استشهاد (15) مواطنًا فلسطينّياً على أيدي قوات الإحتلال الإسرائيلي في ديسمبر

رام الله - دنيا الوطن
 أصدرت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية، تقريرها الشهري «شعب تحت الإحتلال»، الذي يرصد الانتهاكات الإسرائيلية، بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته، وقد جاء فيه: «أن الإحتلال الإسرائيلي قتل (15) مواطناً فلسطينّياً، وأصاب (360) مواطنًا آخراً بجروح، واعتقل ما يزيد على (589) مواطناً آخراً؛ خلال كانون أول/ ديسمبر المنصرم» في تحد سافر وممنهج من سلطات الاحتلال والمستوطنين لكل الأعراف والمواثيق والشرائع القانونية والإنسانية الدولية.

 وفيما يلي أبرز ما جاء في التقرير:

أولاً: انتهاك الحق في الحياة .. استشهاد  (15) مواطنا فلسطينّيا، وإصابة (360) مواطنًا بجروح.

أشار التقرير إلى استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ضد أبناء شعبنا الفلسطيني حيث قتلت قوات الاحتلال (7) مواطنين فلسطينيين في قطاع غزة؛ جراء إطلاق قوات الإحتلال النار باتجاه المتظاهرين المشاركين في مسيرات العودة، كما استشهد (8 مواطنين) في الضفة الغربية؛ جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليهم، بحجة محاولاتهم تنفيذ عمليات طعن ودهس ضد جنود الاحتلال..

 في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية، حيث خرقت قوات الاحتلال مبادئ الشرعية الدولية، ضاربة عرض الحائط بمواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والبرتوكول الاختياري الثاني الملحق به، واتفاقيات جنيف لحماية حقوق المدنيين في حالة الحرب، ويذكر أن من بين الشهداء (3) مواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة، في انتهاك للقانون الدولي بما فيه اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة والتي تضمن الحماية الكاملة لهم. فيما أصيب (360) مواطناً فلسطينياً أصيبوا بجروح، نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي والرصاص المعدني والمطاطي، والحروق الناتجة عن قنابل الصوت والغاز، أو جراء الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين بالضرب المبرح، والاختناق بالغاز أثناء المواجهات، وقمع قوات الاحتلال للمواطنين الفلسطينيين أثناء حصارها لمحافظة رام الله والبيرة، وقمعها للمسيرات الشعبية السلمية في قطاع غزة، وتلك المهددة بالمصادرة لأعمال الاستيطان، وجدار الضم والتوسع، واقتحامات المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية المحتلة.

ثانياً: الأسرى.. معاناة متواصلة - اعتقال ما يزيد على (589) مواطناً. 

انتهكت قوات الاحتلال المواثيق الدولية الخاصة بحماية الأسرى والمدنيين وقت الحرب، ومبادئ اتفاقيات جنيف الأربع، حيث اعتقلت قوات الاحتلال مايقارب (589) مواطناً خلال الشهر المنصرم، بينهم العديد من الأطفال، فيما تفننت قوات الاحتلال في تعذيب الأسرى والتنكيل بالمعتقلين وتعمد إهانتهم أثناء اعتقالهم، وإذلالهم أثناء استجوابهم في مراكز التحقيق التابعة لسلطات الاحتلال، حيث يتم اقتيادهم في ساعات متأخرة بطريقة وحشية من منازلهم، ونقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف، وإخضاعهم لمختلف أساليب التعذيب الجسدي والنفسي، لانتزاع الاعترافات منهم تحت الضغط والتهديد، فيما تحدثت هيئة شؤون الأسرى والمحررين عن مواصلة سلطات سجون الاحتلال لسياسة الإهمال الطبي الممنهجة بحق الأسرى المرضى، من خلال الامتناع عن متابعة حالاتهم وتقديم العلاج اللازم لهم، والاستهتار بأوضاعهم الصحية، واستخدام أوضاعم الصحية كسبب لإطالة معاناتهم، حيث يعاني الأسرى فيما يسمى عيادة معتقل الرملة، أشرف أبو الهدى (41 عاماً)  وسامي أبو دياك (36 عاماً)، وصالح عمر عبد الرحيم صالح (22 عاماً)،   ومحمود أبو خربيش (53 عاماً)، وعابد صباح (16 عاماً)، من أوضاع صحية صعبة، كذلك يعاني الأسرى: جمال حمامرة (52 عاماً)، وعمر سلامة (55 عاماً)، ونجيب مفارجة (33 عاماً)، القابعين في معتقل «عوفر» من أوضاع صحية سيئة للغاية، نتاجاً لتعرضهم لإهمال مقصود من قبل إدارة وأطباء سجون الاحتلال، وعدم تقديم العلاج المناسب لهم، فيما يتكرر قمع قوات الاحتلال التابعة لإدارة سجن ريمون اقتحام أقسام السجن، بالاعتداء على عدد من الأسرى وبتفتيش الغرف والعبث بمحتويات المعتقلين، وتعمد إستفزازهم، عدا عن خضوع العديد من الأسرى لظروف العزل، والحرمان من الاحتياجات الأساسية، وانتهاك خصوصية الأسيرات، ومنع الأطفال من حضور محاكمات أهاليهم في كل من محكمتي عوفر وسالم حسبما ذكرت الهيئة..  فيما أصدرت سلطات الإحتلال قرارات بالحبس المنزلي والإبعاد على عشرات المواطنين المقدسيين عن مناطق سكانهم في مدينة القدس المحتلة بينهم محافظ محافظة القدس عدنان غيث،  فيما احتجزت قوات الاحتلال آلاف المواطنين الفلسطينيين أثناء حصارها لمدينة لمحافظة رام الله والبيرة، وكذلك بفعل الحواجز العسكرية التي أنشأتها بين المدن، وأثناء قيامها بمداهمة منازل المواطنين الفلسطينيين.

