الاحتلال يمنع (المقاصد الخيرية) من الاحتفال باليوبيل الذهبي

رام الله - دنيا الوطن-عبد الفتاح الغليظ
هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي ومخابراته ظهر الاثنين، حفل اليوبيل الذهبي لمستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية في بلدة الطور بالقدس المحتلة، والذي كان مقررًا للاحتفال بمرور نصف قرن على إنشائه، وصموده على سفح جبل الزيتون منذ العام ١٩٦٨.

وفضّ جنود الاحتلال الاحتفال، ومنعوا الحضور من التواجد في مسرح كلية المقاصد الجامعية، واحتجزوا إدارة المستشفى وأطباءه والموظفين وضيوف الحفل في قاعة ملحقة بالمسرح، وأغلقوا كلية التمريض التابعة للمقاصد، وعلّقوا أمر منع إقامة الحفل الصادر عن وزير الأمن الداخلي للاحتلال على بوابتها الرئيسية.

ومنعت قوات الاحتلال جميع المشاركين من التواجد في ساحة كلية التمريض بالقوة، واعتدت بالضرب المبرح على الشاب عاهد الرشق قبل اعتقاله والمصور الصحفي سعيد ركن.

وانتشرت قوات الاحتلال في الشارع الرئيسي ببلدة الطور الذي يفصل مستشفى المقاصد عن كلية التمريض، ولاحقوا الحضور ومنعوهم من التواجد في المكان.

وردّد المشاركون خلال إخراجهم من كلية التمريض بالقوة شعارات نصرة لمدينة القدس المحتلة.

وبالرغم من حالة الذعر والقلق التي فرضتها قوات الاحتلال في المكان، إلا أن إدارة المستشفى قررت افتتاح ستة أقسام جديدة داخل مبنى المستشفى.

وحضر الافتتاح وزير شؤون القدس عدنان الحسيني ممثلا عن الرئيس، ووكيل وزارة الصحة أسعد رملاوي، ومحافظ القدس عدنان غيث، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، ومفتي القدس الشيخ محمد حسين، ومدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، وممثل منظمة المؤتمر الإسلامي أحمد الرويضي، ومدير التربية والتعليم بالقدس سمير جبريل، ولفيف من الشخصيات المقدسية والاعتبارية.

وافتتح المسئولون ستة أقسام جديدة في مبنى المستشفى وهي، الوحدة الجديدة لجراحة قلب الأطفال والممول من مؤسسة التعاون ومنظمة المؤتمر الإسلامي من خلال بكدار، والأجنحة الجديدة والغرف الخاصة لقسم النسائية والتوليد والممولة من

عائلة المرحوم جرار القدوة، ووحدة العناية المكثفة الجديدة في قسم جراحة القلب للكبار والتي جهزت بتمويل من حنان الكالوتي زوجة بدر الكالوتي.

كما افتتح قسم الطوارئ الجديد في المستشفى والذي مول من ممثلية دولة النرويج وصبيح المصري ومؤسسة التعاون، وغرف العمليات في قسم جراحة الأعصاب الممول من الصندوق السعودي للتنمية، إلى جانب تصليح غرف قسم الأطفال بتمويل من الصليب الأحمر الكندي وجمعية البنوك الفلسطينية وأفراد متبرعين.

وتعقيبًا على ما حدث؛ قال الحسيني إنه بالرغم مما حصل إلا أننا احتفلنا مع مستشفى المقاصد الذي له قصة كبيرة في المدينة المحتلة وصمودها في قلب فلسطين.

ولفت إلى أن المستشفى لا يزال يتقدم إلى الأمام ويسجل النتائج الدولية الطبية العظيمة.

من جانبه، اعتبر رملاوي اعتداء الاحتلال على المستشفى "انتهاك صارخ بحق مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية كبيرة"، داعيًا لفضح هذه الممارسات الإسرائيلية وإيصالها لمنظمة الصحة العالمية.

وأشار إلى أن "المقاصد" جزء من المنظومة الصحية الطبية الحكومية، ولا تزال تحويلات وزارة الصحة لمشافي "القدس الشرقية" تشكل أولوية لنا في وزارة الصحة، موضحًا أنّه تم تحويل 16 ألف حالة خلال العام الماضي.

في السياق، عرض مسؤول وحدة تمويل المشاريع في المستشفى سهيل ميعاري أبرز المخططات والمشاريع التي تم تنفيذها خلال العام 2017-2018 والتي بلغت قيمتها ثمانية ملايين دولار.

واستعرض ميعاري مشاريع الخطة الإستراتيجية المستقبلية قصيرة المدى، والتي تشتمل إقامة مركز لعلاج العقم وزراعة الأجنة، والاستمرار في تحديث الأجهزة والمرافق الطبية وغيرها، إلى جانب المشاريع طويلة المدى التي تضم توسيع وتطوير قسم حديثي الولادة وقسم الأشعة، وإقامة بنك للمعلومات الطبية لزراعة الأعضاء وإقامة مركز لزراعة القلب للأطفال والكبار، وترميم كلية التمريض وإقامة موقف جديد للسيارات، وغير ذلك من المشاريع التي تهدف إلى توسعة المستشفى واستنهاضه والمحافظة عليه رائدًا في توفير الخدمات الطبية والعلاجية والتعليمية.وكان الحفل الذي مُنع من سلطات الاحتلال حظي بدعم من عدد من المؤسسات المصرفية والأهلية وشركات توريد الأدوية واللوازم الطبية.