سينمائيون مصريون يطالبون بإحياء مسرح تاريخي بالاقصر

سينمائيون مصريون يطالبون بإحياء مسرح تاريخي بالاقصر
رام الله - دنيا الوطن - هدى الازهرى :
اعلنت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الافريقية، عن إطلاق مبادرة لإحياء المسرح التراثى الذى شيده المعمارى المصرى العالمى حسن فتحى فى غرب مدينة الأقصر قبيل أكثر من 80 عاما، وذلك بالتعاون ما المسئولين فى محافظة الأقصر.

وجاءت المبادرة استجابة للطلب الذى تقدم به محمد عثمان، الخبير السياحى وعضو لجنة التسويق السياحى بمحافظة الأقصر، لترميم المسرح الى تعرضت الكثير من أجزائه للإنهيار، وأن يعاد افتتاحه أمام الجمهور، بالتزامن مع افتتاح الدورة الثامنة من مهرجان الأقصر للسينما الافريقية منتصف شهر مارس المقبل، وهو المقترح الذى وافق عليه نائب محافظ الأقصر، محمد عبدالقادر، والى طلب بالتنسيق مع وزارة الثقافة لدراسة إمكانية ترميم المسرح وعودته للحياة مرة أخرى.

فيما اكد محمد عثمان، على جاهزية جمعيته لتولى أعمال الترميم، بمعرفة خبراء البناء والترميم، وعايشوا فنون العمارة الخاصة التى أسسها المعمارى الراحل حسن فتحى.

وزار الفنان محمود حميدة، رئيس شرف الدورة الرابعة والسيناريست سيد فؤاد، رئيس المهرجان ، والمخرجة عزة الحسينى، مديرة المهرجان، يرافقهم محمد عثمان، نائب رئيس الجمعية المصرية للحفاظ على السياحة الثقافية، وبعض الناشطين فى مجال حماية المبانى التراثية فى الأقصر، بزيارة لقرية حسن فتحه ومسرحه الشهير فى غرب الأقصر، وناقشا مع عدد من المعنيين بعمارة حسن فتحى، وخبراء ما يسمى بعمارة الفقراء، التى اسسها حسن فتحى بمصر والعالم، إمكانية ترميم المسرح ورفع كفاءته وفتح للجمهور مجددا.

وانتقد الفنان محمود حميدة حالة الإهمال التى تعرض لها المسرح الذى يعد تراثا فنيا وشعبيا مهما، من قبل مؤسسات دولية ومحلية، وطالب بمشروع عاجل ، لترميمه وحمايته من الإنهيار.

وناشدت إدارة مهرجن الأقصر للسينماالافريقية، الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة ، ومصطفى ألهم، محافظ الأقصر ، و الدكتور خالد العنانى وزير الآثار ، بالتنسيق المشترك للبدء سريعا فى تنفيذ مشروع عاجل لإنقاذ المسرح وترميمه وتقديم بعض عروض وفعاليات المهرجان على خشبته بحلول منتصف شهر مارس المقبل.

وترجع قصة إقامة قرية حسن فتحي الى عدة عقود مضت حين كان يوجد مايزيد على السبعة آلاف مواطن كانوا يعيشون في منطقة القرنة الأثرية الغنية بمئات المقابر الفرعونية وقد احتشدوا في خمس مجموعات من البيوت المبنية فوق وحول هذه المقابر وكان من الطبيعي أن تحدث عشرات من السرقات لمحتويات تلك المقابر الفرعونية لعل أكثرها تهورا سرقة نقش صخري – مشهور – ومصنف بالكامل من أحد القبور الفرعونية بعدها قفزت فكرة ترحيل سكان القرية لمكان آخر إلى أذهان عدد من المسئولين الذين قاموا بالاتصال بحسن فتحي لبدء مشروع القرنة الجديدة تسبقه سمعة كبيرة وإنجازات منها تصميمه لبيوت الملكية الزراعية والهلال الأحمر ,وقد تأثر المسئولون بامكانات مادة البناء التي استخدمها ورخص تكاليف إقامتها .

لم يتجاهل حسن فتحي التراث المعماري الخاص بالقرنة القد يمة ,عمل على وجود أبراج الحمام – مثلا- و"المزيرة"مكان توضع فيه جرة المياه "الزير"والأقبية التي توفر ظلالا قاتمة ,وأضاف إلى هذه التنظيمات حلى مفرغة أشبه بمشربيات من الطوب اللبن لتعمل كمرشح طبيعي للهواء ، ويعد المعماري المصري الراحل الدكتور حسن فتحي هو أحد ابرز وجوه الهندسة المعمارية العالمية الحديثة وصاحب رؤية خاصة اقتربت من النظرية المتكاملة في التفاعل مع البيئة المحيطة وجمعت تصميماته بين الجمال الفني واقتصاد التكاليف وكان اعتماده على الخامات المحلية في البناء فكان الطمي –الطين – هو المادة الخام الأساسية لقدرته على احتواء قسوة التغيرات المناخية صيفا وشتاءا كما حرص على إضافة القباب والأقبية ذات التهوية الجيد ة في مبانيه ورغم نشأة حسن فتحي في أسرة ثرية فقد كرس كل عبقريته وفنه وحياته في العمل على أن يتمكن أفقر الفقراء في الريف من الحصول على مسكن صحي رخيص مع الحرص على أن يكون هذا المسكن متينا وواسعا وفوق ذلك جميلا.












التعليقات