بعد 10 سنوات.. جراح غزة من "الرصاص المصبوب" لم تبرأ بعد

رام الله - دنيا الوطن
يصادف هذا اليوم ذكرى الحرب العاشرة على غزة والتي أطلقت عليها عدة تسميات؛ مثل "معركة الفرقان" و "العدوان على غزة"وعملية "رصاص مصبوب" كما يطلق عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي. وهي عملية عسكرية ممتدة شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في فلسطين من يوم 27 ديسمبر 2008 إلى 18 يناير 2009.
خداع ومباغتة
بحسب صحيفة "الدستور"، أشار المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية إلى أن إسرائيل تعمدت خداع حماس، اذ قامت إسرائيل بفتح المعابر وأدخلت 428.000 لترا من الغاز الصناعي ونحو 75 طناً من غاز الطبخ بالإضافة إلى 105 شاحنات إغاثة قبل يوم واحد من العملية.
كما نشر موقع قناة العربية مقالة بعنوان "سلسلة من عمليات التضليل والخداع ساعدت إسرائيل على مباغتة حماس" تحدثت فيه عن قيام إسرائيل بعدد من عمليات التضليل والخداع لضرب حماس فجأة لأيقاع أكبر عدد من الأصابات، منها تنفيذ العملية يوم السبت يوم الراحة عند اليهود بالإضافة يوم الجمعة نفسه، كما حرص مكتب رئيس الوزراء على إبلاغ الصحافيين بأن الحكومة ستجتمع الأحد "لمناقشة" عملية مكثفة محتملة على غزة. وقد عزز ذلك التكهنات بعدم الإقدام على أي تحرك قبل الأحد.
بدء الهجوم الوحشي
قبل انتهاء التهدئة في تاريخ 4-11- 2008 قامت إسرائيل بخرق جديد لاتفاقية التهدئة، وذلك بتنفيذ غارة على قطاع غزة نتج عنها استشهاد ستة عناصر من حماس، ومنذ انتهاء التهدئة يوم الجمعة 19 -12- 2008 قامت عناصر تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة بإطلاق أكثر من 130 صاروخاً وقذيفة هاون على مناطق في جنوب إسرائيل ، بدأت العملية يوم السبت 27 ديسمبر 2008 في الساعة 11:30 صباحاً بالتوقيت المحلي في غزة وأسفرت عن استشهاد 1417 فلسطينياً على الأقل (من بينهم 926 مدنياً و412 طفلاً و111 امرأة) وإصابة 4336 آخرين، إلى جانب مقتل 10 جنود إسرائيلين و 3 مدنيين وإصابة 400 آخرين أغلبهم مدنيون اصيبوا بالهلع وليس اصابات جسديه حسب اعتراف الجيش الإسرائيلي؛ لكن المقاومة الفلسطينية اكدت انها قتلت قرابة 100 جندي خلال المعارك بغزة. وقد ازداد عدد شهداء غزة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 1328 شهيداً والجرحى إلى 5450.بعد أن تم انتشال 114 جثة لشهداء منذ إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار.
أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن العملية "قد تستغرق وقتاً ولن تتوقف حتى تحقق أهدافها بإنهاء إطلاق الصواريخ من غزة على جنوب إسرائيل" ، فيما أعلنت حماس نيتها "متابعة القتال إلى أن توقف إسرائيل هجماتها وتنهي الحصار المفروض على القطاع".
كان اليوم الأول من الهجوم اليوم الأكثر دموية من حيث عدد الضحايا الفلسطينيين في يوم واحد منذ عام 1948؛ إذ تسبب القصف الجوي الإسرائيلي في استشهاد أكثر من 200 فلسطينياً وجرح أكثر من 700 آخرين، مما حدا إلى تسمية أحداث هذا اليوم الدامية بمجزرة السبت الأسود في وسائل الإعلام.
