إطلاق الحملة الانتخابية لحزب (يسرائيل بيتينو) بعنوان: "ليبرمان لا يحسب حسابًا لأحد"

إطلاق الحملة الانتخابية لحزب (يسرائيل بيتينو) بعنوان: "ليبرمان لا يحسب حسابًا لأحد"
رام الله - دنيا الوطن
شن زعيم حزب (يسرائيل بيتينو) أفيغدور ليبرمان، هجوماً على "قيادة المواطنين العرب في إسرائيل" بلهجة تجاوزت حدود التحريض، حيث وصف المنتخبين العرب بـ "الطابور الخامس" واتهمهم بالخيانة، ووصف سلوكهم بأنه "جنون مطلق".

وقال ليبرمان، في مزاعمه "يجب أن نوقف ذلك الآن"، ومن ثم قال على الفور: "والآن سأتوقف أنا أيضاً"، ثم رسم على وجهه ابتسامة رقيقة بفعل الرضا من الربط اللغوي الذي قام به، وانتقاله السريع والمفاجئ من الكراهية والتهديدات إلى إظهار الفكاهة الذاتية المتواضعة.

ونقل حديث ليبرمان، الصحفي الإسرائيلي، حيمي شليف، هذا هو ليبرمان: مستفز ومتهكم، لصالح يُقال إنه على عكس السياسيين الآخرين، لا يأخذ نفسه على محمل الجد، أو على الأقل يستطيع أن يتظاهر. هذا هو أحد التناقضات الأكثر إثارة للدهشة بينه وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي كان المستهدف الرئيسي لهجماته خلال إطلاق حملة (يسرائيل بيتينو) الانتخابية، في بيت الصحفيين في تل أبيب. على عكس نتنياهو، لا إله لليبرمان، ولذلك فإنه لا يعتبر نفسه ممثلاً لله على الأرض.

ولهذا السبب، فإن شعار "لا يحسب أي حساب"، والذي تم اختياره ليكون الشعار المركزي لحملة ليبرمان الانتخابية، ليس مجرد صورة. إنه يعكس ملخص جوهره. إنه يظهر تحت صورة لوجه ليبرمان، التي طبعت على الملصقات الضخمة التي أحاطت بالصحفيين الذين جاؤوا للاستماع إليه. وأبرز حجم الملصقات الكورية الشمالية مدى اكتظاظ المحيط المتوسط في القاعة الصغيرة في بيت سوكولوف. ليبرمان لا يحسب أي حساب لحماس، وأحمد الطيبي، والحريديم، و(بتيسلم)، ومن لا، على الرغم من أنهم فوتوا النقطة الرئيسية: أن ليبرمان لا يحسب أي حساب لنتنياهو أيضاً، وهذا هو سر قوته.

ويكتب شليف أن سيرة ليبرمان، المدهشة في حد ذاتها، ترتبط ارتباطاً وثيقاً مع قصة الحب والكراهية، الجاذبية والتنافر والغيرة والاستهتار، بينه وبين نتنياهو، التي استمرت على التوالي منذ انضمامه إلى مكتب نتنياهو كمدير عام لمكتب رئيس الوزراء في سن 38 عاماً وحتى اليوم، بعد أن اجتاز ليبرمان جيل الستين. لقد ولدت العلاقة المعقدة بينهما مسلسل الطلاق والتشهير اللامتناهي، والذي استبدل بالمصالحة والتملق إلى ان يأتي الانقطاع التالي، وهلم جرا. وتبرز الازدواجية اليوم أيضاً: لقد وصف ليبرمان نتنياهو بأنه جبان مرتبك استسلم بشكل مخز لحماس، بل ربط بين الوصول الوشيك للمبعوث القطري مع حقائب من المال لقيادة حماس في غزة، وبين الذكرى الـ 77 لمؤتمر "وانسيي" الذي صاغت فيه النازية الحل النهائي. ولا أقل من ذلك.

لكنه أعلن في نفس الوقت، أنه لن ينضم إلى أي ائتلاف لا يقف نتنياهو على رأسه- على الأقل طالما كان هو المرشح الوحيد الذي يعتبر مرشحاً واقعياً للمنصب.

وقال ليبرمان إن نتنياهو ليس ملزماً بالاستقالة مع تقديم لائحة الاتهام ضده، وإنما فقط بعد انتهاء محاكمته وإدانته. وهذا ربط آخر عميق ومتجذر بين نتنياهو وحبيبه الذي هو أيضاً عدوه المرير: كلاهما يقدم نفسه كضحية بريئة لمؤامرات مظلمة من قبل سلطة القانون، التي أصبحت في أعينهما مصدر الشر، وعلى لسانيهما كيس لكمات.

التعليقات