حركة أمل تحيي ذكرى الشهيد سعيد مواسي وشهداء عيترون جنوب لبنان

رام الله - دنيا الوطن–محمد درويش
لمناسبة الذكرى السنوية لإستشهاد الشهيد المجاهد القائد سعيد مواسي وكوكبة من شهداء بلدة عيترون في جنوب لبنان ، 

أقامت حركة أمل إحتفالاُ نكريميًا وفاء لدمائهم الطاهرة في قاعة البلدية، بحضور عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل الدكتور خليل حمدان ورئيس المكتب السياسي الحاج جميل حايك وعضو المكتب السياسي الأستاذ بلال شرارة، المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل المهندس علي إسماعيل على رأس وفد من قيادة الإقليم، قيادة المنطقة السابعة والشعب الحركية، وفد من رابطة خريجي مؤسسة جبل عامل المهنية، وحشد من الفاععليات الدينية والإجتماعية والتربوية والبلدية والإختيارية وأهالي البلدة والجوار.




بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم والنشيدين الوطني اللبناني وحركة أمل، 

وإختتم الحفل بمجلس عزاء حسيني للشيخ حسن بزي.

 بعدها ألقى إمام البلدة الشيخ حسن عيّاد كلمة وجدانية عن الشيهد مواسي وإخوانه الشهداء، ثم ألقى الدكتور خليل حمدان كلمة حركة أمل  حيّا فيها الشهداء الذين قدمّوا أرواحهم في سبيل الله، ومنهم الشهيد سعيد مواسي الذي هو في الدنيا حي بما ترك من أثر طيب وهو مضرب المثل الذي نسمع به في كل أنحاء لبنان وحتى خارج لبنان، وهو انضم الى قافلة وسار في مسيرة طويلة، أحب هذه الأرض وتربى في بيت تلقن فيه حب الأرض والحرص عليها وهذه البلدة هي عيترون التي لطالما عانت من العدوان وتحملت الأذى والدمار الصهيوني، فيها من الضحايا والمهجرين، منها انطلق الشهيد سعيد وتربّى في مدرسة بيته الثاني هي مؤسسة جبل عامل المهنية مدرسة الشهداء والكبار والعظام، فكان من الذين حالفهم الحظ ونشأوا وتربوا على يد الشهيد مصطفى شمران، والشهيد محمد سعد والشهيد خليل جرادي وداوود داوود وسواهم من الشهداء الأبرار وعمل معه الشهيد حسن مشيمش والشهيد حسن داوود وشهداء كثر ارتقوا، وكان له صولات وجولات بين مناطق عديدة لطالما وعد نفسه أن يقدم الكثير لصون أرضها عملا بقول الامام المغيب السيد موسى الصدر الذي قال اذا التقيتم العدو الصهيوني فقاتلوه بأظافركم، بأسنانكم، بسلاحكم مهما كان متواضعا، الشهيد كان أيضا أخا للشهيد القائد علي عباس الذي قدّم وضحّى ونسي الدنيا بما فيها لكي يتابع خطوات الشهيد شمران الذي كان مدرسا وأستاذا في القدوة، قدوة المقاومين وتشهد عليه مواقع جهادية كثيرة.

وتابع: "نحن عندما نتحدث عن الشهداء الذين قضوا على هذه الأرض من جميع المقاومين سواء في حركة أمل أو غيرها فإننا دائما وأبدا نقول أننا نقدّر الدماء التي لم تذهب سدى بل ذهبت في مكانها للدفاع عن الأرض في وجه العدو الصهيوني".

وتحدث عن مواقف للإمام موسى الصدر الذي لطالما أكد أن قوة لبنان في مقاومته واعتبر منذ ذلك الوقت ان العدو الصهيوني لا يرتدع الا اذا وجهّنا له الضربات تلو الضربات عندما يجتاز الحدود المحتلة لأرض فلسطين المباركة، ودعا لقيام هذه المقاومة فأنشأ خلفية فكرية وثقافية على قاعدة ان اسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام، واستمرت هذه المقاومة التي نتحدث عنها اليوم بعد ان باتت الحاجة ملحة ولا زالت سارية المفعول ليس فقط للجنوب ولا لبنان بمفرده بل هي حاجة ماسة في ظل تردي الأوضاع، فهناك تحديات كثيرة وهناك "عصر اسرائيلي" الذي تحدث عنه الإمام الصدر، عصر تهويد الحضارات والقيم والأفكار والمبادئ والحقوق لصالح العدو الصهيوني والذي يسير معه فيه الرئيس الأمريكي وغيرهم وهو ما يسمى بصفقة القرن التي أعدّ لها في مكاتب سوداء لتهويد كل شيء، لذلك ليس لدينا من خيار سوى المقاومة وليس من حق احد التنازل لا عن فلسطين ومقدساتها ولا عن قضايا الأمة العربية".