استهداف الأطفال
ذهب ضحية استهداف مسجد عماد عقل خمس شقيقات فلسطينيات تتراوح أعمارهن بين الرابعة والسابعة عشر، أسماء الشقيقات هي: جواهر ودينا وسمر واكرام وتحرير وهن أبناء أنور بعلوشة. وأسفرت غارات يوم 29 ديسمبر 2008 فقط عن وقوع ثمانية شهداء أطفال، كما تم انتشال جثة لأحد الأطفال كان يحمل على ظهره حقيبته المدرسية غطتها كتلة إسمنتية ضخمة على مدخل مقر مجمع الإيرادات العامة التابعة لوزارة المالية، وتم قتل 32 طفلاً فلسطينياً خلال الساعات الثمانية والأربعين الأولى من هذا الهجوم، أما محصلة الأطفال الذين استشهدوا في هذه العملية فكانوا 437 تحت سن السادسة عشر.
استهداف المنازل
استهدف الكثير من المنازل في القطاع خلال عمليات القصف الجوية؛ ما تسبب بإصابات وقتلى وأضرار جسيمة بالمنازل وتشتيت قاطنيها. كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية منزلا في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة؛ ما أدى إلى مقتل فلسطيني بداخله وجرح ثلاثة آخرين.
تم استهداف الكثير من المساجد؛ ما أدى إلى انهيار عدة منازل ملاصقة لها. ومنها مسجد أبوبكر ومسجد عماد عقل في جبايا ومسجد العباس في الرمال ومسجد السرايا على شارع عمر المختار في مدينة غزة ومسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالقرب من الكتيبة ومسجد الخلفاء الراشدين شمال غزة ومسجد النور المحمدي ومسجد النور والهداية ومسجد التقوى ومسجد الشفاء بجوار مجمع الشفاء الطبي أكبر مجمع للمستشفيات بالقطاع والكثير من المساجد.
ومنها مدرسة الفاخورة في جباليا شمال غزة التي تم استهدافها في 6 يناير 2009 بقنابل الفسفور الأبيض الحارقة؛ ما أدى إلى استشهاد 41 مدنيا وإصابة العديد بجروح وحروق ويذكر ان المدارس استخدمت كملاجئ للهاربين بحياتهم من القصف وتدمير بيوتهم رغم أن الاونروا كانت سلمت للجيش الإسرائيلي احداثيات المدارس في القطاع لتجنب قصفها إلا أن الجيش الإسرائيلي برر ذلك بوجود مسلحين فيها الامر الذي نفته الاونروا بشكل قاطع.
بعد منتصف ليل الاثنين 29 ديسمبر قام الطيران الإسرائيلي بقصف مباني الجامعة الإسلامية في غزة بشن ست غارات جوية، وتحديدا مباني المختبرات العلمية والهندسية بالجامعة حيث ادعت إسرائيل انها تستخدم لصناعة وتطوير الأسلحة والصواريخ . كما تعرض - في نفس اليوم- مقر أكاديمية فلسطين للعلوم الأمنية بمدينة غزة - إحدى مؤسسات التعليم العالي- للتدمير الكامل بعد استهدافه بغارتين منفصلتين وسقوط ستة صواريخ على الأقل من الطائرات الحربية الإسرائيلية على ذات المقر. حيث بلغ عدد ضحايا الهجوم حتى مساء يوم 29 ديسمبر 2008 350 قتيلاً و1650 جريح.
استهداف المستشفيات والمقار الصحية
تم خلال هذا الهجوم استهداف العديد من المؤسسات الصحية من أهمها مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر الفلسطيني والذي اندلعت فيه النيران في يوم 15 يناير 2008 بعد أن تم استهدافه من قبل قذيفة إسرائيلية، وقد حذر آنذاك مسؤول من الأمم المتحدة من أن القطاع الصحي في القطاع على وشك الانهيار التام، إضافة إلى هذا استهدفت غارة إسرائيلية مقر الهلال الأحمر الفلسطيني. كما قال رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية في غزة أن 16 منشأة صحية بينها مستشفيات ومراكز صحية دمرت بواسطة الطائرات الإسرائيلية في الهجوم على القطاع. كما قتل 13 من العاملين في الحقل الطبي وأصيب 22 بجروح كما تم تدمير 16 سيارة إسعاف.
