برنامج "سفراء كريم"... فرصة لصقل مهارات طلبة الجامعات الفلسطينية لدخول سوق العمل

برنامج "سفراء كريم"... فرصة لصقل مهارات طلبة الجامعات الفلسطينية لدخول سوق العمل
رام الله - دنيا الوطن
 تُعدّ المهارات الشخصية واحدة من أهم المعايير التي يعتمد عليها أصحاب العمل والمشغلون أثناء إجراء مقابلات التوظيف، وهي في ذات الوقت إحدى أهم المعيقات التي قد تقف حائلاً أمام الشباب والخريجين لاقتناص فرصة عمل سيما في ظل محدودية الفرص في أسواق العمل. ولعلّ أهم ما يتطلع إليه الخريجون اليوم هو اكتساب المهارات الشخصية إلى جانب حيازة الشهادة الأكاديمية المناسبة في تخصصٍ ما، وبما يرفع من احتمالية فوزهم بفرصة عمل وسط المنافسة الشديدة.

ولا يمكن أن يغفل أحد أهمية المهارات الشخصية في تطوير قدرات الباحثين عن العمل وتأهيلهم لتولي مناصب وظيفية، لذا التفتت شركة "كريم" الشركة الرائدة في خدمة حجز السيارات عبر التطبيقات الذكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا والباكستان، إلى استحداث برنامج "سفراء كريم" في الأسواق التي تعمل فيها بالمنطقة، مستهدفاً طلبة الجامعات من أجل تمكينهم من تطوير قدراتهم الشخصية والتسويقية، إضافة إلى مهارات التواصل والتعامل مع الشرائح المختلفة في المجتمع، مما يجعلهم أكثر قدرة على اختراق سوق العمل.

كما راعت الشركة عبر برنامجها، جانب تعزيز القدرة على الاعتماد على النفس وإدارة الوقت والشؤون المالية، وذلك من خلال توفير راتب جزئي للسفراء المنضوين في البرنامج، ليتمكنوا من تغطية جزء من تكاليف الدراسة والمصاريف الشخصية، مما يمكنهم من التدرب على إدارة الشؤون المالية وتحمل المسؤولية، والاعتماد على الذات في إدارة شؤون حياتهم، من أجل إعدادهم ليتولوا مناصب ووظائف بقدرٍ عالٍ من المسؤولية والمعرفة، والقدرة على التعامل مع الظروف والأزمات.

وما أن أطلقت شركة "كريم" برنامجها "سفراء كريم" في فلسطين في العام الماضي، سارع مئات الطلبة في عدد من الجامعات الفلسطينية إلى التقدم بطلب الانضمام والاستفادة من البرنامج. وعن تجربتها في الانضمام لبرنامج "سفراء كريم" تقول السفيرة ندى القططي من غزة: "قصتي مع شركة كريم بدأت عندما سافرت إلى مصر قبل سنوات وأتيحت لي الفرصة في التعامل مع تطبيق كريم في مصر، وكانت تجربة متميزة من حيث التمتع باستخدام وسيلة نقل آمنة ومريحة، وكنت أتساءل حول ندرة مثل هذه الأفكار والتطبيقات في غزة. 

ولا أستطيع حقيقةً التعبير عن مدى إمتناني عندما سمعت أن التطبيق أصبح متاحاً في غزة ويمكننا استخدامه بسهولة! وعند عودتي إلى غزة قمت بتحميل التطبيق على جهازي الخلوي وبدأت باستخدامه وترشيحه لأقاربي وأصدقائي". وتتابع القططي حول كيفية انضمامها إلى برنامج سفراء "كريم" وتقول: "نحن أبناء اللحظة، وأغلب الأفكار الجديدة نحتويها، وكان تطبيق "كريم" الفكرة الجديدة والمميزة في غزة، وكنت أتابع أخبار الشركة وآخر التحديثات على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن وقع نظري على إعلان لاختيار سفراء لشركة كريم من الجامعات، وتحمست للفكرة، ووجدت أن هذا المكان قد يناسبني فلم أتردد في تقديم الطلب، ومن ثم أجريت مقابلة مع شركة كريم، وهكذا بدأتُ رحلة العمل مع كريم حتى اللحظة".

