برلماني مصري: هناك أطراف تتربص بالمصالحة وتركيا وقطر مستفيدتان من الانقسام

برلماني مصري: هناك أطراف تتربص بالمصالحة وتركيا وقطر مستفيدتان من الانقسام
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
أكد طارق الخولي، أمين سير لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، أن أحد اهداف جمهورية مصر العربية خلال هذه المرحلة، هو استمرار مساعيها في محاولات إنجاح المصالحة الفلسطينية.

وقال الخولي لـ "دنيا الوطن": "الأمور ليست سهلة، وليست منسقة بالقدر الكافي، ومرور عقد من الزمان على الخلاف الفلسطيني، فإن لملمة الجراح ليست بالمهمة السهلة".

وبين الخولي، أن جمهورية مصر العربية، من خلال هذا الملف فإنها لا تفرض وجهة نظرها، ولا تأتي بأجندة مسبقة، وإنما تعمل على محاولات تقريب وجهات النظر بين حماس وفتح، ومحاولات معالجة التفاصيل التي تعيد إلى المربع صفر في المصالحة، وأن تعالج أي تصرف من أي جانب، يعيد التوترات مرة أخرى.

وأشار إلى أن آخر الجهود المصرية، كانت في 10 كانون الثاني/يناير الجاري، عندما زار وفد أمني مصري، قطاع غزة في محاولة لمعالجة التطورات الأخيرة، التي حدثت على خلفية إلغاء مهرجان انطلاقة فتح، وبعض الاعتقالات التي طالت بعض قياداتها من قبل حركة حماس في القطاع، والتي ترتب عليها سحب الموظفين من معبر رفح على خلفية الاعتقالات.

وفي السياق ذاته، قال البرلماني المصري: "المصالحة الفلسطينية تشهد صعوبات، لأن هناك أطرافاً تتربص بعملية المصالحة، كما أن المصالحة تعمل ضد أهدافها السياسية، وتجبرهم على مسارات سياسية مختلفة عما تم التخطيط له من استمرار القضية الفلسطينية بهذا الشكل".

وأضاف: "استمرار الذرائع الإسرائيلية، بأنه ليس هناك صوت فلسطيني موحد، وبالتالي لماذا تجلس إلى طاولة المفاوضات، ومن يمثل الشعب الفلسطيني وغيرها"، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن جهود مصر كانت تهدف إلى تفويت الفرصة على كل هذه الأطراف، سواء أكانت إسرائيلية أو تركيا أو قطر المستفيدة من استمرار الانقسام الفلسطيني.

وشدد الخولي على ضرورة أن يكون هناك إرادة حقيقية لدى الأطراف الفلسطينية في القدرة على مساعدة مصر لإنجاح المصالحة، لأن مصر لن تأتي بأجندة تفرضها على أي طرف، وإنما هي وسيط يحاول تقريب وجهات النظر.

وقال: "بالرغم من ذلك، لا نستطيع أن نقول بأن ملف المصالحة قد فشل، وإنما حتى هذه اللحظة مازالت الجهود جارية، وما زالت التطلعات المصرية متجهة نحو القدرة على إنجاح الملف".

وفيما يتعلق بإمكانية تدخل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بملف الملف المصالحة، أوضح الخولي، أنه متدخل بالفعل في قضية المصالحة، لافتاً إلى أن هناك تقارير دورية ترفع له حول الجهود التي تقوم بها الوفود الأمنية في محاولة وحدة الصف الفلسطيني، وإنجاح عملية المصالحة.

وأوضح، أن الرئيس السيسي، يتحدث في كل المحافل الدولية، بأن القضية الفلسطينية هي الأم لمصر والمنطقة العربية، ولا يمكن القبول بما تقوم به بعض الأطراف الإقليمية والدولية بتحويل القضية إلى ذيل قائمة القضايا بالعالم، وأنه مازالت القضية الأولى التي ولدت ما تعانيه المنطقة من اضطرابات بسبب تعليق حلها، من قبل المجتمع الدولي.

وقال: "الرئيس السيسي دائماً حريص على وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في معالجة الوضع الفلسطيني، وضرورة دعمه للجهود المصرية في عملية المصالحة، ووجود وفقة أمام الدول التي تسعى لإفشال المصالحة، ومنها دول راعية للإرهاب بالأساس".

وحول اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنظريه المصري، أشار الخولي إلى أنه جرى تناول ملف المصالحة، والتحديات التي تواجهه، والقدرة على المضي قدماً باستمرار المفاوضات بشأنه، وإنجاح هذا الملف.

ونوه إلى أن الرئيس أبو مازن، يدعم الجهود المصرية في عملية المصالحة الفلسطينية، ويعول على مصر في قدرتها على الدعم السياسي والأمني للقضية الفلسطينية، والقدرة على الخروج من عنق الزجاجة.

التعليقات