننا على يقين بان الحضور المسيحي باق في هذه الارض لان الرب هو الذي اسس كنيسته وهو الذي يحميها وهو الذي لن يتركها فريسة للاطماع الصهيونية والماسونية الشريرة.

ان اولئك الذين يستهدفون الحضور المسيحي ويسرقون وينهبون اوقافنا وعقاراتنا هم ذاتهم الذين يستهدفون مدينة القدس بكافة مكوناتها فالذي يعتدي على الاقصى هو ذاته الذي يعتدي على اوقافنا وعقاراتنا المسيحية .

ولذلك فإن شعبنا الفلسطيني هو شعب موحد بكافة مكوناته لاننا نعتقد بأن وحدتنا هي قوة لنا لكي نتمكن من ان نحافظ على وجودنا وعلى بقاءنا وصمودنا وثباتنا في هذه الارض المقدسة .

لقد كان للكنيسة اليونانية دور رائد في الدفاع عن اليونان ابان حقب تاريخية مختلفة ومتعددة عانت فيها اليونان من الاستعمار والاحتلال والهيمنة الخارجية ونحن بدورنا ككنيسة مسيحية في فلسطين نسعى لكي يصل صوتنا الى كل مكان في هذا العالم ونحن نقف الى جانب شعبنا الفلسطيني في محنته وآلامه ومعاناته ونضاله من اجل الحرية .

وكما يحق لليوناني ان يفتخر بيونانيته او الروسي او الصربي او البلغاري الخ ... هكذا يحق لنا كفلسطينيين ان نفتخر بانتماءنا لوطننا وان ندافع عن شعبنا المظلوم الذي نحن مكون اساسي من مكوناته .

سيبقى الصوت المسيحي الفلسطيني في هذه الديار صوتا مناديا بالعدالة ومدافعا عن الحق ومطالبا بأن تتحقق امنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني .

سيبقى الصوت المسيحي الفلسطيني صوتا منحازا لعدالة القضية الفلسطينية ومدافعا عن كفاح ونضال شعبنا من اجل الحرية .

نحن فلسطينيون وسنبقى كذلك ولن نرضخ للمؤامرات التي تستهدفنا والتي هدفها اقتلاعنا من انتماءنا الوطني وتحويلنا الى اقلية وجالية مهمشة ومستضعفة لا حول لها ولا قوة .

لسنا جالية او اقلية في وطننا فنحن فلسطينيون هكذا كنا وهكذا سنبقى ، والقضية الفلسطينية هي قضيتنا كمسيحيين ومسلمين فلسطينيين لاننا ابناء شعب واحد يدافع عن قضية واحدة وهذا الوطن هو وطننا وهذه القدس هي قدسنا وهذه المقدسات هي مقدساتنا .