سفارة دولة فلسطين في لبنان تحيي ذكرى الانطلاقة

سفارة دولة فلسطين في لبنان تحيي ذكرى الانطلاقة
رام الله - دنيا الوطن
 أحيت سفارة دولة فلسطين في لبنان، ذكرى الانطلاقة الرابعة والخمسين للثورة الفلسطينية "يوم فلسطين"، اليوم الثلاثاء.

وأقيم الاحتفال في مركز التدريب والمؤتمرات التابع لشركة طيران الشرق الأوسط في مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة بيروت، بحضور سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وأمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح آمنة جبريل، ووزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل ممثلا لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والنائب في البرلمان علي خريس ممثلا لرئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير حسن منيمنة ممثلا لرئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، وسفراء عدد من الدول العربية والأجنبية في لبنان، ومسؤولين لبنانيين.

ونقل دبور تحيات الرئيس محمود عباس ومحبته وتقديره للحضور. وقال "نحيي هذه الذكرى اليوم في لبنان الشقيق الساطع بتاريخه وحضارته، والمتألق بطبيعته وشعبه الأبي، والمتأنق بأرزه الراسخ شموخا، والمتجذر إشعاعا ومدنية كواحدة من أبرز حضارات هذا الشرق. 

وليست مفارقة على الإطلاق أن يحظى هذا البلد بالمكان والمكانة الكبرى لدى الفلسطينيين، بسبب الجوار الجغرافي، والتشابه التاريخي والحضاري، وعلاقات القربى والنسب".

وتابع "جميعنا يعلم أن الحدود لم تكن موجودة بين لبنان وفلسطين إلى عهد ليس ببعيد، عهد ما قبل النكبة. والتي وصفها الرئيس عون إن مأساة فلسطين والتي بدأت مع وعد بلفور هي الجرح الأكبر في وجدان العرب، وأول ضحاياها الشعب الفلسطيني ثم اللبناني، محذرا من السعي إلى إيجاد حلول غير عادلة وغير مقبولة لتوطين الفلسطينيين، معتبرا أن هذا الأمر إذا ما حصل سيكون أكبر مجزرة للعدالة في العالم".

وأضاف دبور "كان للفلسطينيين قبل النكبة وبعدها دور كبير في لبنان أيضا، فقد أسهموا في النهضة العمرانية، والاقتصادية، والثقافية، والفكرية، والفنون التشكيلية، والموسيقية، والصحافية، فلطالما شهدنا أسماء فلسطينية عديدة ازدانت بها هذه المجالات. ولا أغالي حين أقول إن الفلسطينيين في لبنان أصدروا ما بين الأعوام 1952 - 2006 ما يزيد عن 120 صحيفة ومجلة ونشرة".

وقال دبور "لقد استطعنا أن نتجاوز معا المخاطر والصعوبات وخاصة في ظل ما شهدته المنطقة من تحولات تاريخية، وما مر به لبنان في تلك المرحلة الدقيقة والحساسة مقتدين بالرؤية التي عبر عنها الرئيس محمود عباس خلال زيارته للبنان، وبتوجيهاته الحكيمة، التي جنبتنا الدخول في تجاذبات إقليمية، برفض أي محاولة لإقحامنا في اقتتال داخلي، ومنعها بكل ما أوتينا من قوة، ومنع حرفنا عن مسار قضيتنا العادلة. فالفلسطينيون ضيوف في لبنان إلى حين عودتهم المؤكدة إلى وطنهم فلسطين، فلنرسخ الأواصر، ونوطد العلاقات اللبنانية الفلسطينية، لما فيه خير ومصلحة لبنان وفلسطين".

وأكد أن "شعبنا الفلسطيني في لبنان ملتزم بترسيخ هذه الرؤية في احترام القوانين والأنظمة اللبنانية، والالتزام بتعزيز الأمن والاستقرار، ولن تكون المخيمات إلا حاضنة لحق العودة، ورفض كافة المشاريع المشبوهة التي تهدف للنيل من حقنا المشروع بعودتنا إلى أرضنا الفلسطينية".

واضاف دبور "سنظل نحفظ للبنان مواقفه المشرفة تجاه شعبنا وقضيتنا، مسجلين للبنان بأطيافه كافة أسمى مشاعر التقدير والامتنان. فتحسين الظروف الحياتية والمعيشية للاجئين الفلسطينيين في لبنان تبقى من الأولويات المشتركة والثابتة، وأملنا كبير بإصدار المراسيم التطبيقية للقوانين من قبل الحكومة اللبنانية والتي أقرها البرلمان اللبناني في العام 2011، والمتعلقة بالعمل، والخاصة باللاجئين الفلسطينيين. وهنا نؤكد على ثقتنا بحكمة القيادات والمرجعيات اللبنانية بقدرتها على إنجاز تشكيل الحكومة العتيدة في أقرب وقت، لما فيه مصلحة لبنان؛ لأن لبنان المعافى والقوي هو قوة لفلسطين وقضيتها".

وشدد على "ان ما يتعرض له مشروعنا الوطني الفلسطيني في هذه المرحلة الدقيقة وبخاصة مقدساتنا الاسلامية والمسيحية، وما يتم الإعلان عنه بمحاولات تحويل القدس عاصمة لدولة الاحتلال، والعمل على إنهاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، ومحاولات فرض مشاريع وصفقات ما هي إلا حلقة استكمالية لتمكين وإنجاز المشروع الصهيوني، وما أسس لأجله، والذي يراد من خلاله شطب القضية الفلسطينية."

واكد أن "كل ذلك لن يغير الحقيقة، ويقوض حقنا الطبيعي في أرضنا، فلن نتنازل أبدا عن ثوابتنا الوطنية، وحقوقنا المشروعة، ففلسطين وطننا، ولا وطن لنا إلا فلسطين، والقدس عاصمتنا، ولم يولد أحد، ولن يولد بعد الفلسطيني أو العربي (المسلم أو المسيحي) الذي يمكن أن يساوم على القدس، والعودة حقنا الثابت، ولا يتخيل أحد أن أحدا منا يمكن أن يفرط بحبة رمل من ترابها. عهدنا أن نبقى ملتزمين المبادئ، أمناء على القسم، معتصمين بحقنا، لا يساورنا شك، أو ينتابنا وهن، صامدين في وجه التحديات".

التعليقات