كذلك انضمت السفيرة تيما صالحية إلى تجربة سفراء كريم، حيث تقول أنها سارعت منذ أن علمت عن إعلان "سفراء كريم" للتسجيل عبر الرابط المخصص للانضمام للبرنامج وقامت بتعبئة بياناتها، حتى تلقت اتصالاً من شركة كريم يفيد برغبة الشركة بمقابلتها، وتم قبولها بعد المقابلة لتصبح سفيرة لكريم. أما الطالبة ديما أبو سيف فكانت في البداية إحدى مستخدمي "كريم" حيث كانت معجبة بفكرة هذا التطبيق، وما أن علمت عن الإعلان الخاص ببرنامج "سفراء كريم"، سارعت إلى التسجيل وتعبئة طلب الانتساب للبرنامج، وبعد فترة تم قبولها كسفيرة لشركة "كريم".

ومع انضمام المئات من الطلبة إلى برنامج "سفراء كريم"، بدأ السفراء في العمل والتواصل مع شرائح مختلفة من المجتمع المحلي، وبإرشاد وتوجيه من طاقم الشركة، تمكن السفراء من تطوير مهاراتهم وخبراتهم، حيث تؤكد ندى القططي أنها اكتسبت القدرة على الإقناع، والتعامل مع كافة طبقات وفئات المجتمع، ومهارات القدرة على توظيف التكنولوجيا في الحياة اليومية. أما تيما صالحية فتقول أنها خلال تجربتها مع "سفراء كريم" اكتسبت خبرات كتيرة، ومنها كسر حاجز الخجل من التعامل مع الناس، والتعامل مع الجنسين دون أي توتر أو خجل، مما ساهم في تعزيز شخصيتها وثقتها بنفسها. 

وتوافق ديما أبو سيف زميلتيها في برنامج "سفراء كريم" حيث تقول أنها اكتسبت العديد من الخبرات من خلال عملها مع شركة "كريم" حيث تعززت لديها مهارات الاتصال والتواصل مع الآخرين سيما التعامل بمرونة وهدوء مع جميع فئات المجتمع، وكذلك القدرة على العمل بروح الفريق الواحد، بالإضافة إلى اكتساب خبرة جديدة في مجال التسويق والتي تضاف إلى رصيد خبراتها في سوق العمل.

ولا شكّ أن استقطاب الطلبة والخريجين في برامج مساندة توفر لهم البيئة المناسبة من التدريب العملي، سيسهم في تمكينهم من تطوير مهاراتهم الشخصية والتسويقية وتأهيلهم لدخول سوق العمل، وهو ما أكدته تيما حيث تقول أن هذه التجربة أضافت لها مهارات الطلاقة في الكلام ووضوح الصوت. كما تؤكد أن مثل هذا البرنامج يساعد الطلبة على تطوير معرفتهم في كيفية استغلال أوقات الفراغ بشكل مفيد، حيث أن العديد من الطلبة اعتادوا على قضاء وقت الفراغ دون القيام بعمل آخر مفيد. وعن نفسها تقول تيما أنها باتت أكثر قدرة على تنظيم وقتها حيث تمارس العديد من الأنشطة لاسيما التدريب المسرحي، والعمل التطوعي، والمطالعة ومشاهدة الأفلام والمسرحيات، إلى جانب امتلاكها موهبة الغناء. وتردف تيما أن برنامج "سفراء كريم" هو فرصة للطالب كي يختلط مع الناس ويتفهّم طبيعة التفكير المختلفة، بالإضافة إلى تطبيق المساقات الأكاديمية بشكل عملي على أرض الواقع. وترى تيما أن ميزة برنامج "سفراء كريم" تكمن في تمكين الطالب من الاعتماد على نفسه مادياً من خلال الراتب الجزئي الذي يحصل عليه أثناء الانضمام إلى البرنامج، وهو ما يعزز شعور الطالب بالفخر والرضا عن نفسه، وتشجيعه لبذل المزيد من الجهد والعطاء والتحفيز على التطور بشكل أكبر.

وتعتبر ندى أن هذه التجربة مع برنامج "سفراء كريم" ساعدتها على المستوى الشخصي من حيث تعزيز الثقة بالنفس، وتحمل ضغط العمل، والتحلي بالصبر في التعامل مع الجمهور، بالإضافة إلى القدرة على تنظيم الوقت حيث تقضي معظم وقتها في الجامعة والدراسة أو الخروج  مع الأصدقاء، والجلوس مع العائلة، أو أخذ دورات عامة قد تفيدها في المستقبل، إلى جانب تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ومع انضمامها لبرنامج "سفراء كريم" أصبحت ندى أكثر قدرة على تنظيم وقتها بشكل مفيد.

أما ديما فتقول أنه ومنذ انضمامها إلى البرنامج لمست تطوراً كبيراً في شخصيتها، حيث ازدادت ثقتها بنفسها، وأصبحت أكثر قدرة في الاعتماد على نفسها من خلال تأمين جزء من مصروفها الشخصي، والقدرة على الموازنة بين حياتها الشخصية والعملية، وخاصة إدارة وتقسيم الوقت، لاسيما وأنها تقضي معظم وقتها في العمل على مشروع تخرجها في تخصص هندسة البرمجيات، بالإضافة إلى العمل الحر في مجال تخصصها، وقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء والعائلة عندما يتوفر لها بعض الوقت.

