أمريكا تمنح العراق مهلة جديدة مدتها 90 يومًا لاستيراد الطاقة الإيرانية

أمريكا تمنح العراق مهلة جديدة مدتها 90 يومًا لاستيراد الطاقة الإيرانية
أرشيفية
رام الله - دنيا الوطن
أفاد مصدر حكومي عراقي، بأن الولايات المتحدة قررت، منح بلاده مهلة مدتها 90 يومًا، تسمح خلالها باستيراد الطاقة الكهربائية من إيران، مما يتيح لبغداد تجاوز العقوبات التي فرضتها أمريكا على طهران في الفترة الحالية.

وجاء القرار الأمريكي بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن المصادر، قبل أيام من انتهاء مهلة حصل عليها العراق في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر مدتها 45 يومًا، جنبت بغداد حينها عقوبات فرضتها الولايات المتحدة على دول تتعاون مع إيران، وذلك في إطار حزمة عقوبات ترافقت مع قرار واشنطن إلغاء العمل بالاتفاق النووي.

وأرسلت بغداد وفدًا إلى أمريكا بهدف التفاوض على تمديد مهلة تجنب بغداد العقوبات الأمريكية، حيث أشار مصدر حكومي شارك في المفاوضات إلى "أنها نجحت، وقررت واشنطن منح بغداد مهلة جديدة مدتها 90 يومًا".

وقال المصدر الحكومي المشارك في المحادثات بواشنطن، إن "العراق ضمن تمديدًا للمهلة لفترة 90 يومًا، وبذلك يتمكن العراق من الاستمرار في شراء الكهرباء والغاز الإيرانيين".

شراكة أمريكية

وأشار المصدر خلال إجابته على أسئلة حول تعرض الوفد لضغوط من الولايات المتحدة للدخول في شراكة مع الشركات الأمريكية، إلى أن تلك القضية "جزء من مناقشات معقدة".

وكشف مصدر مطلع على المفاوضات، بأن الولايات المتحدة تسعى إلى إقناع العراق بالشراكة مع "جنرال إلكتريك" وبايكر هيوز" و"أوريون" لاستثمار الغاز المحروق.

وبيّن أن "الولايات المتحدة تقول للمسؤولين العراقيين إنها عملية مربحة للأطراف الثلاثة. يتوقفون عن الاعتماد على إيران، ويستثمرون غازهم، ويفيدون الشركات الأمريكية في هذه العملية".

وأدى نقص الطاقة في مدن عراقية، إلى إشعال فتيل أزمة شعبية تبعتها احتجاجات واسعة، ضد الحكومة خلال الصيف الماضي.

ويلجأ العراق لاستيراد ما يصل إلى 28 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي من طهران لمصانعه، كما يشتري بشكل مباشر 1300 ميغاواط من الكهرباء الإيرانية، سعيًا لتجاوز مشكلة الطاقة.

ويعد اعتماد العراق على إيران في مجال الطاقة، غير مربح بالنسبة للولايات المتحدة، التي سعت لتقليص نفوذ طهران وإعادة فرض العقوبات على المؤسسات المالية الإيرانية وخطوط الشحن وقطاع الطاقة والمنتجات النفطية.

وناقش وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري، الأسبوع الماضي العقوبات مع وزيري النفط والكهرباء العراقيين في بغداد، حيث دعا بغداد لفتح الأبواب أمام الشركات الأمريكية لتحقيق الاستقلالية في مجال الطاقة.

وقال المسؤول الأمريكي إنه "بالعمل معًا، يمكن للولايات المتحدة والعراق تطوير صناعات النفط والغاز والمياه".

وبدورها أشارت وزارة الكهرباء العراقية، إلى إمكانية التوقف عن استيراد الكهرباء الإيرانية في غضون سنتين، لكن مسألة استيراد الغاز هي الأكثر صعوبة. فهو يحتاج إلى غاز طهران إلى حين امتلاك القدرة على استخراج غازه أو استثمار الغاز المحروق خلال استخراج النفط.

وتشير أرقام البنك الدولي، إلى أن الهدر في الغاز المحروق في العراق يبلغ نحو 2,5 مليار دولار سنويًا، وهو ما يكفي لسد الفجوة في توليد الطاقة من الغاز في العراق.

التعليقات