فضل الله: طهّروا السياسة من الفاسدين قبل أن تتحدثوا عن الفساد

فضل الله: طهّروا السياسة من الفاسدين قبل أن تتحدثوا عن الفساد
رام الله - دنيا الوطن
قال رئيس لقاء الفكر العاملي علي عبد اللطيف فضل الله في حديث جريء وصريح في جنوب لبنان اليوم : "طهروا السياسة من الفاسدين قبل أن تتحدثوا عن مواجهة الفساد لأن فاقد الشيء لا يعطيه" .

واضاف : ان المعاناة الحقيقية هي أن الطبقة السياسية والواقع السياسي أسقط الانسان كقيمة فحوله الى سلعة ، وان ما نراه استثمار لأوجاع الناس ، وابتعاد عن ايجاد الحلول التي تتصل بالقضايا المعيشية والاجتماعية للناس نحن أمام هذا الفساد المستشري والأزمات المتفاقمة نريد للطبقة السياسية ان ترتقي الى
مستوى أوجاع الناس لأن الناس ضحية التسيب والفوضى على المستوى السياسي والاستنسابية والمحسوبية التي تنهش في واقعنا والتي أسقطت حق الانسان وحريته فأصبح محكوما لمنظومة سياسية تقوم على هذه الاعتبارات التي تتسبب بتفاقم الازمات .

وتابع علي عبد اللطيف فضل الله : اننا نحتاج الى القانون الذي يطبق على كل الناس ، ونرفض استنسابية القانون بحيث ان هذا القانون يطبق اليوم على الفقراء ويحمي حيتنان المال والسياسة .

وقال: ان كل الخطاب السياسي تسقط مصداقيته عندما يحاكم من يسرق ربطة خبز لاطعام عياله بينما يغفل عن من ينهبون الدولة ومواردها ومال الناس وموارد الوطن .

وأضاف: ندعو الى صحوة شعبية تسقط كل الحواجز المذهبية لمواجهة النهج السياسي الذي لا يقد م حلولا ناجعة للناس ونعتبر ان الظلم والاستضعاف ليس له هوية طائفية

وتابع: "نريد للمشروع المواجه للعدو الصهيوني الغربي الامريكي أن يرتقي الى مواجهة تحديات الوجود التي أصبحت لا تهدد فلسطين فحسب ، انما تهدد الهوية الاسلامية والانسانية والتي تريد ان تفرغ الأمة من كل مكوناتها الثقافية والمعرفية لتحولها الى أداة لخدمة المشاريع الامريكية والصهيونية وهذه مشكلة العالم
العربي لأنه قد أفرغ من كل هذا المكون العقائدي الفكري فاصبح عالما" مستتبعا" للمشاريع الامريكية ومصادرا" من قبل المشاريع الكبرى ، وهذا ما يخل بهويتنا الدينية والاخلاقية لأننا أصبحنا الأمة التي أغلقت عقلها وتنكرت لهويتها وخرجت عن سياق دورها التاريخي الذي يريدها أن تكون الأمة الفاعلة حضاريا" وليست الأمة المنفعلة

وتابع: "مسؤولية الشعوب مواجهة هذه الخيارات التي تتنافى مع أبسط الالتزامات الدينية والاخلاقية ، وهذا ما أكده القرآن الكريم : "ان الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلو اعزة أهلها أذلة "..صدق الله العلي العظيم نحتاج اليوم الى صدم هذا الوعي الذي يثبت الارتهان لغير ذواتنا الفكرية والاخلاقية ونواجه عملية استلاب العقول ونطلق الحراك المعرفي من اجل صناعة وعي يمزج بين المكون الديني وبين حركة الواقع المعاش .

وأكد فضل الله : ان المشكلة هي في هذا الزيف الذي يحكم هذا الواقع السياسي في دوائره الصغيرة والكبيرة ، والذي اصبحت تحكمه منظومة المصالح على حساب المنظومة الكيانية ، فقد قلت في مرات كثيرة واكدت على أن الزيف يقتلنا أكثر مما يقتلنا السيف.

التعليقات