 

وتتيح تجربة "سفراء كريم" الفرصة للسفراء للتعامل بشكل مباشر مع الجمهور، وكأي فرصة تدريبية عملية تتطلب التعامل مع شرائح مختلفة من المجتمع، حيث يتعرض السفراء لمواقف مختلفة، مما يسهم في تطوير مهاراتهم في التعامل مع الآراء والأفكار المتباينة. وحول ذلك تتحدث ديما عن قدرتها في التعامل مع التعليقات غير اللائقة من بعض الأفراد عندما بدأت العمل والتدريب عبر برنامج "سفراء كريم"، حيث نجحت في ضبط ردود أفعالها والتعامل مع تلك المواقف بحكمة، ومع مرور الوقت وخوض مواقف أكثر، أصبحت ديما تتمتع بالقدرة على التعامل مع كافة فئات المجتمع باختلاف أفكارهم وآرائهم بمرونة. وشاركتها ندى الرأي، حيث تؤكد أن انخراطها في البرنامج، مكنها من تطوير مهاراتها في التعامل مع الآراء المختلفة، مما ساهم في إدخال تغيير إيجابي في أسلوب حياتها الشخصية والعملية.

وبعد عدة أشهر من تجربتها في العمل والتدرب ضمن برنامج "سفراء كريم"، تدعو ندى الطلبة إلى خوض التجربة والانضمام إلى "سفراء كريم"، حيث سيمدهم البرنامج بالعديد من الخبرات والفائدة على المستوى الشخصي والعملي، وتعديل نمط وأسلوب حياتهم بما يعود بالفائدة عليهم وعلى مجتمعهم، كما تنصحهم بالحرص على لقاء الناس بالابتسامة دائماً، لما له من أثر واضح على إقناع الآخرين أثناء العمل. بدورها، حثت تيما السفراء الجدد إلى الاستثمار في هذه الفرصة مع "كريم" والشعور بالفخر لكونهم "سفراء كريم". وترى تيما أنها تجربة تستحق أن يخوضها الطلبة كونها تُسهم في تطوير قدراتهم ومهاراتهم واكتساب مهارات جديدة، مؤكدة أن التقرب من الناس والتعامل معهم عن قرب والتعامل معهم بكل ودّ واحترام، هي تجربة فريدة ومؤثرة حين يرى الطالب قدرته على الإقناع والتأثير على الآخرين في مجتمعه بما يعود بالفائدة عليهم.

ومما لا شك فيه أن أي نجاح يحققه الإنسان يتطلب العمل بجد وبإخلاص، وهو ما تؤكده السفيرة ديما حيث تنصح السفراء بالالتزام بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"، وتوضح ديما أن السفراء أثناء تدربهم عبر برنامج "سفراء كريم" هم لا يمثلون أنفسهم فقط، بل يمثلون الشركة وطواقمها، فهذه مسؤولية، على السفراء تحملها بكل التزام وحكمة، وفي حال تعرضهم لأي موقف، فإن عليهم التعامل بحكمة وضبط ردود أفعالهم، مؤكدة أن هذه الجزئية هي واحدة من أهم ما يميز الموظف المجتهد القادر على التعامل بمرونة وحكمة لإنجاح عمله والمؤسسة التي يعمل فيها.

قد تشكل المهارات الشخصية ومهارات التواصل الفعال والتأثير، تحدياً كبيراً لدى بعض الطلبة والخريجين الطامحين في الحصول على فرصة عمل لائقة بعد التخرج، إلا أن توفير الفرص لأولئك الطلبة واحتضانهم عبر برامج مدروسة وممنهجة تُسهم في صقل شخصياتهم وتطوير مهاراتهم في التواصل والتسويق والإقناع والإدارة، لا شك سيُسهم في إمدادهم بهذه العناصر وإكسابهم المهارات النوعية التي يفتقر إليها بعضهم، وشركة "كريم" ملتزمة بمواصلة البرنامج، والتوسع والانتشار في استقطاب مزيدٍ من الطلبة في الجامعات الفلسطينية، لتمكينهم من الاستعداد لدخول سوق العمل بعد التخرج، وتولي المهام والوظائف بمسؤولية عالية وقدرة على مواصلة التطور والإبداع والريادة، والمساهمة في رسم مستقبل أفضل لهم وللأجيال القادمة.