استهداف المقر الرئيسي للأونروا في الشرق الأوسط : ومكانه في غزة بالقرب من الجامعة الإسلامية حيث استهدفت قذائف الدبابات مخازن المساعدات الغذائية وغيرها التابعة للامم المتحدة المخصصة للاهالي الهاربين من الحرب حيث اندلعت فيها النيران لفترة طويلة واعتذرت إسرائيل عن العمل ولكنها ما لبث ان تكرر القصف لنفس المنطقة مرة أخرى.
الاجتياح البري
أسلحة محرمة دولياً
مطالب حماس وإسرائيل لإيقاف الحرب
تمثلت مطالب إسرائيل لايقاف الهجوم بما يلي: توقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل من غزة بشكل تام، ومنع التهريب التام للأسلحة إلى غزة، والتهدئة الدائمة.
أما مطالب حماس لوقف العدوان فتمثلت بما يلي: وقف العدوان على غزة، وفتح المعابر بشكل دائم، وتعويض شعب غزة عن الدمار الذي أصابه، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ورفض التهدئة الدائمة، و رفض القوات الدولية. أما بالنسبة للتحركات الدولية فتمثلت فيما يلي:
مجلس وزراء الخارجية العرب.
المبادرة المصرية.
المبادرة الدبلوماسية التركية.
قرار مجلس الأمن رقم 1860.
قمة غزة الطارئة في الدوحة.
إضافة بند العدوان على غزة على جدول أعمال القمة العربية الاقتصادية بالكويت 2009
القمة الدولية الطارئة في شرم الشيخ يوم الأحد 18 يناير 2009 بحضور خمسة رؤساء دول أوروبية.
من"رصاص مصبوب" الى "مسيرات العودة"
شرع المواطنون في قطاع غزة في شهر آذار من العام الحالي بما أطلقوا عليها مسيرات العودة لاحياء الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض بفعاليات وطنية وشعبية، ابرزها مسيرات بمشاركة عشرات الآلاف في المناطق الحدودية، التي نُصبت خلالها خيام تحمل أسماء المدن والبلدات والقرى المهجرة.
وقمعت قوات الاحتلال المشاركين في المسيرات السلمية بعنف، واستخدمت الرصاص الحي من نوع دمدم المتفجر في أجساد الشهداء والجرحى، حيث تعمدت استهداف الأطراف العلوية من الجسم، إضافة إلى أن مدفعية الاحتلال استهدفت مواقع قرب الشريط الحدودي شرق القطاع، واستشهد في يوم الأرض 16 مواطنا واصيب أكثر من 1500 آخرين بعضهم في حال الخطر الشديد، وفقا لمستشفيات القطاع.
و أخذ هؤلاء النشطاء في إرباك جنود الاحتلال المنتشرين على طول خط التحديد شرق غزة وحرمانهم حتى من النوم بإطلاق الألعاب النارية وقرع الطبول واللجوء الى دحرجة الإطارات المشتعلة تجاه مواقع الاحتلال العسكرية وتسليط مصابيح الليزر عليها، أضافوا وسائل جديدة آخرها إطلاق البالونات المحملة بقنابل صوتية مصنوعة يدوياً. اذ يربط النشطاء قنبلة صوتية أنبوبية صغيرة موصولة بفتيل، يتم التحكم في طوله حسب المدة التي يرغبون أن يستغرقها منذ لحظة إشعال الفتيل حتى الانفجار، بحيث تنفجر قرب مواقع جنود الاحتلال، ما يثير الرعب في قلوبهم خشية أن تكون قنابل حقيقية. ولوحظ انفجار البالونات في الهواء بعد إطلاقها بمدة، فيما صممت أخرى بدون فتيل بحيث تنفجر فور سقوطها على الأرض وارتطامها بجسم صلب، وعند حدوث انفجار يصاب جنود الاحتلال بحالة من الخوف يترجمونها بتكثيف إطلاق النار وقنابل الإنارة، وأحيانا يطلقون قذائف صوتية، في محاولة لإبعاد المتظاهرين.
