الجبهة العربية الفلسطينية: التمسك بالأهداف التي انطلقت من اجلها الثورة هو الضمانة لتحقيق النصر

رام الله - دنيا الوطن
قالت الجبهة العربية الفلسطينية ان مسيرة الثورة الفلسطينية تحمل الكثير من الدروس والعبر التي تمكننا من مواصلة نضالنا الوطني، وتصويب وضعنا الفلسطيني الداخلي، فقد سجلت الثورة تاريخاً مشرفاً لشعبنا بمشاركة الفصائل الفلسطينية التي وظفت اختلافاتها لمصلحة إنضاج البرنامج الوطني الموحد لتساهم كل بإمكاناتها في إنتاج مسار وطني موحدا أدى إلى إحياء القضية الفلسطينية وطرحها على العالم كجزء من المعادلة السياسية.

واضافت الجبهة في تصريح صحفي لها اليوم بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية ان الثورة الفلسطينية استطاعت خلال العقود الماضية ان تصمد في خندق الدفاع الاول من معركة الامة العربية جمعاء في وجه المشروع الاستعماري الصهيو- امبريالي ولا زالت تشكل السد المنيع امام تمرير المؤامرات والمشاريع التآمرية ليس على القضية الفلسطينية وحقوق شعبها فحسب بل على اقطار امتنا العربية ومقدراتها التي تتعرض الى مشروع عدواني هدفه تفتتيت الامة وتقسيمها واضعافها لتصبح اسرائيل سيد المنطقة والآمر الناهي فيه خدمة للإمبريالية العالمية التي ترى في أي مشروع نهضوي عربي خطرا كبيرا على مستقبل سيطرتها واحكامها لقبضتها على العالم .

وتابعت الجبهة ان الشعب الفلسطيني الذي يقف حاليا في مواجهة ما يسمى صفقة القرن الامريكية انما يشكل في هذه المعركة جندي الانسانية الاول في وجه الامبريالية والصهيونية العالمية التي تنتهك كل يوم كافة القيم الاخلاقية والقانونية التي ارساها العالم الحر بعد ما تعرضت لها البشرية من ويلات الحروب والاستبداد والقهر والظلم، موضحة ان الانتصار لحقوق الشعب الفلسطيني ودعم نضاله هو انتصار للإنسانية ولقواعد الحق والعدالة.

وتوجهت الجبهة الى الامة العربية بالقول ان فلسطين وقضية شعبها هي البوصلة الحقيقية لنهضة الامة وصحوها من كبوتها، مؤكدة ان الانخراط بمعركة الامة في فلسطين هو الطريق الاكيد لتصويب كامل اوضاع امتنا داعية جماهير امتنا العربية الى عدم السكون للواقع الذي فرضته المؤامرة الصهيو- امريكية في المنطقة وعدم ترك الشعب الفلسطيني وحيدا في المعركة بحجة الانشغال بالظروف الداخلية لكل قطر من اقطار امتنا، فان وحدة المصير المشترك للامة يفرض على الجميع الادراك بأن الانتصار في فلسطين هو انتصار للامة وان انكسار الثورة الفلسطينية ونضالها هو الهدف الاكبر الذي يسعى اليه اعداء الامة للسيطرة على ثرواتها واحكام السيطرة عليها وعلى قرارها ومقدراتها.

واضافت الجبهة في بيانها ما أحوجنا اليوم ونحن نوجه النصح الى الامة العربية ان نذكر انفسنا بضرورة استعادة عزيمة وإصرار المنطلقات الأولى للثورة لنتوقف أمام ما يواجهه شعبنا من مخاطر وتحديات، الامر الذي يفرض علينا تهيئة الوضع الفلسطيني بدءا من إنهاء الانقسام الذي يشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل شعبنا وهو يواصل مسيرته النضالية من اجل استرداد حقوقه الوطنية، لنوفر لشعبنا مقومات الصمود وهو يواصل تصديه للاحتلال وإجراءاته من حصار وإغلاق للمعابر وإبقاء على الحواجز التي تقطع أوصال مدننا وقرانا، مروراً  بمواصلة الاستيطان وجدار الضم والتوسع والاقتحام المتكرر للمسجد الأقصى وتهويد القدس التي يسعى جاهداً لإخراجها وقضية اللاجئين من المفاوضات، ومواصلة إدارة ظهره للإرادة الدولية التي باتت تدرك أن إسرائيل ليست راغبة في تحقيق السلام ولا جادة للإيفاء باستحقاقاته، بل وتضع في كل يوم عقبة جديدة أمام تحقيقيه مدعومة بالانحياز الأمريكي السافر الذي تجلى بإعلان الرئيس ترامب، وفي هذا السياق فإننا في الجبهة نتوجه بعظيم التحية الى الدول الصديقة التي عبرت عن رفضها للقرارات الامريكية ووقوفها الى جانب الحق الفلسطيني في تصويتها المتكرر في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظماتها التي شكلت تصويتا عالميا في وجه التفرد الامريكي وعنجهيته وتنكره لحقوق الشعب الفلسطيني ولقرارات الشرعية الدولية .

وتابعت الجبهة ان الالتفاف الدولي يمثل فرصة لاستثمار هذا التضامن الدولي الاخذ في النماء والتطور وعلى المستويين الرسمي والشعبي من خلال حركات المقاطعة الدولية للضغط على الاحتلال وقادته من اجل الاقرار بحقوق شعبنا وتمكينه من ممارسه حقوقه الثابتة والمشروعة، مؤكدين هنا ان هذا التطور الهام في الرأي العام الدولي والمواقف الدولية ما كان ليتحقق لولا مسيرة النضال الطويل التي خاضها شعبنا طوال العقود الماضية وتمسكه بحقوقه الوطنية.

كما وابرقت الجبهة بهذه المناسبة بالتهنئة الى الاخوة في حركة فتح بمناسبة ذكرى انطلاقة حركتهم الرائدة، متوجهة بالتحية الى ارواح الشهداء الذي عبدوا بأجسادهم طوال مسيرة نضالنا الوطني الطريق لشعبنا ليمضي بكل ثبات ويقين نحو استرداد حقوقه الوطنية، مستذكرين بهذه المناسبة روح الشهيد القائد الرمز مفجر الثورة" ابو عمار" وكافة شهداء ثورتنا العظام، كما توجهت بعظيم التحية الى جماهير شعبنا الفلسطيني في كافة اماكن تواجده، والتحية موصولة الى اسيراتنا واسرانا في سجون الاحتلال مؤكدين لهم ان شمس الحرية ستبزغ حتما، والى جرحانا الاشاوس كل التمنيات بالشفاء العاجل .