إحياء يوم الشهيد في طوباس وتغطية خاصة لحكاية الشهيد محمود مسعود عنبوسي

إحياء يوم الشهيد في طوباس وتغطية خاصة لحكاية الشهيد محمود مسعود عنبوسي
رام الله - دنيا الوطن
أحيت وزارة الإعلام وهيئة التوجيه السياسي والوطني، بالتعاون مع التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين، يوم الشهيد، واستردت في تغطية خاصة حكاية محمود مسعود عنبوسي، الذي قضى برصاص الاحتلال بعد وقت قصير من النكسة.

وقال محمد، نجل الشهيد، إن جيش الاحتلال قتل والده في 17 تموز 1967، الذي ظل غائبًا عنه، ولم يعرف صورته، أو يحظى بحنانه.

ارتقى الأب قبل أن يكمل الابن البكر عامه الثاني، أما أحمد فقد كان في بطن أمه، ولم تتمكن بناته: عزية، وأمينة، وفتحية أيضًا من معرفة والدهن الدقيقة، فالكبيرة أصيبت بإعاقة دائمة في طفولتها، والأكبر ماتت بمرض عضال.

وظل الشاب يبحث عن رسم لصورة والده، ولم تسعفه روايات أمه ولا حكاياتها عن الأب الشهيد من إطفاء نار شوقه للسند ومصدر القوة والعز والفخر كما يقول.

وتابع عنبوسي: أتخيل والدي ضخم الجثة، طويل القامة، وبوجه مبتسم، وللأسف كان والدي وحيدًا، وتوفي أخوه وأخته قبل استشهاده.

ووفق الابن، فإن الأب الشهيد قضى في منطقة جسر شويعر قرب وادي المالح، حين كان عائدًا من الأردن هو وخمسة آخرين، ونفقت معهم خيولهم، ويومها دفنهم الاحتلال في قبرجماعي، ولم تعرف العائلة مكانه حتى اليوم.

بحث محمد عن شهادة ميلاد والده، وصوره، وذكرياته، وبطاقة هويته، لكن فشل في الوصول إلى شيء، والوثيقة الوحيدة التي وجدها شهادة وفاته.

وواصل: كنت أتمنى أن أحظى بوالد يسأل عني في المدرسة، ويشاركني فرحة النجاح، ويطلب لي يد شريكة حياتي، ويعنيني على متاعب الحياة، وحتى حينما أحن إلى رائحة الأب، لا أجد له قبرًا، فقد عاش وحيدًا، ورحل شهيدًا، وظل مثل الجندي المجهول، حتى أملاكه وأراضيه لا نعرف موقعها ومساحتها، ولم نجد معلومات وافية عنها.

والمفارقة التي يسردها الابن الخمسيني، أن جيش الاحتلال أرسل للعائلة بالبريد خطابًا في تشرين الأول  2018،  كان يحمل اسم الشهيد، ويتضمن عرضًا بمنحه تعويضات عن أرضه في خربة سمرة، شرق طوباس، لقاء استخدامها "لأغراض عسكرية، أو مصالح عامة"!

من الروايات التي جمعها محمد عن والده، عدم التحاقه بالمدرسة، وانخراطه للعمل في طفولة مبكرة، ثم انخراطه في الزراعة، وامتلاكه لأرض في عين الساكوت ولأغنام وخيول، وحرصه على العودة إلى طوباس بعد وقت قصير من النزوح إلى الأردن، ومساعي الأقرباء في البحث عن قبر والده دون جدوى.

وتابع عنبوسي: كبرت قبل الأوان، وبدأت أتحمل المسؤولية في الثامنة من العمر، ودرست في دار اليتم العربي ببيت حنينا، وعانيت كثيرًا في حياتي، وافتقدت والدي، الذي اسميت ابني باسمه، لكنني عجزت عن الإجابة على أسئلة صغيري حول شكل جده.

بدوره، قال منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوار الشمالية عبد الباسط خلف إن الوزارة تعيد منذ ست سنوات كتابة القصص الإنسانية لشهداء انتفاضة الحجارة، ضمن سلسلة "كواكب لا تغيب"، التي تنشر في وسائل الإعلام.

فيما أوضح المفوض السياسي والوطني لمحافظة طوباس العقيد محمد العابد أن تكريم الشهداء يتكرر في المحافظة بأشكال كثيرة، آخرها ندوة عقدت الشهر الماضي، استردت ذكريات انتفاضة 1987، وتتبعت سير الشهداء، وكرمت عائلاتهم.