ويستمر الغزيون بالمسيرات الاسبوعية حتى اليوم والتي تطورت وتنوعت خلال الاشهر الماضية الى مسيرات نهارية وليلية يستخدم فيها المتظاهرون البالونات الحارقة والطائرات الورقية المشتعلة والتي ادت الى حرائق طالت مساحات شاسعة من الاراضي التي يسيطر عليها الاحتلال في محيط غزة والمستوطنات هناك، وادت وما زالت الى حالات ارباك شديدة وذعر للجيش الاسرائيلي والمستوطنين.
ظروف انسانية صعبة
ما يزال قطاع غزة يعيش ظروفا انسانية صعبة جدا، وعلى الرغم من أن أعداد الشهداء والجرحى تشير إلى البعد الإنساني الخطير لهذا الصراع، إلا أن الحجم الحقيقي للمعاناة يكمن في الواقع اليومي للحياة في قطاع غزة منذ عملية الرصاص المصبوب، حيث ما زال المدنيون يكافحون من أجل إعادة بناء حياتهم، والتعايش مع خسائرهم، واستعادة بعض من كرامتهم الإنسانية.
وقد اعرب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن قلقه العميق إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، خاصة في ضوء الحصار المفروض، وان هذا الوضع يكشف مجدداً عن حقيقة الظروف التي يعيشها القطاع، في ظل سياسة العقاب الجماعي، والحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية المحتلة على المعابر المحيطة بالقطاع منذ ست سنوات. وشدد على ان الأوضاع التي يعيشها سكان قطاع غزة في هذه الأوقات تعيد إلى الأذهان أقسى مراحل الحصار التي عاشها القطاع في سنوات الحصار الأولى؛ اذ أدى إغلاق سلطات الاحتلال للمعابر التجارية والمخصصة لتنقل الأفراد منذ تموز2007 إلى تدهور مجمل الأوضاع المعيشية للسكان واشار الى معاناة آلاف المواطنين بسبب حرمانهم من السفر إلى الخارج، من بينهم مئات المرضى، الذين هم بحاجة ماسة للعلاج في الخارج، ولا تتوفر إمكانية لعلاجهم في مستشفيات القطاع.
الاحتلال يمتنع عن المواجهات العسكرية في غزة حتى نهاية 2019
أوصى جيش الاحتلال قيادته السياسيّة، خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) مؤخراً بالامتناع عن أيّ مواجهة عسكرية في قطاع غزة قبل نهاية العام 2019، حتى يكتمل بناء العائق "الذي سيحيّد الأنفاق الهجومية لحركة حماس"، وفقًا لما كشفته "هآرتس" عن المسؤول.
ووفقًا للمسؤول العسكري الكبير، فإن الوضع الإنساني في غزة على شفير الانهيار، ولا تتوافر الحاجات الضروريّة للغزيين، ولا تملك السلطات الطبية في القطاع إمكانيّة علاج الجرحى؛ ما يعني أن أي حربٍ مقبلة ستضرّ بمدنيي القطاع بشكل كبير جدًا؛ ما سيؤدي إلى أن تحدّ الانتقادات الدولية من نشاط الجيش الإسرائيليّ.
حيث جاءت بعد انتهاء تهدئة دامت ستة أشهر كان قد تم التوصل إليها بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من جهة وإسرائيل من جهة أخرى برعاية مصرية في يونيو 2008 فقد خرق الجانب الإسرائيلي التهدئة ولم يلتزم باستحقاقاته منها فيما يتعلق برفع الحصار الذي يفرضه على القطاع وبالتالي لم تقبل حماس بتمديدها.
خداع ومباغتة
بحسب صحيفة "الدستور"، أشار المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية إلى أن إسرائيل تعمدت خداع حماس، اذ قامت إسرائيل بفتح المعابر وأدخلت 428.000 لترا من الغاز الصناعي ونحو 75 طناً من غاز الطبخ بالإضافة إلى 105 شاحنات إغاثة قبل يوم واحد من العملية.