وأكمل:"كان لبنان مكسر عصا ولكن أصحبنا الآن في موقع القوة والكل يحسب لنا ألف حساب، لذلك نقول لكل من يريد ان يتخلى عن المقاومة وكل ما أرساه الإمام الصدر أنكم تخطئون بحق الإنسان والأرض والشهداء، ونؤكد تمسكنا بهذا النهج". والإمام السيد موسى الصدر إعتبر أن الحجر الأساس للمقاومة عندما استشهد الشهيد فلاح شرف الدين وشقيقه علي ووالده والشهيد محمود قعيق في بلدة الطيبة عام 1975 حيث اعتبر أن قضية هؤلاء الشباب الكبار هي بمثابة اللبنة الأساسية لإنطلاق المقاومة في الظروف الصعبة عندما تخلى عنا الصديق وتآمر علينا العدو ".

وقال للمعنيين في لبنان "لقد ولى الزمن الذي يقفز فيه فوق دماء الشهداء والذي تكون فيه الاعتداءات علينا والدولة تتفرج علينا، نحن أصبحنا في معادلة لها قيمة كبيرة قاعدة ماسية جيش لبناني نفتخر به قدم التضحيات في مواجهة الارهاب التكفيري والصهيوني وكلاهما من منبع واحد ولدينا مقاومة نعتز بها ونتمسك بها ونعد الشهداء والإمام موسى الصدر أننا سنستمر بهذه المقاومة، وهناك وحدة الشعب، لذلك نقول للذين يعبثون بأمن هذا الوطن ان إمكانية التلاعب بعواطف اللبنانيين قد أصبح من الماضي لأنهم يرفعون جدار العزم بين أبناء الوطن الواحد، وليس هناك صدى لمن يريد أن يعزف على نغم المذهبية والطائفية لأنه لا يوجد أي قدرة لأي سياسي في الدولة مهما ادعى من قوة وأنه يمسك زمام الأمور في توزيع الحصص او أن يهبنا وزارة من هنا وهناك".

 وقال: "نحن شاركنا في السلطة بفضل دماء الشهداء وتمثلنا بفعل التضحيات الكثيرة التي قدمناها عندما تخلت عنا الدولة وعن مسؤولياتها رغم أننا لن نتخلى عنها، ونقول نحن لا نتوقع هبات من أحد ولا يوجد لدينا اي شعور بالنقص وبالتالي ما يمكن أن يعلن نقوله بالعلن فكل الأمور واضحة لدينا لأنها مبنية على قواعد ثابتة أساسها التضحيات والصدق والأمانة والإخلاص".

وختم:" لا يغيب عن بال أحد أن تشكيل الحكومة هو أمر ملح ورغم التحديات المختلفة ومن ضمنها الخروقات الصهيونية، يدفعنا جميعا للقول أن حكومة تصريف أعمال عاجزة عن مواجهة أبسط التحديات فكيف إذا تعاظمت ولبنان يعوم بالأزمات فكيف ستؤدي واجبها تجاه هذه التحديات، لذلك فإن تشكيل الحكومة مطلب رئيسي والذي يعرقل له مصلحة خاصة، لأنه لا مصلحة للبنان بعرقلة تشكيل الحكومة، وكائن من كان السبب عليه أن يبادر لتسهيل عملية ولادة الحكومة، فحركة أمل  وحزب الله وقوى المقاومة قدمت منذ البداية مطالب جدا متواضعة، حجمنا التمثيلي اكبر بكثير من عدد الوزارات التي طلبناها، بعكس البعض الذي يطالب بمزيد من الوزارات بما خسر العديد من النواب في الانتخابات التي جرت على أساس النسبية، فرحمة للبنان واللبنانيين والمستقبل الذي يحاول البعض أن يرسمه لهذا البلد ، عليهم ان يسارعوا للحد من غرور البعض لتنطلق هذه الدولة لأن الأزمات كثيرة ولا تحصى".

التعليقات