ثالثا: الاستيطان.. عنف المستوطنين، وتهويد القدس، و نهب الأرض.

تحدث التقرير عن انتهاك سلطات الاحتلال كل من قرارات مجلس الأمن: (446 لسنة 1979) الذي يؤكد أن الاستيطان ونقل السكان الإسرائيليين للأراضي الفلسطينية غير شرعي، والقرار رقم (452 لسنة 1979) بوقف الاستيطان، حتى في القدس، وبعدم الاعتراف بضمها،  والقرار رقم (465 لسنة 1980) الذي دعا إلى تفكيك المستوطنات، فقد صادقت سلطات الإحتلال، على خطة لبناء (1450) وحدة سكنية جديدة إلى جانب مخطط يجري العمل عليه لبناء  (837) وحدة في مستعمرات «جفعات زئيف»، و«نفي دانيال»، و«كرمي تسور»، و«إفني حيفتس»، و«معالي مخماش»، و«تصوفيم»،  و«ألفيه منشه»، و«تومر»، و«أدورا»، و«متساد» و«شيلو»،   كما تمت المصادقة على توسيع الحي الإستيطاني الشرقي في مستعمرة «تينا عومريم»،    ببناء (135) وحدة سكنية، فيما  يجري العمل على إتمام (13) مخطط بناء أخرى وصلت الى مراحل متقدمة من التخطيط للمصادقة عليها،  منها (152) وحدة سكنية في مستعمرة «شافي شومرون»،  (94) وحدة سكنية في مستعمرة «هجاي»،  و(100) وحدة سكنية في مستعمرتي «حلميش- نفي تسوف»،  و(75) وحدة سكنية في مستعمرتي «شفوت راحيل - شيلو»، و(98) وحدة سكنية قرب مستعمرة «معالي عاموس»،  و(82)  وحدة سكنية في مستعمرة «عوفرة»، على حساب أراضي المواطنين في محافظات الضفة الغربية، واصدرت قوات الإحتلال، الأمر العسكري رقم (18/ 14/ ت) القاضي بتمديد مصادرة (1.468 دونم) من أراضي بلدة عناتا، بحجة الأغراض الأمنية المستعجلة، كما استولى المستوطنون على (500 دونم) من أراضي قرية أم صفا / محافظة رام الله وشرعو بتجريفها، وكذلك استولى المستوطنون على (70 دونم) من اراضي قرية اماتين شرق قلقيلية لصالح التوسع الاستيطاني، فيما نظمت مجموعات من المستوطنين المتطرفين، مسيرة إستفزازية في البلدة القديمة بمدينة القدس بمناسبة نهاية عيد الشموع «الحانوكاه» لدى اليهود، وأدت الطقوس التلمودية قرب بوابات المسجد الأقصى، ورددت هتافات عنصرية تدعو لطرد الأوقاف الإسلامية من المسجد الأقصى وهدمه، فيما واستغلت قطعان المستوطنين المتطرفين تواجد قوات الاحتلال في شوارع الضفة الغربية وحصارها لبعض المحافظات  للشروع بحملة انتهاك واعتداء على المواطنين الفلسطينيين، فيما شن المستوطنون المتطرفون يشاركهم أعضاء «كنيست» الاحتلال حملة تحريض على حياة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مطلقين دعوات لقتله.