كما أعلنت إسرائيل يوم الجمعة 26 ديسمبر 2008 عن مهلة 48 ساعة لوقف إطلاق الصواريخ، مهددة حماس بعملية عسكرية واسعة في حال عدم الاستجابة، وجاءت هذه العملية خلال أقل من 24 ساعة من منح مهلة الـ48 ساعة.
كما نشر موقع قناة العربية مقالة بعنوان "سلسلة من عمليات التضليل والخداع ساعدت إسرائيل على مباغتة حماس" تحدثت فيه عن قيام إسرائيل بعدد من عمليات التضليل والخداع لضرب حماس فجأة لأيقاع أكبر عدد من الأصابات، منها تنفيذ العملية يوم السبت يوم الراحة عند اليهود بالإضافة يوم الجمعة نفسه، كما حرص مكتب رئيس الوزراء على إبلاغ الصحافيين بأن الحكومة ستجتمع الأحد "لمناقشة" عملية مكثفة محتملة على غزة. وقد عزز ذلك التكهنات بعدم الإقدام على أي تحرك قبل الأحد.
بدء الهجوم الوحشي
قبل انتهاء التهدئة في تاريخ 4-11- 2008 قامت إسرائيل بخرق جديد لاتفاقية التهدئة، وذلك بتنفيذ غارة على قطاع غزة نتج عنها استشهاد ستة عناصر من حماس، ومنذ انتهاء التهدئة يوم الجمعة 19 -12- 2008 قامت عناصر تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة بإطلاق أكثر من 130 صاروخاً وقذيفة هاون على مناطق في جنوب إسرائيل ، بدأت العملية يوم السبت 27 ديسمبر 2008 في الساعة 11:30 صباحاً بالتوقيت المحلي في غزة وأسفرت عن استشهاد 1417 فلسطينياً على الأقل (من بينهم 926 مدنياً و412 طفلاً و111 امرأة) وإصابة 4336 آخرين، إلى جانب مقتل 10 جنود إسرائيلين و 3 مدنيين وإصابة 400 آخرين أغلبهم مدنيون اصيبوا بالهلع وليس اصابات جسديه حسب اعتراف الجيش الإسرائيلي؛ لكن المقاومة الفلسطينية اكدت انها قتلت قرابة 100 جندي خلال المعارك بغزة. وقد ازداد عدد شهداء غزة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 1328 شهيداً والجرحى إلى 5450.بعد أن تم انتشال 114 جثة لشهداء منذ إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار.
أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن العملية "قد تستغرق وقتاً ولن تتوقف حتى تحقق أهدافها بإنهاء إطلاق الصواريخ من غزة على جنوب إسرائيل" ، فيما أعلنت حماس نيتها "متابعة القتال إلى أن توقف إسرائيل هجماتها وتنهي الحصار المفروض على القطاع".
كان اليوم الأول من الهجوم اليوم الأكثر دموية من حيث عدد الضحايا الفلسطينيين في يوم واحد منذ عام 1948؛ إذ تسبب القصف الجوي الإسرائيلي في استشهاد أكثر من 200 فلسطينياً وجرح أكثر من 700 آخرين، مما حدا إلى تسمية أحداث هذا اليوم الدامية بمجزرة السبت الأسود في وسائل الإعلام.
استهداف الأطفال
ذهب ضحية استهداف مسجد عماد عقل خمس شقيقات فلسطينيات تتراوح أعمارهن بين الرابعة والسابعة عشر، أسماء الشقيقات هي: جواهر ودينا وسمر واكرام وتحرير وهن أبناء أنور بعلوشة. وأسفرت غارات يوم 29 ديسمبر 2008 فقط عن وقوع ثمانية شهداء أطفال، كما تم انتشال جثة لأحد الأطفال كان يحمل على ظهره حقيبته المدرسية غطتها كتلة إسمنتية ضخمة على مدخل مقر مجمع الإيرادات العامة التابعة لوزارة المالية، وتم قتل 32 طفلاً فلسطينياً خلال الساعات الثمانية والأربعين الأولى من هذا الهجوم، أما محصلة الأطفال الذين استشهدوا في هذه العملية فكانوا 437 تحت سن السادسة عشر.
