مشاركة كثيفة في يوم عمل "دور الفكر في محاربة التطرف" بجامعة بوردو

مشاركة كثيفة في يوم عمل "دور الفكر في محاربة التطرف" بجامعة بوردو
رام الله - دنيا الوطن
في إطار الحملة الأوروبية لمكافحة التطرف والإرهاب استضافت جامعة بوردو مونتانين الفرنسية المرموقة يوم الاربعاء ١٦ كانون الثاني/ يناير ٢٠١٩ يوم عمل بحثي تناول « الجهود الفكرية في مواجهة الإيدولوجيات المتطرفة ». 

هذا اليوم البحثي الذي عُقد في قاعة « جان بورد » في مقر « مركز علوم الإنسان » في الجامعة الفرنسية نُظم من قبل «جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربي» في باريس ودائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس، بالتعاون مع مركز الأبحاث
والدراسات "ميكا" في في جامعة بوردو مونتانين.

وقد شارك في يوم العمل البحثي عدد كبير من الاكاديمين والباحثين والمختصين من عدة دول اوروبية وعربية كالمغرب، الإمارات العربية المتحدة، فرنسا، اسبانيا، وبلجيكا من بينهم: سعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير مركز الإمارات
للدراسات والبحوث الاستراتيجية في ابو ظبي، الدكتور نوبل أكام، الأستاذ المشارك في جامعة بوردو مونتانين، البروفيسور جان جاك شوفال، الأستاذ في جامعة بوردو مونتانين، الدكتور مختار بن هندا، الأستاذ المشارك في جامعة بوردو مونتانين، الدكتورة رندة صايغ، أستاذة الثقافة واللغة العربية بجامعة ألفونسو
العاشر في مدريد، الدكتور محمد علي بن هويدن، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، الدكتور عبدالحق عزوزي، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية في المغرب، الدكتور أحمد علي محمد المرزوقي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجان فالير بالداكينو، رئيس دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس.

وركز يوم العمل على موضوعات على درجة كبيرة من الأهمية، ومن بينها أهمية الفكر في مواجهة التطرف والإرهاب، ودور المفكرين في محاربة انتشار التطرف، والدعم الذي يحتاج إليه المفكرون في مواجهته، ومحاربة الفكر المتطرف بالأفكار
المعتدلة. 

حيث اكد الدكتور نضال شقیر رئیس « جمعیة الصحافة الأوروبیة للعالم العربي » في باريس خلال الكلمة التمهيدية لهذا اليوم أن « هذا النشاط هو أساسي فى إطار دعم وتشجيع الجهود الفكرية في مواجهة الافكار المتطرفة التي غزت واستحوذت على عقول الكثيريين خاصة من الشباب في المجتمعات الأوروبية وعليه فإن
التوعية الفكرية أمر واجب كما هو واجب محاربة الفكر بالفكر للحد من خطورة تلك الافكار المتطرفة ».

وفي القسم الأول من اليوم ناقش المشاركون الدور الذي يجب أن يضطلع به المفكرون في مكافحة ظاهرة التطرف، التي تفاقمت خطورتها بشكل غير مسبوق، وأصبحت من أكبر التهديدات التي تواجه المجتمعات الإنسانية في كل مكان، حيث أكد المشاركون أن
التخلص من هذه المشكلة المعقَّدة مسؤولية الجميع. 

وشدد الدكتور نوبل أكام، الأستاذ المشارك في جامعة بوردو مونتانين على أهمية تكوين الانسان قبل تدريب المهنيين وضرورة أن يكون للمثقف مواقف مدروسة وملتزمة في مواجهة التطرف لأنه نتيجة لجهل وسوء الفهم والخوف من الآخر. 

اما الدكتور أحمد علي محمد المرزوقي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الإمارات العربية المتحدة فقد أسف لأن المجموعات المتطرفة تتزايد يوما بعد يوم واعتبر أن من واجب المثقف أن يمنع انتشار هذا الوباء عبر نشر التعليم والكتابات التي من شأنها هذه مكافحة الأفكار المتطرفة الهدامة.  

في موازاة ذلك اعتبرت الدكتورة رندة صايغ، أستاذة الثقافة واللغة العربية بجامعة ألفونسو العاشر في مدريد، أن للتعليم والثقافة
دوران كبيران في منع التطرف من خلال فهم الخلفيات الثقافية. 

فالإرهاب نوع من السلوك يصعب دراسته ومن المهم منعه قبل تفاقمه لأنه تهديد قائم على الكراهية وسوء التأويل. 

من جهته اعتبر البروفيسور جان جاك شوفال، الأستاذ في جامعة
بوردو مونتانين، أن الكتابة هي السلاح الفكري للمثقف وشدد على ضرورة التزام الفكر في حظر اللامبالاة التي تبرر التطرف. 

هذا فيما تحدث الدكتور عبدالحق عزوزي، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية في المغرب، عن الخطوات اللازمة لمحاربة التطرف ومنها مراجعة الكتب المدرسية والجامعية وتكوين
المعلمين وكذلك اعادة صياغة الفكر الديني العام وتنقيحه من الأفكار المتطرفة والمضللة، واشاد بأهمية كتاب السراب كمرجع يسهم في تصحيح هذا المسار من خلال ما يقدمه من طروحات في نشر التسامح وشرح لطريقة عمل الجماعات المتطرفة.

وفي القسم الثاني من اليوم البحثي ناقش المشاركون « كتاب السراب » لسعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في ابو ظبي الذي شدد في كلمته على أهمية ثقافة التسامح التي هي نقيض عقيدة
الجماعات المتطرفة. 

أما الدكتور محمد علي بن هويدن، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، فاعتبر أن هذا الكتاب العلمي يقدم بشكل تجريبي بعض النتائج، وانه أكثر الكتب شمولية حول الجماعات الإسلامية السنية.

من جهته شدد جان فالير بالداكينو، رئيس دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس على أهمية هذا اليوم البحثي واعتبر أن "الإرهاب الإسلاموي المتطرف هو آفة كبيرة باتت تضع المجتمع الأوروبي في خطر كبير لأنه أصبح حقيقة ملموسة وواقعية.

وبالتالي يجب مواجهة هذا الخطر فكريا أولاً وقبل أي شيء". كما أثنى رئيس دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في على أهمية « كتاب السراب » ووصفه بأنه مرجع هام يحتذى به في إطار هذه المواجهة الفكرية وتوعية المجتمعات من خطر الجماعات
الإسلامية المتطرفة. 

وقدم في نهاية هذا اليوم الدرع التقديري الخاص بالدائرة
إلى سعادة الدكتور جمال سند السويدي مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في ابو ظبي لجهوده في إطار مكافحة التطرف.






التعليقات