رابعاً: هدم المنازل والاعتداء على الممتلكات.

تحدث التقرير عن هدم قوات الاحتلال لمنزل عائلة الأسير إسلام أبو حميد، في إطار سياسة العقاب الجماعي الذي تنتهجه سلطات الاحتلال لعقاب عائلات الشهداء والأسرى، كما أجبرت قوات الإحتلال المواطنين جوهر ومراد حشيمة، من وادي قدوم في حي سلوان، وأحمد صيام، من منطقة عين اللوزة في حي سلوان، ونعيم أبو دويح ومعاذ عقيل من حي جبل المكبر،  ومحمد حسين أبو طير من قرية صور باهر، وعمر عبد الكريم رحايلة من قرية الجفتلك، على هدم منازلهم بحجة عدم الترخيص. وهدمت قوات الإحتلال (2) من المحال التجارية تعود ملكيتها لمواطنين من عائلتي: طه وشقيرات، وموقفاً خاصاً للسيارات تابع لمنزل المواطن: أنور دولة، في بلدة بيت حنينا، وموقفاً خاصاً للسيارات تابع لمنزل المواطن:  أمين العباسي في حي عين اللوزة ببلدة سلوان، و(3)  محال تجارية تعود ملكيتها للمواطنين: فادي سليمان، وشقيقيه نادي، وصالح، في قرية حارس، ودفيئات زراعية قرب مفرق مخيم الفوار، ومدرسة (التحدي 13) المكونة من (7) غرف صفية، قرب قرية السيميا الواقعة شمال غرب بلدة السموع، بحجة عدم الترخيص. فيما أجبرت قوات الإحتلال، (14) عائلة على إخلاء مساكنهم في قرية خربة إبزيق في الأغوار الشمالية  ولمرات متكررة بحجة القيام بأعمال التدريب في المنطقة، أصدرت محكمة الصلح قرارا يقضي بإخلاء ورثة المرحومة مريم أبو زوير، من عقارهم الكائن في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى لصالح جمعية «إلعاد» الاستيطانية.

خامساً: تهديد الممتلكات... وتدمير المحاصيل الزراعية.

ذكر التقرير بأن مجموعات من المستوطنين قد قطعت نحو (100) شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطِنَين: جميل النعسان، ورتيب النعسان، من أراضي المواطنين الزراعية التابعة لبلدة ترمسعيا، وقطعت مجموعة من مستوطني مستعمرة «أدورا»  نحو (200) شتلة صبار عود ملكيتها للمواطن: فارس نمر صوافطة، وقطعت مجموعة أخرى أغصان نحو (100) شجرة زيتون، من أراضي المواطنين الزراعية في منطقة الطيبة التابعة لبلدة ترقوميا، فيما صادرت قوات الإحتلال عدداً من سيارات المواطنين ومبالغ مالية طائلة وأجهزة تسجيل وكاميرات مراقبة والعديد من ممتلكات المواطنين خلال حملتها المسعورة على مدن الضفة الغربية المحتلة، بهدف اعتقال وملاحقة الفلسطينيين.

سادساً : صحافة ... منع نقل الحقائق.

تحدث التقرير عن استمرار سلطات الاحتلال في سياسة منع نقل الحقائق التي يغطيها الصحافيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانتهاك قرار مجلس الأمن (2015؛ 2222) بشأن حماية الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام والأفراد المرتبطين بها في النزاعات المسلحة، حيث أصيب المصور الصحافي، محمد عماد محمد الزعنون (32 عاماً)، بقنبلة غاز بشكل مباشر في الظهر أثناء تغطيته فعاليات مسيرات العودة في قطاع غزة،  كما وداهمت قوات الاحتلال، منزل الصحفي علاء الريماوي؛ وصادرت أجهزة الاتصال والحواسيب أثناء اقتحامها لمنزله في مدينة رام الله،  واعتقلت قوات الإحتلال الصحفي سامر أبو عيشة في حي وادي الجوز بمدينة القدس، واعتقلت الصحافي سامح محمود محمد مناصرة، والصحافي محمد يوسف حسين السلمان، من منزليهما في مدينة طولكرم، والصحافي موسى صلاح سمحان من منزله في قرية اللبن الغربي، فيما اقتحمت قوات الإحتلال مقر وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) في مدينة رام الله، واحتجزت الصحفيين والعاملين بداخلها، واستعرضت تسجيلات كاميرات المراقبة الخاصة بالوكالة بعد أن خلعت باب غرفة الحواسيب والخوادم الإلكترونية في قاعة التحرير.