استهداف المنازل
استهدف الكثير من المنازل في القطاع خلال عمليات القصف الجوية؛ ما تسبب بإصابات وقتلى وأضرار جسيمة بالمنازل وتشتيت قاطنيها. كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية منزلا في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة؛ ما أدى إلى مقتل فلسطيني بداخله وجرح ثلاثة آخرين.
استهداف المساجد
تم استهداف الكثير من المساجد؛ ما أدى إلى انهيار عدة منازل ملاصقة لها. ومنها مسجد أبوبكر ومسجد عماد عقل في جبايا ومسجد العباس في الرمال ومسجد السرايا على شارع عمر المختار في مدينة غزة ومسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالقرب من الكتيبة ومسجد الخلفاء الراشدين شمال غزة ومسجد النور المحمدي ومسجد النور والهداية ومسجد التقوى ومسجد الشفاء بجوار مجمع الشفاء الطبي أكبر مجمع للمستشفيات بالقطاع والكثير من المساجد.
استهداف المدارس
ومنها مدرسة الفاخورة في جباليا شمال غزة التي تم استهدافها في 6 يناير 2009 بقنابل الفسفور الأبيض الحارقة؛ ما أدى إلى استشهاد 41 مدنيا وإصابة العديد بجروح وحروق ويذكر ان المدارس استخدمت كملاجئ للهاربين بحياتهم من القصف وتدمير بيوتهم رغم أن الاونروا كانت سلمت للجيش الإسرائيلي احداثيات المدارس في القطاع لتجنب قصفها إلا أن الجيش الإسرائيلي برر ذلك بوجود مسلحين فيها الامر الذي نفته الاونروا بشكل قاطع.
استهداف الجامعات
بعد منتصف ليل الاثنين 29 ديسمبر قام الطيران الإسرائيلي بقصف مباني الجامعة الإسلامية في غزة بشن ست غارات جوية، وتحديدا مباني المختبرات العلمية والهندسية بالجامعة حيث ادعت إسرائيل انها تستخدم لصناعة وتطوير الأسلحة والصواريخ . كما تعرض - في نفس اليوم- مقر أكاديمية فلسطين للعلوم الأمنية بمدينة غزة - إحدى مؤسسات التعليم العالي- للتدمير الكامل بعد استهدافه بغارتين منفصلتين وسقوط ستة صواريخ على الأقل من الطائرات الحربية الإسرائيلية على ذات المقر. حيث بلغ عدد ضحايا الهجوم حتى مساء يوم 29 ديسمبر 2008 350 قتيلاً و1650 جريح.
استهداف المستشفيات والمقار الصحية
تم خلال هذا الهجوم استهداف العديد من المؤسسات الصحية من أهمها مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر الفلسطيني والذي اندلعت فيه النيران في يوم 15 يناير 2008 بعد أن تم استهدافه من قبل قذيفة إسرائيلية، وقد حذر آنذاك مسؤول من الأمم المتحدة من أن القطاع الصحي في القطاع على وشك الانهيار التام، إضافة إلى هذا استهدفت غارة إسرائيلية مقر الهلال الأحمر الفلسطيني. كما قال رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية في غزة أن 16 منشأة صحية بينها مستشفيات ومراكز صحية دمرت بواسطة الطائرات الإسرائيلية في الهجوم على القطاع. كما قتل 13 من العاملين في الحقل الطبي وأصيب 22 بجروح كما تم تدمير 16 سيارة إسعاف.
استهداف المقر الرئيسي للأونروا في الشرق الأوسط : ومكانه في غزة بالقرب من الجامعة الإسلامية حيث استهدفت قذائف الدبابات مخازن المساعدات الغذائية وغيرها التابعة للامم المتحدة المخصصة للاهالي الهاربين من الحرب حيث اندلعت فيها النيران لفترة طويلة واعتذرت إسرائيل عن العمل ولكنها ما لبث ان تكرر القصف لنفس المنطقة مرة أخرى.
