التشكيلية الجوهري: كيف أرسم إذا لم يكن حب الطبيعة معي وفي سمائي

التشكيلية الجوهري: كيف أرسم إذا لم يكن حب الطبيعة معي وفي سمائي
رام الله - دنيا الوطن
يسكن الحب الممزوج بالفرح في لوحات الفنانة التشكيلية رشيدة الجوهري ، فهي تمتلك مفاصل الاحتراف ، حيث تبرع في تشكيل الروح الكامنة بين خطوط الفكرة ، وتحثّ المتتبع على الترحال إلى عمق الرؤيا والتساؤل عن السر المقيم على مشارف الضوء
والطبيعة الخلالبة ذات اللون الزاهي .

رشيدة الجوهري من الفنانات المتميّزات في المغرب ، شاركت في العديد من المعارض الجماعية والمهرجانات الفنية على الصعيدين الوطني والخارجي ، ترسم إحساسها من خلال الريشة والألوان لتعبّر عن موقف ويبقى للمتلقي ترجمته وفق نظرته إلى
لوحاتها.

كثيرة هي المشاعر التي تضجّ فيها لوحاتها المزكرشة بألوان الطبيعة الجميلة ، وعن ذلك تقول رشيدة : حين بدأت رحلتي مع الرسم كانت في داخلي صرخة وجع وألم وعشق للحياة ، وشعرت أني أحتاج إلى إيصالها ولم أجد سوى الرسم للتعبير عن مشاعري ، وأفرح كثيرا حين يقرأ المتلقي لوحتي كما أراها ، حيث أرى أنه يشاركني فيها ويحس ما بداخلي ، خاصة أن موضوع الطبيعة يبقى الفكرة الأبرز بين نسيج اللوحة.

وتضيف الجوهري : الرسم هو توثيق للحظات عشتها وأختزلها ، أنا أرسم الطبيعة والمرأة العاشقة الحالمة الممزوجة بألوان الشوق والأصالة والعنفوان ، والقادرة على العطاء نحو مساحات شاسعة من الفرح والأمل ، وهذه المشاعر فيها تمسك بالحياة دون الابتعاد عن العادات والتقاليد التي نعيشها.

رشيدة الجوهري تتحكم بلوحاتها ولا تنقل صورة ما ، حيث إن لوحاتها تشبهها ، وهي جزء من لحظات عاشتها وليست مجرد فكرة ، فكل لوحة أنجزتها تحمل الكثير من الخبايا والأسرار ، ويبقى التفسير للمتلقي ، حيث قالت : أنا لا أفسّر لوحاتي بل أحبّ أن أسمع ما يقوله الآخرون بأنفسهم إلى ما أقدمه ، لعله نوع من التواصل بين الفنان والمتلقي هناك أناس لا تقرأ اللوحة بل تنظر إليها بشكل عام، وفي المقابل هنالك من يقرأ ويتمعّن ويبحث عمّا يكمن بين الخطوط من تفاصيل .

التشكيلية رشيدة الجوهري لا تمتهن الرسم ، بل ترى فيه ملاذاً جميلاً للتعبير، فتقول : أفرح حين يحب الناس لوحاتي كما أعتبر نفسي هاوية تعشق الألوان وأترك للريشة أن تعصف عما في داخلي من مشاعر، وهدفي إيصال كل ما بداخلي .

تسيطر الألوان الزاهية على معظم لوحات رشيدة الجوهري فهي ترسم بالألوان التي تختصر مختلف المشاعر وتحمل الفرح والحب والسلام ، وهي ألوان عشقتها رشيدة منذ طفولتها ، لذلك ترونها في كل لوحاتها حيث تجعلها مفعمة بالهدوء والسكينة .