المقدسيون يتصدرون حالات الاعتقال لعام 2018م

رام الله - دنيا الوطن
تشكل مدينة القدس مركز الصراع مع الاحتلال، لما تمثله من مكانة دينية مهمة، فكانت في طليعة الاستهداف من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فكان المقدسيون في صدارة الاستهداف بكافة أشكال الاعتداءات الإسرائيلية، والتي أبرزها الاعتقال والإبعاد وهدم البيوت وفر`ض الضرائب، حيث اتخذ الاحتلال استهدافا ممنهجا لثني المواطنين في الدفاع عن مدينتهم، وتفريغها من محتواها العربي والإسلامي تمهيدا لتهويدها، إلا أن المقدسيون لا زالوا قابضين على جمرة الدفاع عن مدينتهم المقدسة.

الأرقام تتحدث
كشفت دراسات ميدانية لمراكز ومؤسسات متخصصة في شؤون الأسرى، كمركز دراسات أسرى فلسطين وهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، أن المقدسيين تصدروا العدد الأكبر من حالات الاعتقال التي شنها الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين عامة وأهالي القدس خاصة .

وأشارت تلك الدراسات، أن سلطات الاحتلال اعتقلت 1800 أسير وأسيرة خلال عام 2018م من مدينة القدس وحدها، بينهم أطفال وشبان ونساء وسياسيون ومسنون ومرابطون في المسجد الأقصى، وشكلت هذه الأعداد قرابة ثلث الأسرى الذين جرى اعتقالهم من كافة أرجاء الضفة الغربية والقدس المحتلة والبالغ عددهم 5700 حالة اعتقال عام 2018م .
 
 فيما وصل عدد المقدسيات المعتقلات خلال العام المنصرم إلى (74) بينهن قاصرات، كما واعتقل الاحتلال (450) طفلاً بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عام، إضافة لاعتقاله (22) من كبار السن تجاوزت أعمارهم 55 عاماً.

وتوزعت الاعتقالات على أحياء ومناطق القدس المختلفة، حيث احتلت العيسوية النصيب الأكبر من عمليات الاعتقال، وصلت إلى (580) حالة اعتقال، وتلاها منطقة شعفاط ب(295) حالة اعتقال، ثم سلوان (235) حالة، ومن القدس القديمة (225) حالة ، ومن المسجد الاقصى (150) حالة اعتقال.

الأطفال المقدسيون ضمن الاعتقال
استهدفت حملات الاعتقال في محافظة القدس الأطفال القاصرين للضغط عليهم وتخويفهم، وبهدف اسقاطهم في وحل العمالة، وقد طالت عمليات اعتقال الأطفال (490) حالة خلال العام الماضي، بينهم (29) طفلاً لم تتجاوز أعمارهم 12 عاماً.

وطالت اعتقالات قوات الاحتلال العديد من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات فقط، ومن بينهم الطفلين الشقيقين "حاتم أبو ارميله"  8 سنوات، وأمير أبو ارميله  10 سنوات، عقب اقتحام منزلهم في بيت حنينا شمال القدس، إضافة إلى الطفل "عمر الحسيني" 9 سنوات، والطفل "محمد أبو رميله" 9 سنوات، والذي تم احتجازه على حاجز قرب المسجد الاقصى.

ولا يكتفى الاحتلال باعتقال أطفال القد، إنما يستهدفهم بعد إطلاق سراحهم بقرارات الحبس المنزليّ، والتي تجبر الطفل بمكوث فترات محدّدة داخل البيت، وتمنعه من الخروج من البيت حتّى للعلاج أو الدّراسة، حيث أصدر الاحتلال (90) قرارا  بالحبس المنزلي بحق أطفال القدس خلال العام 2018، وكذلك فرض عقوبة الإبعاد عن المنازل لأكثر من (35) طفلاً، إضافة الى الغرامات المالية الباهظة على معظم الأطفال الذين تم عرضهم على المحاكم.

اعتقال المقدسيات
وكشفت التقارير، بأن الاحتلال واصل استهداف النساء المقدسيات وخاصة المرابطات في المسجد الاقصى، فاعتقل العديد منهم خلال العام الجاري، ووصلت حالات الاعتقال بين النساء والفتيات (74) حالة بينهن قاصرات، أصغرهن الطفلتين "مي بسام عسيلة" 14عاماً  من مخيم شعفاط،  بحجة حيازة سكين وزجاجة غاز، والطفلة "سارة نظمى شماسنه "14 عام، والتي اعتقلت مع والدتها الحاجة "رسيلة شماسنه" من بلده قطنه.

كما واعتقل الاحتلال الطفلة "تسنيم باسم معتوق" 15عاما من العيزرية لإجبار شقيقها على تسليم نفسه للاحتلال، حيث تدعى سلطات الاحتلال تدعي أنه مطلوب إليها، ثم أطلق سراحها بعد أن قام شقيقها بتسليم نفسه خشية على شقيقته.

كما اعتقل الاحتلال الجريحة المقدسية "خولة صبيح" 43 عاما بعد إطلاق النار عليها وإصابتها بجراح متوسطة في القدمين في حي شعفاط، ثم أطلقوا سراحها بعد عدة أيام من الاعتقال، فيما اعتقلت شرطة الاحتلال زوجه عضو المجلس الثوري لحركة فتح "عدنان غيث" بعد اقتحام منزلهما في القدس، و المسنة "فرحة عبد دعنا" 67 عاماً، كما أعادت اعتقال الأسيرة المحررة والناشطة "وفاء أبو جمعة" 38 عام ووجهت لها تهمة التحريض على "الفيس بوك"، وأفرجت عنها بعد أسبوع من اعتقالها.

وواصل الاحتلال استهداف المقدسيات المرابطات في المسجد الاقصى فقام باعتقال العديد منهن خلال العام الماضي، وفرض الاحتلال عليهن الحبس المنزلي والغرامات المالية وأحياناً الابعاد عن المنزل، والحرمان من دخول المسجد الاقصى لفترات مختلفة.