الاجتياح البري
في الساعة التاسعة من ليل يوم 3 يناير 2009 بدأ الهجوم البري بأعداد كبيرة من الجنود الإسرائيليين. بدأ الاجتياح البري العسكري الإسرائيلي على القطاع، وذلك بقرار من المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر خلال جلسة سرية عقدها بمشاركة قوات من أسلحة المشاة والمدفعية والهندسة ووحدات خاصة، بوارج ودبابات ومدفعية شاركت الطيران في إغراق القطاع بالصواريخ والقذائف، ارتكب من خلالها الجيش الإسرائيلي مجازر إحداها في مسجد إبراهيم المقادمة أوقعت 16 قتيلا بينهم 4 أطفال و60 جريحاً، كما استدعى الجيش آلافاً من جنود الاحتياط للمشاركة في العملية معلناً أن الغزو سيستمر أياماً.
أسلحة محرمة دولياً
ذكرت تقارير صحفية وخبراء أوروبيون وحقوقيون وأطباء وأصحاب منازل مدمرة بأن إسرائيل استعملت أسلحة محرمة دولياً في عدوانها على غزة، حيث حملت أجساد بعض الضحايا آثار التعرض لمادة اليورانيوم المخفف المحرم استخدامها دولياً. وقد اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إسرائيل باستخدام الأسلحة الفسفورية والتي تصيب بحروق مؤلمة وقاتلة، وقد نشر موقع تيمزاونلين البريطاني صورة في تاريخ 8 يناير 2009 صورة لجندي إسرائيلي يقوم بتوزيع قنابل تحمل الرمز "M825A1" وحسب ادعاء الصحيفة أن هذا الرمز يعني قنابل أمريكية من الفسفور الأبيض.
مطالب حماس وإسرائيل لإيقاف الحرب
تمثلت مطالب إسرائيل لايقاف الهجوم بما يلي: توقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل من غزة بشكل تام، ومنع التهريب التام للأسلحة إلى غزة، والتهدئة الدائمة.
أما مطالب حماس لوقف العدوان فتمثلت بما يلي: وقف العدوان على غزة، وفتح المعابر بشكل دائم، وتعويض شعب غزة عن الدمار الذي أصابه، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ورفض التهدئة الدائمة، و رفض القوات الدولية. أما بالنسبة للتحركات الدولية فتمثلت فيما يلي:
مجلس وزراء الخارجية العرب.
المبادرة المصرية.
المبادرة الدبلوماسية التركية.
قرار مجلس الأمن رقم 1860.
قمة غزة الطارئة في الدوحة.
إضافة بند العدوان على غزة على جدول أعمال القمة العربية الاقتصادية بالكويت 2009
القمة الدولية الطارئة في شرم الشيخ يوم الأحد 18 يناير 2009 بحضور خمسة رؤساء دول أوروبية.
من"رصاص مصبوب" الى "مسيرات العودة"
شرع المواطنون في قطاع غزة في شهر آذار من العام الحالي بما أطلقوا عليها مسيرات العودة لاحياء الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض بفعاليات وطنية وشعبية، ابرزها مسيرات بمشاركة عشرات الآلاف في المناطق الحدودية، التي نُصبت خلالها خيام تحمل أسماء المدن والبلدات والقرى المهجرة.
وقمعت قوات الاحتلال المشاركين في المسيرات السلمية بعنف، واستخدمت الرصاص الحي من نوع دمدم المتفجر في أجساد الشهداء والجرحى، حيث تعمدت استهداف الأطراف العلوية من الجسم، إضافة إلى أن مدفعية الاحتلال استهدفت مواقع قرب الشريط الحدودي شرق القطاع، واستشهد في يوم الأرض 16 مواطنا واصيب أكثر من 1500 آخرين بعضهم في حال الخطر الشديد، وفقا لمستشفيات القطاع.
