عيد تجسيد الوحدة

عيد تجسيد الوحدة
نبض الحياة

عيد تجسيد الوحدة

عمر حلمي الغول

كل عام يهل علينا عيد الميلاد المجيد لينشر الفرح والبسمة على وجوه ابناء الشعب العربي الفلسطيني عموما، واتباع الديانة المسيحية خصوصا. وينقل للعالم أجمع عبر الفضائيات الفلسطينية والعربية والعالمية صورة الفلسطيني بكل أطيافه وتلاوينه ومعتقداته وخلفياته السياسية والفكرية والدينية، ومن مختلف الأجيال، ومن الجنسين حاملا كل منهم مشعل الأمل، وصليب الحرية للإنعتاق من ربقة الإستعمار الإسرائيلي. وليعلن للعالم أجمع، أن فلسطين الدولة موجودة بمؤسساتها وهياكلها وأدواتها وحماتها من منتسبي الأجهزة الأمنية، وعلى ترابها وفي كنيسة المهد حيث يشارك الرئيس محمود عباس، وأركان القيادة قداس منتصف الليل 24 و25 كانون أول/ ديسمبر من كل عام، كما فعل اليوم تمجيدا لميلاد سيد السلام والتسامح والمحبة، عيسى عليه السلام، وليدعو لبناء صرح السلام العادل والممكن.

عيد الميلاد المجيد في فلسطين، هو عيد الوحدة الوطنية، عيد التآخي والتعاضد والتكافل، عيد للوطنية الفلسطينية الجامعة، حيث تقرع أجراس الكنائس في ربوع فلسطين التاريخية، وتملأ بصداها أفراح العيد، وتشيع بين ابناء الشعب كله تلاوين السعادة والأمل بالمستقبل، وتؤكد للقاصي والداني بملىء الفم تمسكها بالوحدة، وتعكس صورتها عبر تجسيد التعاضد على الأرض، وتعلن بقوة ان لا فرق بين فلسطيني وفلسطيني إلآ بالإيمان بالهوية الوطنية، وبمقدار ما يعطي للآرض والشعب والقضية، ويدافع عن حق الحرية والإستقلال وتقرير المصير والعودة.

لعيد الميلاد المجيد نكهة خاصة، وليسامحني أبناء شعبي من أتباع الديانة المسيحية، لإنه يحتل مكانة مميزة في وعي الفلسطيني لذاته، ولإنبيائه، وخاصة السيد المسيح، عليه السلام، ابن فلسطين البار والعظيم، الذي دافع عن خياره الديني والسياسي والقانوني قبل أكثر من الفي عام ضد المتزمتين اليهود، الذين ضاقوا به ذرعا، ولاحقوه حتى صلبوه، ولكنه شبه لهم، وحباه الله جل جلاله بأن اصعده للسماء في جنات الخلد، وأبعد مكرهم وحقدهم عنه.

وكان عيسى ابن مريم المجدلية، هو العنوان الأول للكفاح الوطني التحرري، والتخلص من براثن أدعياء الدين اليهودي، الذين زوروا العهد القديم، وفبركوا مقاصده، وحاربوا أنبياءهم، وجاروا على اليهود والمسيحيين وغيرهم في زمن السيد المسيح. ولم يتوقفوا عن إقتراف جرائمهم حتى يوم الدنيا هذا، بعد أن تم إختطاف اليهودية من قبل الحركة الصهيونية، وركبت عليها مشروعها الإستعماري بالتوافق وبالدعم غير المشروط من قبل الغرب الرأسمالي لتحقيق مآربهم واهدافهم الإستعمارية. ومازالوا يدفعوا بخيار الحرب الدينية يوما تلو الآخر للتغطية على جرائم الصهاينة الإستعماريين وحلفائهم في البيت الأبيض والبنتاغون وفي اروقة المجلسين واللوبيات المارقة وكل المتصهينيين من اتباع الكنيسة الإنجليكانية.

في عيد الميلاد المجيد تتعاظم روح الوحدة الوطنية، وتستدعي الضرورة الوطنية من كل غيور على مصالح وحقوق وأهداف ووحدة الشعب، ان يضغط على الإنقلابيين في حركة حماس، ليعيدوا النظر بسياساتهم الإنفصالية، وليتخلوا عن خيار الإمارة وصفقة القرن الأميركية، وان يبتعدوا عن سياسة جماعة الإخوان المسلمين ورعاتهم في قطر وتركيا وغيرها من الدول، ويستجيبوا لنداء الوحدة والمصالحة الوطنية، لإنها حاجة ومصلحة وطنية إستراتيجية، إن كانوا فعلا رواد مقاومة، كما يقولون.

كان، ومازال خيار الإنقلاب مرفوضا ومنبوذا في اوساط الشعب، ولم يكن في يوم من الأيام خيارا مقبولا، لإنه خيار متناقض مع اهداف الشعب ووحدته وقضيته ونظامه السياسي التعددي، ونظامة الأساسي القانوني. آن الآوان لإستغلال أعياد الميلاد لتبادر حركة حماس ومن لف لفها من القوى للعودة لجادة المصالحة والوحدة، لإنها الخيار الأهم والأفضل والأكرم، وهو اعظم هدية للشعب الفلسطيني بمناسبة اعياد الميلاد ومناسبات ذكرى إنطلاقة فصائل العمل السياسي الفلسطيني جميعها تقريبا، فهل تعيد النظر قيادة الإنقلاب الحمساوية، وتبادر لتنفيذ الإتفاقات المبرمة وخاصة إتفاق إكتوبر 2017؟ الكرة في مرمى حركة حماس.

وكل عام وشعبنا عموما وأتباع الديانة المسيحية خصوصا في فلسطين والوطن العربي والعالم بخير. ولله المجد في الأعالي، وفي الناس المسرة، والسلام على الأرض.

[email protected]

[email protected]      

التعليقات