ملتقى اعلاميات الجنوب يعرض فيلمي "أولادي حبايبي أقدام صغيرة"

ملتقى اعلاميات الجنوب يعرض فيلمي "أولادي حبايبي أقدام صغيرة"
رام الله - دنيا الوطن
عرض ملتقى اعلاميات الجنوب فيلم "أولادي حبايبي" للمخرجة فادية صلاح الدين، وفيلم "أقدام صغيرة" للمخرجة ايناس عايش وهما احدى الأفلام التي يعرضها الملتقى ضمن أنشطة مشروع "يلا نشوف فيلم!" مشروع شراكة ثقافية _ مجتمعية تديره مؤسسة شاشات سينما المرأة، بالشراكة مع " جمعية الخريجات الجامعيات بغزة، وجمعية عباد الشمس لحقوق الإنسان والبيئة"، بدعم رئيس من الاتحاد الأوربي ضمن مشروع "تعزيز المواطنة والحوكمة في فلسطين" وبتمويل مساند من مؤسسة (CFD)السويسرية وممثلية جمهورية بولندا في فلسطين.

تناولت المخرجة فادية صلاح الدين في فيلم "أولادي حبايبي" قصة ردينة أبو جراد الأم لأربعة أطفال (بنتين وولدين)، والتي واجهت الكثير من المعارضة من قبل المجتمع والمحيطين بها عندما قررت أن تمارس حقها في الإنجاب بحجة أنه لا يحق لها الإنجاب بسبب ما تعانيه من مشاكل. بالرغم من ذلك، استطاعت ردينة أن تمارس حقها في الإنجاب كأي أم، ولكنها عاشت لحظات عصيبة من الخوف والقلق والصراع الداخلي طوال فترة حملها بانتظار المولود الجديد.

كما تناولت المخرجة ايناس عايش في فيلم "أقدام صغيرة" قصة الشاب علاء وهو شاب بسيط من قصار القامة تعرض للمتاعب الكثيرة في حياته فهو شاب مجتهد وطموح في حياته كونه يعمل مهرج ومنشط مع الاطفال يقوم برسم الابتسامة على وجوه الاطفال باحثاً عن سعادته بالعمل مع الاطفال فهو محبوب من قبلهم ويمتلك روحا جميلة تملأها الاصرار والامل، علاء تخطى عقبات حياته بكافة مراحلها.

وقدمت ميسرة العرض رغدة ماضي شرحا قصيرا عن الأفلام متحدثة حول محاور فيلم "أولادي حبايبي" الذي تناول شخصية ردينة أبو جراد التي واجهت الكثير من المعارضة من قبل المجتمع والمحيطين بها عندما قررت أن تمارس حقها في الإنجاب بسبب ما تعانيه من مشاكل، إلا أنها استطاعت أن تعيش دورها كأم متصدية لكافة المعارضين لها.

وفيما يخص فيلم "أقدام صغيرة" الذي تناول نظرة المجتمع الفلسطيني للأشخاص قصيري القامة "الأقزام"، وكيفية تعامل الناس معهم، وقوة إرادتهم في إثبات ذواتهم، حيث يجسد الفيلم قصة شباب من غزة رغم قصر قامته إلا أنه يحلم أن يعيش حياة طبيعية مثل بقية الناس، وبالرغم من ذلك إلا ان سعادته تنبع من رسم البسمة على وجوه الأطفال من خلال عمله كمهرج.

وحضر العرض جمع كبير من الاعلاميات والإعلاميين ومؤسسات مجتمع مدني، الذين أثروا النقاش بعد عرض قضية الفيلم أبدوا آرائهم وانتقاداتهم حول الفيلم وطريقة سرده واخراجه وتصويره، كما ناقشوا قضايا المرأة وأهمية دورها في المجتمع الفلسطيني خلال الدائرة في فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص.

ويعتبر فيلمي "أولادي حبايبي، أقدام صغيرة" الفيلم الثامن عشر الذي يعرض من خلال ملتقى اعلاميات الجنوب ضمن برنامج المنح الصغيرة من قبل مؤسسة شاشات سينما المرأة لتنفيذ عرض 20 فيلم على مدار العام.

وتبحث الأفلام المشاركة في مشروع "يلا نشوف فيلم!" عدد من القضايا المجتمعية، بطريقة إبداعية نسوية ومطالبتها بحقوقها كما تطالب بإنهاء الانقسام، ويستهدف المشروع جمهور واسع وفئات مجتمعية مختلفة في الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس وضواحيها، ويسعى من خلال ذلك إلى تطوير قدرة الفئات المجتمعية على النقاش، والتفاعل المتبادل، وذلك بهدف تعزيز حرية الرأي والتعبير، والتسامح، والسلم، والمسئولية المجتمعية، وتماسك النسيج الاجتماعي، وبشكل يجعل هذه الفئات قادرة على المساهمة الفعالة في بناء مجتمع ديمقراطي يحترم التنوع، وحقوق الانسان، ويشارك بفعالية في تحديد أولويات التنمية على أرض الواقع.

وأبدي أحد المشاركين إعجابه بالفيلمين موضحاً أن فيلم "أقدام صغيرة" يعالج قضية الأشخاص قصيري القامة كون المخرجة سلطت الضوء على هذه الفئة المهمشة من قبل المجتمع داعياً المجتمع بأكمله بدعمهم ومساندتهم ودمجهم في طيات المجتمع لما لديهم من قدرات إبداعية ومهارات للعيش، موضحا ان الفيلم اقتصر على الرجال ولم يلقي الضوء على النساء من هذه الفئة والعمل على الدمج الفعلي على الأرض.

وأضافت مشاركة أخرى بأن الاشخاص ذوي الاعاقة هم اشخاص لهم الحق في اي شيء يحق للأشخاص الاصحاء، فلهم الحق بالعمل والزواج والحب.

وأضاف أحد المشاركين بأن الفيلم يفتقد الى عرض وجهة نظر المؤسسات الاجتماعية والقانونية في تأهيل ودمج المعاقين في المجتمع الفلسطيني.

من جانبها أشارت مشاركة أخرى ان فيلم "أولادي حبايبي" ركز على تحدي النساء ذوات الإعاقة وكفاحها في تخطي نظرة المجتمع في مناحي الحياة " العمل، الزواج، الحب" مضيفة أن الفيلم لم يعرض كافة المشاكل التي تواجهها.

وأوضح أحد المشاركين بان الفيلم من وجهة نظره سيء وذلك لعدم تمكنه من إيصال الفكرة وافتقاره الى الإخراج والسيناريو الجيد كون الفيلم احتوى على لقطات طويلة ممكن استثمارها بشكل أفضل بالإضافة الى عدم توافق العنوان بالفكرة الخاصة بالفيلم.

وأوصى المشاركون خلال العرض على ضرورة مواكبة التطور التكنولوجي في مجال الإخراج والتصوير من خلال اختيار الكاميرات وبرامج الإنتاج والمونتاج الحديثة، وتسليط الضوء على القضايا ذوي الإعاقة من كلا الجنسين بشكل أكبر. والحرص على إنتاج العديد من هذه العروض وبشكل مستمر، وضرورة الاستمرار في مثل هذا الفن الهادف والبناء، والتركيز أكثر على مضمون الفيلم بكافة اجزائه، وتدريب المخرجات على تقنيات حديثة وإبراز الموهبة لديهن، والعمل دوما على مبدأ تعزيز المواطنة في المشاريع القادمة بشكل أفضل من خلال الدمج مع المجتمع.