و أخذ هؤلاء النشطاء في إرباك جنود الاحتلال المنتشرين على طول خط التحديد شرق غزة وحرمانهم حتى من النوم بإطلاق الألعاب النارية وقرع الطبول واللجوء الى دحرجة الإطارات المشتعلة تجاه مواقع الاحتلال العسكرية وتسليط مصابيح الليزر عليها، أضافوا وسائل جديدة آخرها إطلاق البالونات المحملة بقنابل صوتية مصنوعة يدوياً. اذ يربط النشطاء قنبلة صوتية أنبوبية صغيرة موصولة بفتيل، يتم التحكم في طوله حسب المدة التي يرغبون أن يستغرقها منذ لحظة إشعال الفتيل حتى الانفجار، بحيث تنفجر قرب مواقع جنود الاحتلال، ما يثير الرعب في قلوبهم خشية أن تكون قنابل حقيقية. ولوحظ انفجار البالونات في الهواء بعد إطلاقها بمدة، فيما صممت أخرى بدون فتيل بحيث تنفجر فور سقوطها على الأرض وارتطامها بجسم صلب، وعند حدوث انفجار يصاب جنود الاحتلال بحالة من الخوف يترجمونها بتكثيف إطلاق النار وقنابل الإنارة، وأحيانا يطلقون قذائف صوتية، في محاولة لإبعاد المتظاهرين.
ويستمر الغزيون بالمسيرات الاسبوعية حتى اليوم والتي تطورت وتنوعت خلال الاشهر الماضية الى مسيرات نهارية وليلية يستخدم فيها المتظاهرون البالونات الحارقة والطائرات الورقية المشتعلة والتي ادت الى حرائق طالت مساحات شاسعة من الاراضي التي يسيطر عليها الاحتلال في محيط غزة والمستوطنات هناك، وادت وما زالت الى حالات ارباك شديدة وذعر للجيش الاسرائيلي والمستوطنين.
ظروف انسانية صعبة
ما يزال قطاع غزة يعيش ظروفا انسانية صعبة جدا، وعلى الرغم من أن أعداد الشهداء والجرحى تشير إلى البعد الإنساني الخطير لهذا الصراع، إلا أن الحجم الحقيقي للمعاناة يكمن في الواقع اليومي للحياة في قطاع غزة منذ عملية الرصاص المصبوب، حيث ما زال المدنيون يكافحون من أجل إعادة بناء حياتهم، والتعايش مع خسائرهم، واستعادة بعض من كرامتهم الإنسانية.
وقد اعرب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن قلقه العميق إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، خاصة في ضوء الحصار المفروض، وان هذا الوضع يكشف مجدداً عن حقيقة الظروف التي يعيشها القطاع، في ظل سياسة العقاب الجماعي، والحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية المحتلة على المعابر المحيطة بالقطاع منذ ست سنوات. وشدد على ان الأوضاع التي يعيشها سكان قطاع غزة في هذه الأوقات تعيد إلى الأذهان أقسى مراحل الحصار التي عاشها القطاع في سنوات الحصار الأولى؛ اذ أدى إغلاق سلطات الاحتلال للمعابر التجارية والمخصصة لتنقل الأفراد منذ تموز2007 إلى تدهور مجمل الأوضاع المعيشية للسكان واشار الى معاناة آلاف المواطنين بسبب حرمانهم من السفر إلى الخارج، من بينهم مئات المرضى، الذين هم بحاجة ماسة للعلاج في الخارج، ولا تتوفر إمكانية لعلاجهم في مستشفيات القطاع.
الاحتلال يمتنع عن المواجهات العسكرية في غزة حتى نهاية 2019
أوصى جيش الاحتلال قيادته السياسيّة، خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) مؤخراً بالامتناع عن أيّ مواجهة عسكرية في قطاع غزة قبل نهاية العام 2019، حتى يكتمل بناء العائق "الذي سيحيّد الأنفاق الهجومية لحركة حماس"، وفقًا لما كشفته "هآرتس" عن المسؤول.
ووفقًا للمسؤول العسكري الكبير، فإن الوضع الإنساني في غزة على شفير الانهيار، ولا تتوافر الحاجات الضروريّة للغزيين، ولا تملك السلطات الطبية في القطاع إمكانيّة علاج الجرحى؛ ما يعني أن أي حربٍ مقبلة ستضرّ بمدنيي القطاع بشكل كبير جدًا؛ ما سيؤدي إلى أن تحدّ الانتقادات الدولية من نشاط الجيش الإسرائيليّ.
التعليقات