رشيدة طليب وإلهان عمر تشكّلان بارقة أمل في الكونغرس الأمريكي

رشيدة طليب وإلهان عمر تشكّلان بارقة أمل في الكونغرس الأمريكي
بقلم د. كاظم ناصر

إن نجاح أوّل امرأتين مسلمتين شابتين من الحزب الديموقراطي الأمريكي، هما الفلسطينية رشيدة طليب والصومالية إلهان عمر، في الوصول إلى الكونغرس يشكّل بارقة أمل للعرب والمسلمين الأمريكيين، ويمكن اعتباره دليلا على أن أغلبية أبناء الشعب الأمريكي ترفض التخلّي عن الديموقراطية التعدّدية التي تحمي جميع المواطنين، وتساوي بينهم بالقانون الذي يضمن حرياتهم الشخصية وحقوقهم ويعتبر التفرقة بينهم على أساس الدين أو العرق أو اللون جريمة يخضع مرتكبها للمساءلة القانونية والعقاب.
طليب التي تعدّ أوّل أمريكيّة مسلمة من أصل فلسطيني تدخل مجلس النواب قالت خلال حملتها الانتخابية " أنا مرشّحة بسبب الظلم ولأن أبنائي يتساءلون حول هويّتهم كمسلمين"، واختارت نسخة مترجمة من القرآن الكريم كان يمتلكها الرئيس الثالث للولايات المتحدة " توماس جيفرسون " لتقسم عليها اليمين كدليل على اعتزازها بدينها، وكمحاولة لإيصال رسالة للأمريكيين مفادها أن رئيس الولايات المتحدة قرأ القرآن قبل ما يزيد عن 200 سنة، وان الاعتقاد السائد بين معظم الأمريكيين بأن الإسلام بعيد عن التاريخ الأمريكي ليس صحيحا.
طليب معروفة بمعارضتها لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وللمساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وتؤيد حل الدولتين وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وتدعم نشطاء حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل، ومن المتوقع أن تستغل معرفتها بقضايا الشرق الأوسط وفهمها العميق للثقافتين الأمريكية والعربية لتقدم لزملائها في الكونغرس صورة عن النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي تختلف تماما عن تلك التي تقدمها إيباك وجماعات الضغط الصهيونية الأخرى المؤيدة لإسرائيل. 
الهان عمر سياسية صومالية أمريكية أفريقية الجذور، وستكون المسلمة المحجّبة الأولى التي تدخل الكونغرس قالت " أنا مسلمة وسوداء أغرمت ببساطة بالسياسة وما قد تنجزه"، ودخلت المعترك السياسي لخدمة دائرتها الانتخابية وولاية مينيسوتا التي يقيم فيها عددا كبيرا من المهاجرين الصوماليين"؛ إنها متعاطفة مع الفلسطينيين، وانتقدت سياسات إسرائيل وأشارت إليها على أنها " نظام فصل عنصري"، وقد تلعب دورا مهما في مقاومة الإسلام فوبيا التي يحاول ترامب واليمين الأمريكي المحافظ استغلالها ضد المسلمين.
نجاح رشيدة طليب وإلهان عمر في الانتخابات النيابيّة يشكّل بارقة أمل جديدة لإيصال صوت المسلمين إلى صنّاع القرار في واشنطن؛ النائبتان مسلمتان تفهمان النظام السياسي والثقافة الأمريكية، وتدركان عمق وتشعّب المشاكل التي يعاني منها المسلمون في الولايات المتحدة، وترفضان الإرهاب وسياسات ترامب العنصرية ضدّ المهاجرين والأقليات الأخرى. ولهذا فإن وجودهما في الكونغرس يعتبر تاريخيا وفي غاية الأهمية لأنّه سيمكّن أعضاء المجلس وشريحة كبيرة من الأمريكيين من الاستماع لوجهة نظر تختلف عن تلك التي يستمعون إليها من إدارة ترامب وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ الذين يدعمون سياسات اسرائيل.

التعليقات