من هو "جون" الذي تحدى ضابط الشاباك الإسرائيلي بديانته المسيحية لأجل المُسلمين؟

من هو "جون" الذي تحدى ضابط الشاباك الإسرائيلي بديانته المسيحية لأجل المُسلمين؟
جون قاقيش
خاص دنيا الوطن
"مسيحي الديانة، مُسلم الهوى، فلسطيني الهوية، مقدسي ثائر"، قد تبدو شطراً من بيت شعر لأحد الشعراء، أو حكمة عميقة صدرت من رجل عجوز، لكنها صدرت من شاب فلسطيني، لم يتجاوز الـ 24 عاماً، لكن حكمته وحياته وسط الاحتلال الإسرائيلي، جعلت منه حكيماً شجاعاً.

فتلك الجملة العميقة كانت جزءاً من التحقيق الذي أجراه الشاباك الإسرائيلي مع الأسير "جون قاقيش"، حيث دار الحوار التالي:

محقق الشاباك: لماذا نفذت عملية طعن؟

جون: أتريد أن أرى المستوطنين يدنسون الأقصى وأبقى هادئاً، تعتدون على المرابطات، وتريدون أن نبقى صامتين نتفرج؟

محقق الشاباك "مستغرباً":  أنت مسيحي!

جون " بصوت جهوري": مسيحي الديانة، مُسلم الهوى، فلسطيني الهوية، مقدسي ثائر.

بدأت قصة جون حين كان يحترق قلبه في كل مرة يُشاهد اعتداءً على النساء المرابطات في باحات المسجد الأقصى، حين يعتصره الألم، أثناء اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على الكنائس وتحطيم شواهد القبور، فقرر الثأر.

قام جون بتنفيذ عملية طعن في أيار/ مايو 2015، أسفرت عن إصابة مستوطن، وصدر بحقه حكم بالسجن 9 سنوات، وبعد مضي عامين ونصف، قررت محكمة إسرائيلية إضافة عامين جديدين إلى الحكم السابق؛ ليصبح مجموع حكمه 11 عاماً.

وأثارت قصة جون ضجة، كونه أثبت أن الفلسطيني مهما كانت ديانته، لن ينسلخ عن قضيته، فهو يُقاوم عدواً واحداً.

خاصة أن "جون" ابن حارة النصارى في القدس، حيث تتعانق الجوامع مع الكنائس، ويختلط صوت الآذان مع أجراس الكنائس في مشهد نادر، وصوت ساحر في آن واحد، يُحاربون عدواً واحداً لا يريدهم أن يبقوا في وطنهم.

يُذكر أن جون واحداً من مئات الشباب المسيحي الذي يعتكف مع أبناء شعبه من المسلمين في الدفاع عن المسجد الأقصى، والقدس، وهم مكون أصيل في البلد، لهم دور كبير في الدفاع عن العديد من القضايا، وقاموا بكثير من الأنشطة والمبادارات لحماية المقدسات سواء أكانت إسلامية أو مسيحية.

وكما أنه ارتقى في الانتفاضة الأولى شهيد مسيحي من البلدة القديمة بالقدس، يدعى سليمان الربضي، إضافة إلى عشرات المعتقلين في سجون الاحتلال على مدار تاريخ النضال الفلسطيني.




  

التعليقات