لماذا يتعرق "الرضيع" أثناء نومه؟

لماذا يتعرق "الرضيع" أثناء نومه؟
صورة تعبيرية
رام الله - دنيا الوطن
"أنا أم جديدة، وطفلي يبلغ من العمر أربعة أشهر، وما ألاحظه عند نومه هو أن رأسه يعرق كثيراً، فهل هذه الحالة طبيعية أم هو ما يُسمى بـ(فرط التعرق)؟"، هذا سؤال طرحته ماريا علي عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

هذه التغريدة أوجدت تفاعلاً كبيراً من الأمهات اللواتي يعانين من نفس المشكلة، فأجابتها المستخدمة سبأ عثمان بأن "ابنتي تتعرض أيضاً للتعرق أثناء النوم والرضاعة، لكنني بحثت عبر الإنترنت، ووجدت أن الأمر طبيعي"، فيما قالت المستخدمة غنى راضي "ابني كان يتعرض للتعرق أيضاً، قمت باستشارة الطبيب، وأخبرني بأن طفلي يعاني من نقص في الكالسيوم، ونصحني بإعطائه دواء مناسب له"، بحسب "شبكة الحياة الإجتماعية".

وعبر حسابها في "فيسبوك" ذكرت طبيبة الأطفال الدكتورة عبير حماد بأن "الأمهات كثيراً ما يتسألون عن سبب تعرق منطقة الرأس والرقبة لدى أطفالهم عند النوم، أو أثناء الرضاعة، وهنا يجب أن نلفت الانتباه لمسائل مهمة منها أن الغدد العرقية الوحيدة لدى الأطفال الرُضع تكون مركزة في منطقة الرأس والرقبة، واليدين والقدمين وتُمثّل 30 في المئة من وزنه، وهي أكثر الأعضاء تعرضاً للتعرق. 

كما أن الدورة الدموية في الأطفال الرضع تكون نشيطة وغزيرة جداً في المناطق الحيوية، بخاصة في منطقة الرأس والصدر، ما يُسبب دفء هذا المناطق، وتجعلها تنشط أثناء النوم. 

بالإضافة إلى أن الدورة الدموية لدى الأطفال بطيئة وضعيفة عند الأطراف ما يتسبب ببرودة أطرافهم وتعرضها للبلل أو التعرق".

وتلفت حماد إلى أنه "وبشكل عام تنتهي برودة الأطراف وتعرقها لدى معظم الأطفال بين الشهر الثالث والـ12، وهناك أطفال تستمر لديهم هذه الحالة بين السنتين إلى أربع سنوات، وإن استمر الحال لما بعد هذا السن، يكون الطفل يعاني من مرض وراثي يُسمى (فرط التعرق)، وعنده يجب استشارة الطبيب".

يقلق العديد من الآباء الجدد عندما يجدون رأس طفلهم المولود حديثاً يتعرق بشدة أثناء النوم أو الرضاعة، ولكن لا يجب الخوف أو القلق، إذ يحدث هذا بسبب درجة حرارة رأس حديثي الولادة، حيث تكون عادة أعلى من درجة حرارة الطفل الأكبر سناً، ولكن هناك أربعة أسباب تؤدي لتعرق رأس الرضيع أكثر من اللازم، يجب على الآباء الانتباه لها، بحسب ما أشار إليه موقع "bold sky" ومنها:

الإصابة بالحمى

إذا كانت حرارة رأس الطفل أعلى من جسده، فهو أمر طبيعي لدى الأطفال الرضع، ولكن إن لوحظ بأن وجنتي الطفل مائلة للإحمرار، أو أن منطقة ذقنه وإبطيه حرارتهم مرتفعة، فهذا يعني أن الطفل مصاب بالحمى، ويمكن التأكد من ذلك بواسطة مقياس الحرارة واتخاذ الإجراءات المناسبة لخفضها في الوقت المناسب.

التعرق الليلي

إذا كان الطفل يتعرق من رأسه بشدة في أوقات النوم، فهذا أمر طبيعي أيضاً وله سبب وجيه، وهو أن الطفل حديث الولادة لا يستطيع أن يتقلب في فراشه مثلما يفعل البالغون أو الأطفال الأكبر سناً، فتبقى رؤوسهم في نفس الوضع لمدة طويلة، ما يؤدي لسخونة الرأس وتعرقه. وربما يكون السبب الآخر أن الأم تضع الكثير من الملابس والأغطية حول الطفل وقت النوم، ولكن هذا الأمر خاطئ لأنه يزيد من درجة حرارة الطفل، كما أن هذا الأمر هو أحد أسباب متلازمة الموت المفاجيء للرضيع.

الأفضل للرضيع وقت النوم هو وضعه في فراش لا يحتوي على أي أغطية أو ملابس ثقيلة، وإلباسه ملابس قطنية مناسبة للنوم، وضبط درجة حرارة الغرفة، بحيث لا تكون باردة أو دافئة، حتى يستطيع الطفل أن ينام بهدوء لفترات طويلة.

التعرق أثناء الرضاعة

تفضل معظم الأمهات أثناء الرضاعة الطبيعية أن تحمل الطفل، وهذا يعني وضع يد الأم فوق رأس الطفل باستمرار طوال فترة الرضاعة، والتي تتراوح مدتها بين طفل لآخر، وربما تزيد عن نصف ساعة في المرة الواحدة، وهذا يجعل رأس الطفل ساخنة، وبالتالي يحدث التعرق.

الغدد العرقية

جسم الطفل الرضيع لا يحتوي على غدد عرقية نشطة، إلا تلك الموجودة في منطقة الرأس، لذلك يتعرق رأسه بشدة، بخاصة أثناء تواجده في درجات حرارة مرتفعة، فإذا كان الطفل يتعرق بشدة من رأسه فعلى الأم تلطيف درجة حرارة الغرفة التي ينام الطفل بها.

ووفقاً للموقع، إن لوحظ تعرق الطفل بغزارة طوال الوقت فعلى الآباء الانتباه لهذا الأمر، واستشارة الطبيب المختص، ربما يكون الطفل يعاني من أمراض أو عيوب خلقية في القلب أو من مشاكل في الغدة الدرقية أو نقص في نسبة السكر في الدم.

التعليقات