فضل الله: الهدف الاميركي هو التحرك نحو لبنان

رام الله - دنيا الوطن-محمد درويش
دعا عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله : الى البدء بيوم جديد بعد انتهاء القمة الاقتصادية ومغادرة الوفود، مع كل ما رافق القمة من مواقف وسجالات وانشغال اللبنانيين بها، والى ضرورة العودة إلى لغة التفاهم والتوافق للخروج من الأزمات التي نعيشها، ونعود إلى قضايانا الملحة والداخلية وفي طليعتها الاتفاق على تشكيل الحكومة، التي نريد لها أن تتشكل بالأمس قبل اليوم، لأن هناك مصلحة للبلد بذلك، فهناك وضع اقتصادي واجتماعي صعب، والكل يلمسه ويشاهد تأثيراته على المواطن، وبالتالي فإن وجود حكومة يساعد ويساهم على الأقل في اتخاذ بعض القرارات والقيام ببعض الخطوات التي تخفف من هذا الوضع.

وخلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة كونين للفقيدة الحاجة خديجة شحادة والدة فقيد الجهاد والمقاومة الحاج مصطفى شحادة والشهيد علي شحادة،

 أمل النائب فضل الله أن تكون المساعي التي ستبذل في الأيام المقبلة جدية تأخذ بعين الاعتبار طبيعة المشكلة وكيفية حلها، والتي أصبحت معروفة للجميع، حيث أن هناك كتلة اسمها اللقاء التشاوري للنواب السنة الذين لهم حيثية تمثيلية، وعليه فإن المطلوب هو تمثيلهم بعيداً عن كل التفسيرات والتحليلات والسجالات التي لن تنفع، وهذا الموضوع يجب أن يوضع على السكة الصحيحة من أجل أن يكون لدينا في المرحلة المقبلة حكومة جديدة تنهض بالوضع الاقتصادي والاجتماعي والمالي في البلد.

وقال إننا ومن موقع المعرفة بما هو عليه الحال الآن في لبنان نعتبر أن الوضع صعب، وإذا استمر البعض يتعاطى بخفة وعدم مسؤولية فإنه من الممكن أن يزداد الوضع صعوبة أكثر، وعندها لا يمكن لنا أن نتدارك الأمور.

ولفت إلى أن الهدف الاميركي من التحرك نحو لبنان هو التحريض على المقاومة، وتوفير التغطية للممارسات العدوانية الاسرائيلية والتدخل في تشكيل الحكومة، فعندما أتى "دايفيد هيل" إلى لبنان، حاول أن يفرض بعض الشروط ويملي بعض الإملاءات، ويبدو انهم حتى الآن لم يفهموا لبنان ولم يتعلموا من تجارب الماضي، فنحن تجاوزنا ما هو أصعب بكثير، ولن تجدِ العقوبات والتحريض كما لم تجدِ الحروب الاسرائيلية والتكفيرية المرتبطة بالمشروع الاميركي، ولذلك فإن الادارة الاميركية ليست في موقع من يستطيع أن يملي على اللبنانيين الشروط التي تريدها.

واعتبر النا أنه لو نجح المشروع الأميركي في سوريا، لكانوا فعلوا ببلدنا أكثر من ذلك بكثير، وعليه فإن هذه الزيارة الأميركية للبنان، هي محاولة أيضا لطمأنة من يعتبرونهم حلفاء، ولتأليب البعض على البعض الآخر، ولكن ما عاد لهذا الموضوع إمكانية للتأثير الكبير في بلدنا.

اعتبر رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، أنه حينما تعلن أميركا الانسحاب من سوريا بهذه الطريقة المذلة والمفاجئة والمهينة، فيعني ذلك أنها ضعيفة وليست قوية، وبالتالي بات على العرب أن يفهموا جيداً كما بعض اللبنانيين، أن أميركا التي تخلت عنهم في السابق، هي نفسها أميركا التي ستتخلى عنهم في هذه الأيام وفي اللاحق من الأيام، لا سيما وأن أميركا تستخدم هؤلاء كورقة أخيرة لكي تدخل إلى الساحة السورية بقوة، وتفاوض سوريا، وتصل إلى  حل ربما مع إيران في الآتي من الأيام، دون أن يسبقها أدواتها في المنطقة إلى ذلك التفاهم مع روسيا أو سوريا أو إيران أو أي دولة أخرى، وهذه هي حقيقة الحال.

كلام  صفي الدين جاء خلال اللقاء الذي أقيم لأئمة ولجان المساجد في منطقة الجنوب الأولى، وذلك في قاعة الاستشهادي أحمد قصير بمدينة صور، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين، وحشد من العلماء والعاملين في لجان المساجد.

 وأسف السيد صفي الدين على بعض العقل العربي العقيم والقاصر الذي يستند إلى خبث وحقد وقلة فهم ودراية، فهؤلاء لم يتعلموا ويبدو أنهم لن يتعلموا، أن أميركا باعتهم في المرة الأولى والثانية والثالثة، وهي جاهزة لأن تبيعهم في المرة الرابعة والخامسة، لا سيما وأن البعض يراهن أن أميركا سوف تدعمه، ولكن في الحقيقة هي تضحك على أدواتها في المنطقة كما ضحكت عليهم في الماضي من الأيام.

ولفت صفي الدين إلى أنه ليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها أميركا عن لقاءات دولية بوجه المقاومة ومحورها، ففي العام 1982، كانت أميركا هنا في لبنان بغطرستها وأسلحتها وبوارجها، وكانت تتحدث عن تغيّر وجه منطقة الشرق الأوسط باحتلال لبنان إسرائيلياً، علماً أن إسرائيل كانت في بيروت، ولكن لم تتمكن لا أميركا ولا إسرائيل ولا كل البوارج الأميركية أن يحرفوا مسار المقاومة التي تقدمت بشهدائها ومجاهديها وانتصرت عليهما.

وأضاف إن أميركا جمعت كل قوتها في شرم الشيخ سنة 1996 لتوقف المقاومة، وكان معها الأوروبيون والروس وكل الدول العربية التي أصبح بعض رؤسائها اليوم إما أموات وإما في خبر كان، ولكنها لم تستطع أن توقفها، وكان الانتصار في العام 1996 بمواجهة عناقيد الغضب أكبر من انتصار عام 1993.

وتابع إن أميركا التي شحذت كل قوتها للقضاء على المقاومة بعد العام 2000 عبر الإغراءات والأموال والسياسة والضغط، لم تستطع أن تحقق شيئاً، وما فعلته خلال العام 2006 وأخيراً في سوريا من أجل القضاء المقاومة، ذهب هباءً منثورا، وبقيت المقاومة.

وختم بالقول إن أميركا ستجمع بعضاً من أدواتها في مؤتمر وارسو في بولندا، ولكن سينتهي هذا المؤتمر، وسيكون ما بعده انتصار جديد للمقاومة ومحورها، لأن أميركا أصبحت أضعف من أي وقت مضى في لبنان والمنطقة كلها، وهذه حقيقة بات يعرفها الجميع، ولذلك فعلى صغار السياسة في لبنان والمنطقة، أن لا يجعلوا أميركا تضحك عليهم مرة أخرى، وأن يثبتوا أنهم أصبحوا غير أدوات.

التعليقات